طرحت خطوة قائد القيادة العامة في شرق
ليبيا، خليفة
حفتر، بترقيه نجله صدام إلى رتبة فريق بعد أشهر قليلة من ترقيته لرتبة لواء، بعض
الأسئلة حول دلالة الخطوة وأهدافها، وما إذا كان حفتر يجهز نجله لقيادة قواته في
الشرق.
وأصدر حفتر قرارا بترقية رئيس أركان القوات البرية
صدام خليفة حفتر من رتبة لواء إلى رتبة فريق، بعدما كلفه في يونيو الماضي برئاسة
أركان القوات البرية، ضمن سلسلة تغييرات شملت عددًا من المناصب القيادية بالقوات
التابعة لـ"حفتر".
مخالفة قانونية
وصل "
صدام حفتر" إلى أعلى المناصب
العسكرية بشكل سريع جدا، حيث تقلد عدة رتب عسكرية خلال أشهر متقاربة، انتهت برتبة
"فريق" أمس السبت. وبالاطلاع على القانون العسكري، نجد أن هذه
الترقية
جاءت مخالفة للقانون رقم (40) لسنة 1974 بشأن الخدمة في القوات المسلحة خاصة مادة
(17)الخاصة بترقية الضباط، والتي تضع شروطا للوصول إلى منصب فريق تتجاوز
مدتها 20 عاما.
ومؤخرا، قام خليفة حفتر بترقية صدام إلى رتبة
"لواء ركن"، ثم تعيينه آمرا لأهم الأسلحة في
الجيش الليبي، وهي
"القوات البرية" بديلا عن الفريق أول، مراجع العمامي، الذي شغل عدة مناصب
عسكرية، ويعد من أقدم العسكريين في القوات المسلحة الليبية.
وأكدت مجلة "أفريكا انتلجنس" أن تعيين
صدام حفتر في منصب رئيس أركان القوات البرية يساعده في وضعه خلفا لوالده على رأس
الجيش الليبي، قائلة: "ستكون ترقيته ضمن خطة على المدى الطويل تؤطر لإضفاء
شرعية على منصبه على رأس جيش موحد كما يأمل اللواء حفتر".
مراقبون للشأن العسكري رأوا أن "حفتر يريد
تعزيز مكانة نجله في حياته، حتى يضمن الولاء له من قبل قيادات القوات المسلحة في
شرق البلاد من جانب، وضمان ولاء القبائل الليبية في الشرق، التي ربما يرفض بعضها
حكم صدام؛ لصغر سنه، وعدم معرفتهم به سابقا".
وظهر حفتر الابن في مناسبات سياسية واقتصادية وأمنية
كثيرة، وسافر لعدة دول أفريقية وأجنبية ممثلا لوالده، ما جعل كثيرين يؤكدون أن صدام
يتجهز لمهام أكبر ومنها قيادة الجيش خلفا لوالده أو الحصول على وزارة الدفاع في
الحكومة الجديدة المرتقبة.
فماذا تحمل خطوة ترقية نجل حفتر لرتبة فريق الآن
سياسيا وعسكريا؟ وهل يكرر حفتر تجربة القذافي ذاتها؟
تزوير وصدام
من جهته، قال المستشار السياسي السابق لحفتر والمحلل
الليبي المقيم في أمريكا، محمد بويصير، إن "ليبيا تعيش أسوأ مراحلها الآن، وتعيش
عصرا من التزوير والكذب، فنحن أمام نخبة حاكمة من المزورين، مهندس لم يدخل يوما كلية
للهندسة، ودكتور لم يسجل للدكتوراة في حياته، ولواءات من دون كليات عسكرية، وصدام حفتر
نموذج لذلك".
وأكد في تصريحاته لـ"
عربي21" أن "كل
هذه الخطى هدفها السيطرة وممارسة النفوذ، وهنا نعيب على الجيش المصري العريق الذى
يحارب منذ مئتي عام أن يمنح صدام حفتر درجة الدكتوراه وهو لم يحصل على الثانوية
العامة حتى، ️وترك حفتر يمنح أبناءه الرتب العسكرية هو تعبير عن حنان الأب، وفق تعبيره.
وبخصوص تكرار حفتر لتجربة القذافي بتمكين أبنائه من
المؤسسة العسكرية، قال بويصير: "الحقيقة حتى القذافي لم يصل لهذه الدرجة من
السفه. ️ورغم كل ما سبق، فإن المستقبل في ليبيا لا يرسمه صدام ولا والده، لكن تحدده
نتائج مواجهة نحن على أعتابها بين الغرب بقيادة أمريكا وبين التحالف الذى تقوده روسيا"،
وفق تقديراته.
في حين، قال الصحفي من الشرق الليبي محمد الصريط، إن
"صدام حفتر يمثل المشروع السياسي لمنطقة الرجمة (مقر قوات حفتر)، وهو الخيار
الذي سيقدم الابن للمشهد سياسيا ليكون بدلا عن والده الذي يدرك أنه في صراع مع
الزمن".
وأضاف في تصريح لـ"
عربي21":
"وبالتالي أن يتصدر صدام المشهد العسكري والأمني، ويحقق نجاحات هي في صالح
المشروع السياسي للرجمة، خاصة أن فكرة أن يكون "المشير حفتر" هو المرتكز
لهذا المشروع، هي فكرة في تضاؤل مع حجم المعوقات التي تواجهه"، كما رأى.