كشف أطباء وجنود إسرائيليون عن فصول جديدة من الانتهاكات الجسيمة التي يتعرض لها
الأسرى الفلسطينيون من قطاع غزة، داخل معتقل
سديه تيمان سيئ السمعة.
وقال أطباء عملوا داخل السجن، إن الأسرى الفلسطينيين يبقون مكبلي الأيدي، ومعصوبي الأعين طوال الوقت، حيث يُحظر عليهم التكلم أو الحركة، وبين الفينة والأخرى يتم ضربهم ضربا مبرحا.
وفي الأشهر الأخيرة وافق عدد من الجنود وأعضاء من الطواقم الطبية الذين خدموا في "سديه تيمان" على التحدث مع صحيفة "هآرتس" عن فترة الخدمة في المنشأة شريطة عدم ذكر أسمائهم.
ونقلت الصحيفة عن مجند خدم في المعتقل قوله: "منذ بدأت العمل في المعتقل تفاخر أحد زملائي بأنه قام هو وضابط آخر أثناء نوبة حراسة بضرب أحد المعتقلين بالعصي".
وأضاف: "قمنا بحراسة حظيرة للمعتقلين، في النهار وفي الليل، كل نوبة مدتها 12 ساعة. الأطباء والممرضون في الكتيبة ذهبوا لنوبة حراسة مدتها 24 ساعة في المستشفى. بعد انتهاء النوبة كنا نذهب للمبيت في بئر السبع".
وعن تصميم المعتقل قال المجند: "المعتقلون يوجدون في عنبر كبير له سقف وثلاثة جدران حوله، الواجهة الرابعة بها أسلاك شائكة كما يوجد في أقفاص الكلاب، المعتقلون كانوا يجلسون في ثمانية صفوف، كل صف فيه ثمانية أشخاص، في أحد العنابر كان يوجد 70 شخصا وفي الثاني 100 شخص. في الشرطة العسكرية قالوا لنا إنه يجب على المعتقلين الجلوس ووجوههم نحو الأرض، وأنه محظور عليهم التكلم والحركة. وإذا خالفوا التعليمات يسمح بمعاقبتهم".
"في إحدى المرات قالت مجندة إن أحد الأسرى حاول أن ينظر من تحت العصبة، وأبلغت بذلك الضابط، والذي بدوره قام بسحب المعتقل خلف المراحيض حيث لا يوجد كاميرات، وأوسعه ضربا مع عدد من الجنود، وأعادوه بعد دقيقة وعلى جسده أثار ضرب مبرح والدماء تنزف منه".
طبيب آخر أدلى بشهادت للصحيفة قائلا: "وصلت الى منشأة سديه تيمان في الشتاء، الى خيمة من خيام العلاج. وقد كان هناك 20 مريضا تقريبا. الجميع كانوا مكبلي الأيدي والأرجل في أسرة من الحديد، كانوا جميعهم في وعيهم ومعصوبي العيون طوال الوقت".
أضاف: "كان هناك معتقلون يحتاجون إلى إجراء عمليات كبيرة، الكثير منهم مصابون بإطلاق نار، كان هناك شخص أطلقوا عليه النار في بيته في غزة، فقط قبل بضع ساعات. كل طبيب كان يعرف أن ما يحتاجه هذا الشخص هو يوم أو يومين من العناية المكثفة وبعد ذلك يتم نقله الى القسم، ليبدأ علاجه، ولكن هذا الشخص تم إرساله إلى سديه تيمان بعد مرور ساعتين على العملية إلى الخيمة".
ويقول الطبيب، إن هناك طرقا كثيرة للتعذيب دون إطفاء السجائر في الجسد، فإبقاؤه معصوب العينين، ولا يستطيع الحركة أو التكلم لمدة شهر أو أكثر هو بحد ذاته
تعذيب، متسائلا: "لماذا نقوم بتكبيل أرجل شخص لديه بطن تم فتحها قبل يومين، ألا يكفي تكبيل يديه فقط؟". مجيبا: "لا يوجد إنسانية هنا، نحن لا نتعامل معهم كبشر".
جندي آخر أدلى بشهادته قائلا: "عندما وصلنا إلى قائد المعتقل، المقدم في الشرطة العسكرية، قال لنا إن هذه المهمة هامة جدا وهي صعبة، وإن كل ما يحدث هناك هو على ما يرام وقانوني".
أضاف: "الأمر الأول الذي يصيبك بالصدمة هو الرائحة، المكان نتن حقا بشكل كبير، عشرات المعتقلين يجلسون باكتظاظ مدة شهر بنفس الملابس وفي درجة حرارة مرتفعة. يسمحون لهم بالاستحمام لبضع دقائق مرتين في الأسبوع. ولكن أنا لا أتذكر أنهم يبدلون ملابسهم، على الأقل ليس في نوبة حراستي".
تابع الجندي شهادته قائلا: "الحادث الأول كان من جنود الاحتياط في الشرطة العسكرية، جاءوا إلى المعتقل كانوا يحملون عصي التزلج، وقادوا 4 معتقلين، وأجبروهم على المشي وهم في حالة انحناء ومكبلو الأيدي وعيونهم معصوبة، بعد ذلك فجأة شاهدت أحد رجال الشرطة، بالضبط على مدخل الحظيرة، وهو يمسك برأس المعتقل الأول ويضربه بشدة ببوابة الحديد. بعد ذلك قام بضربه ثانية وقال له: يلا، وكان يضحك".
وفي أحد المرات "انهال نحو 100 جندي على أحد المعتقلين بالضرب دفعة واحدة، بعد أن تحدى أحد الجنود وأشاح له بأصبعه الوسطى".
قائدة سرية في الاحتياط قالت إن الجيش استدعاها للعمل في المعتقل، وين وصلت لاستلام عملها في أحد غرف الانتظار، سمعت جنودا في المكان قالوا إنهم ينوون ضرب المعتقلين أو البصق في طعامهم.