أصبح من
الضروري بعد حادثة تفجير أجهزة النداء الآلي، أو "البيجر" في
لبنان،
الثلاثاء، البحث عن خيارات أخرى آمنة، وذلك بعد انكشاف نقطة ضعف الجهاز، رغم أنه يعتمد
على تقنيات قديمة بعض الشيء ولا يمكن اختراقه بسهولة؛ لكونه لا يعتمد على أنظمة الاتصال
المعروفة التي تعتبر سهلة الاختراق نسبيا.
وتقول رواية
أخرى، إن الأجهزة لم تخترق تقنيا، ولكن ماديا عبر سلسلة الإمداد، وجرى تفخيخ
الشحنة بشكل أو بآخر قبل وصولها إلى عناصر
حزب الله في لبنان وسوريا.
وتبرأت الشركة
التايوانية المصنعة للبيجر "AR-924"، وقالت إن الشحنة التي تسلمها حزب الله صنعت في المجر عبر شركة "بي. إيه.سي
كونسلتينغ" التي تمتلك حقوق التصنيع.
ما هي بدائل
البيجر الآمنة؟
تعتبر الأجهزة
الذكية المشفرة أحد البدائل المطروحة على طاولة النقاش عند الحديث عن أمن وحماية
البيانات والمكالمات عبر تقنيات التشفير، واستخدام الخوارزميات القوية، ما يجعلها
هدفا أصعب من الهواتف الذكية العادية.
Purism Librem 5
تعتمد أجهزة Librem 5 على نظام Linux، وتوفر تحكمًا كاملاً في الخصوصية، وتأتي مع
مفاتيح إغلاق مادية لعزل مكونات الجهاز المختلفة فورا، مثل الكاميرا والميكروفون
والـ Wi-Fi.
وبحسب الرئيس التنفيذي
لشركة "إفاني سيكيور موبايل، حسيب أوان، يتميز هاتف Librem 5 بفصل مادي بين المودم الخلوي ووحدة
المعالجة المركزية والذاكرة الرئيسية. يعد هذا العزل بالغ الأهمية في تأمين بقية
الهاتف، بما في ذلك نظام التشغيل والتخزين والذاكرة، من المخاطر الأمنية المحتملة
التي يفرضها برنامج التشغيل الثابت وأبراج الاتصالات الخلوية.
كما أن هواتف Librem 5 مجهزة بمفاتيح إيقاف الأجهزة التي توفر
للمستخدمين تحكمًا دقيقًا في الوظائف المختلفة. يقطع المفتاح الأول الدائرة عن
الشبكة الخلوية، ما يضمن الانفصال الكامل. ويعطل المفتاح الثاني اتصال WiFi وBluetooth، ما يمنع أي وصول غير مصرح به محتمل من
خلال الاتصالات اللاسلكية. ويقطع المفتاح الثالث الطاقة عن الكاميرا والميكروفون،
ما يحمي من خروقات الخصوصية المحتملة.
نقاط الضعف
تكلفة الجهاز
الواحد تقارب ألفي دولار، إلى جانب اشتراك شهري يبدأ من 100 دولار وحتى 170 دولارا للشريحة الخاصة بالجهاز، وهي تكلفة كبيرة جدا مقارنة بالبيجر الذي لا يتجاوز 200
دولار لبعض الطرازات ويؤدي المهمة.
كما يعتمد عمل
الجهاز على شبكات الأجهزة الخلوية المتوفرة في البلدان المختلفة، وهذه قد تكون إحدى نقاط الضعف.
Silent Phone
Silent Phone من شركة Blackphoneهاتف مصمم خصيصًا للأمان والخصوصية، ويعتمد على نظام تشغيل معدل
يسمى Silent OS،
الذي يمنح تحكمًا دقيقًا في الأذونات والبيانات.
في السابق كانت
الشركة تبيع الهاتف وعليه نظام التشغيل المعدل، لكنها أصبحت الآن تبيع نظام
التشغيل الذي يمكن تحميله على أي هاتف يعمل بنظام أندرويد أو "ios".
يوفر Silent Phone ميزات مثل تشفير المكالمات
والرسائل النصية والبريد الإلكتروني، بالإضافة إلى حماية التطبيقات من الوصول غير
المصرح به. ويستخدم هذا الجهاز عادةً من قبل الأفراد والشركات المهتمين بحماية
بياناتهم من التتبع أو الاختراق، كما يتيح للمستخدمين التحكم الدقيق في إعدادات
الخصوصية.
تقول الشركة إنها توفر الحماية للشركات، والمنظمات غير الحكومية الدولية،
والوكالات الحكومية، والشركات الدفاعية والقانونية والعاملة في مجال الطاقة.
نقاط الضعف
تكلفة التطبيق تقترب من 800 دولار أمريكي إلى جانب خطط الدفع السنوية
للأفراد والشركات وتعتبر هذه نقطة ضعف للمجموعات الكبيرة مقارنة بأجهزة البيجر.
أجهزة الاتصال عبر الأقمار
الصناعية
تشبه هواتف الأقمار الصناعية الهواتف المحمولة ، باستثناء أنها ترسل إشارة
بقوة أكبر بكثير إلى قمر صناعي موجود في مدار الأرض.
للاتصال بهاتف آخر، يتصل الهاتف بالقمر الصناعي، والذي يرسل إشارة عودة إلى
الموقع المحدد للمستخدم، ثم إلى مركز تشغيل مشغل القمر الصناعي ويتم إعادة توجيهه
إلى شبكات أرضية محددة تسمح لك بإنشاء اتصال.
يستبعد مشغلو شركات الاتصال الفضائي احتمالية الاختراق، لكنها ليست
مستحيلة، لأنها تتعامل في نهاية الأمر مع محطات أرضية، وترسل إشارة "GPS" لمكان الهاتف إلى المشغل قبل إنشاء الاتصال.
نقاط الضعف
الأجهزة والخدمات عبر الأقمار الصناعية يمكن أن تكون مكلفة.
تكاليف شراء الجهاز، الاشتراك في الخدمة، ورسوم المكالمات أو البيانات قد تكون
أعلى من البدائل الأخرى.
,قد يحدث بعض التأخير في
الاتصالات الفضائية، وقد يؤثر هذا على جودة المكالمة، كما قد تتداخل الإشارات مع
الظروف الجوية السيئة كالأمطار الغزيرة، والعواصف.
الخلاصة
بناء على ما سبق، قد يكون جهاز "البيجر"
بالنسبة لحزب الله هو الخيار الأفضل للتواصل مع المجموعات الكبيرة، إلى جانب الاتصال
اللاسلكي، لكن الحزب مضطر إلى إعادة النظر في الأجهزة
التي يستخدمها، ومصدرها، وقد يقوم بفحصها قبل السماح باستخدامها من قبيل تفكيكها
وإعادة تجميعها بعد فحص مكوناتها، وهو أمر بسيط بالنظر إلى تركيبة البيجر.