قال رئيس الاستخبارات العسكرية
الإسرائيلية السابق عاموس يدلين، إن "المجتمع الإسرائيلي يدرك أن نتنياهو يقوده نحو مأساة استراتيجية، وأن استمرار الحرب بغزة وسط تعدد الجبهات المفتوحة سيجرنا إلى حرب طويلة".
وأضاف يدلين في مقال نشرته "
القناة 12" الإسرائيلية أن "استراتيجية النصر المطلق التي يتبعها نتنياهو تخدم هدف
إيران لسحق إسرائيل بواسطة حرب استنزاف".
وأوضح أن رئيس الوزراء الإسرائيلي "لم يذكر في حديثه عن الانتصار الاستراتيجي، بعد اغتيال محمد الضيف وإسماعيل هنية والقيادي في
حزب الله فؤاد شكر، الالتزام الأخلاقي بإعادة المختطفين، لأنه يتناقض مع بقائه السياسي، ولذلك يدرك سكان إسرائيل أن رئيس وزرائهم يقودهم إلى أحد طريقين نحو كارثة استراتيجية تصب في مصلحة إيران وفي أيدي زعيم
حماس في غزة، يحيى السنوار".
وذكر أن استمرار الحرب في قطاع غزة، رغم "أننا نخوض منذ فترة طويلة صراعا إقليميا يتجاوز حدوده بكثير، والقوات المحدودة في ممرين لن تؤدي إلى تدمير المنظمة الإرهابية في غزة، ولكنها ستؤدي إلى معركة طويلة الأمد ضد المسلحين وتصعيد مواز في ساحات أخرى".
وأضاف: "سيستمر المختطفون في الموت في أنفاق حماس، وستجد إسرائيل نفسها عالقة في حرب استنزاف طويلة، وسيستمر الاقتصاد الإسرائيلي في التدهور، وستنخفض مكانتنا في العالم إلى مستوى متدنٍ جديد، وستستمر المعركة القانونية في المحاكم الدولية".
وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية "ستقود إسرائيل أيضا إلى مواجهة مع الولايات المتحدة، التي تسعى بكل قوتها لإنهاء الحرب، وتنتظر منا أن نفي بالوعود التي تلقتها منا في ما يتعلق بالترويج لصفقة الرهائن".
وحذر يدلين من "مسار الحرب الإقليمية، التي قد لا تكون استراتيجية نتنياهو المعلنة بل سلوكه، وخاصة استمرار حرب الاستنزاف في غزة والساحات الست الأخرى المتمثلة بلبنان وإيران وسوريا واليمن والعراق والضفة الغربية.
وأضاف أن "من المرجح بشكل كبير أن يؤدي ذلك إلى اندلاع حرب إقليمية متعددة الساحات، وهذا طريق خطير وهو السيناريو الذي لم تضع إسرائيل في مواجهته استراتيجية وأهداف حرب ذات صلة، على الرغم من أن القتال منخفض الحدة يجري بالفعل على كل هذه الجبهات".
وذكر أن "إسرائيل غارقة بالفعل في حرب استنزاف تتناقض مع مميزات قوتها.. يجب أن نعود إلى مفهومنا للأمن: حروب قصيرة في أراضي العدو والعودة إلى بناء الدولة والاقتصاد والمشروع الصهيوني بشكل عام، وهذه استراتيجية تتطلب إخراج الخصوم من الصورة وإزالة التهديدات التي يشكلونها علينا في الترتيب".
وأكد أن "على رئيس الوزراء، من الناحية الاستراتيجية والقيمية، أن يتبنى توصيات الرتب الأمنية المهنية ويزيل العصي العالقة في عجلات المفاوضات مع حماس، من أجل السماح بصفقة الرهائن، وهي بدورها تملك القدرة على تهدئة الجبهات الأخرى والمساعدة على إغلاقها، وتمهيد الطريق لعودة سكان الشمال إلى منازلهم عبر تسوية دبلوماسية مع لبنان".