لم تستطع الصحف
المصرية الصادرة الجمعة 31 كانون الثاني/ يناير 2014 أن تتجاهل ظاهرة عودة
انقطاع الكهرباء ساعات طويلة كل يوم في معظم المحافظات، وتعمدت تشويه صورة الثوار ومؤيدي الشرعية ورافضي
الانقلاب، بتركيز النشر والتغطية على تصرفات فردية لبعضهم بتكوين حركة "ملوتوف"، أو نشر أسماء وعناوين بعض ضباط الشرطة، ممن اُتهموا بارتكاب وقائع قتل المتظاهرين السلميين، من أجل القصاص منهم.
وفي المقابل، جذبت هذه الصحف الانتباه إلى ظاهرة نشر آلاف الصور للمشير عبدالفتاح
السيسي وزير الفاع في جميع الشوارع، تحت عنوان "سيادة المواطن"، في ترويج مبكر لترشحه للرئاسة، برغم أنه لم يتم بعد فتح باب الترشح، وبرغم غموض من يقف وراء تلك الحملة.
الظلام ومشكلات الزحام والانتقال:
تسود المحافظات المصرية حاليا موجة عارمة من السخط والاستياء من القطع اليومي للكهرباء لأكثر من ساعة يوميا، خاصة في المحافظات البعيدة خارج القاهرة والإسكندرية.
ويبدي المواطنون اندهاشهم من أن انقطاع الكهرباء يحدث في الشتاء حاليا حيث الاستهلاك أقل من الصيف.
وبينما تاجر الإعلام المصري بالقضية في عهد مرسي، واتهمه بأنه منح الغاز لقطاع غزة، وترك المصريين في الظلام، يتعلل مسئولو الكهرباء حاليا بنقص الغاز المطلوب لتشغيل محطات الكهرباء.. فيما لم تستطع صحافة الجمعة تجاهل الظاهرة، وإن تناولها بعضها على استحياء، فيما تجاهله البعض الآخر!
والبداية من جريدة "التحرير" التي خصصت مانشيتها للقول -بالعامية المصرية-: "الضلمة رجعت تاني.. تخفيف الأحمال بمحطة طلخا 60% .. وانقطاع الكهربا بالدقهلية وكفر الشيخ والغربية 5 ساعات".. وذلك معصورة كبيرة لظفل أمامه لمة جاز.
وفي "الوطن": "الظلام يضرب المحافظات.. والكهرباء: نقص وقود.. شكاوى من انتشار حوادث السرقة وتلف الأجهزة.. و"أبو العلا":نستغل فترة الشتاء في تخفيف الأحمال".
وفي سياق القضايا الجماهيرية، عرضت "الوفد" مشكلة السكك الحديدية. وقالت: "ألغام في السسكة الحديد.. السائقون: أنقذونا من البلطجية.. والركاب: الإهمال يقتلنا".
وركزت "الجمهورية" على مواجهة الفقر، فقالت: "366 مليون جنيه من صندوق دعم الاقتصاد لتطوير 10 قرى فقيرة".
فيما اهتمت "الأخبار" بالتعديل الحكومي.
وقالت: "التعديل الوزاري يشمل 7 حقائب.. قبول استقالة بهاء الدين.. العربي للتعاون الدولي والتخطيط.. ودمج 4 وزارات".
وحول مشكلات مترو الأنفاق قالت "الأخبار": "صيانة القضبان وراء تكدس المترو"..وأشارت إلى أن: "الأوكازيون الإثنين وضوابط لمنع التخفيضات الوهمية".
وفي "الأهرام" نُشر تقرير بعنوان: قرى الصعيد الفقيرة وعشوائيات القاهرة على خط التطوير".
معركة على الفيسبوك:
واصلت صحف الجمعة الأسلوب المنهجي الذي تتبعه في محاولة شيطنة الثوار من رافضي الانقلاب، ومؤيدي الشرعية.
وصدر بعضها بمانشيتات تركز على ضبط أصحاب صفحات على شبكة التواصل الاجتماعي "فيس بوك" تطالب بالقصاص من الضباط الذين تورطوا في قتل المتظاهرين السلميين.
وكان جاذبا صدور "الشروق" بمانشيت يقول:
"الداخلية تجفف منابع التحريض على الاغتيالات.. ضبط أدمن صفحات تحرض على قتل ضباط شرطة بفيس بوك.. ومواقع إخوانية تنشر صور عناصر أمنية عليها عليها عبارة: "هنجيبكم".. وموضوع آخر تحت عنوان: "في ذكرى مذبحة بورسعيد: هل دخلت الإخونة قلوب الألتراس؟.. وفي سياق غير بعيد هذا التقرير بالصحيفة نفسها: "مسئول بتحالف الشرعية: لا نسستطيع تحديد سقف للتصعيد".
كما صدرت "الوطن" بمانشيت يقول:
"الإخوان تؤسس حركة مسلحة لمواجهة الداخلية.. وتعلن تصنيع "قاذفة مولوتوف".. الجماعة تدرب عناصرها ب"اضرب واهرب".. وخطة لقطع الدائري والمترو والسكة الحديد وتدمير المدرعات.. وحماس تتدرب على اقتحام أتوبيس"!
وذكرت "اليوم السابع" أن: "الداخلية ترصد تجهيز الإخوان طائرات مفخخة لتفجير منشآت حيوية.. الطائرة ظهرت في رابعة للتصوير.. وطلاب هندسة أجروا عليها تعديلات لحمل المتفجرات"!
وفي "الدستور" جاء هذا التقرير:
"إجراءات أمنية مشددة لمواجهة مظاهرات الإخوان اليوم. أوامر بالتعامل بالذخيرة الحية فورا مع أي مواجهات مسلحة لعناصر الإرهابية".. وفي الصحيفة أيضا:"ضبط عناصر إخوانية تحرض ضد ضباط الشرطة على الانترنت".
صور السيسي تملأ الشوارع:
"صور السيسي تطلق سباق الدعاية.. صباحي يطلب مهلة لحسم ترشحه.. والتفاؤل يدفع البورصة لأعلى مستوىمنذ إبريل 2010 ". هكذا جاء مانشيت جريدة "المصري اليوم"، وذلك مع لقطة
لصور السيسي التي ملأت شوارع القاهرة أمس"، على حد تعبير الصحيفة.
وفي "الوطن": "الشعب يأمر" يدشن أولى حملات تأييد السيسي.. قوافل بالمحافظات لدعم المشير.. والإخوان يعرضون دعم عنان".. هذا الخبر الأخير كاذب تماما إذ رفض الإخوان عرض عنان بدعمهم له.
وفي "الدستور": "وكالات الأنباء والصحف العالمية: السيسي لن يحتاج إلى تزوير الانتخابات وسيكتسح أي مرشح في مواجهته.. والمصريون لمن يقبلوا بديلا له".
وفي "الأهرام": "أسوشيتدبرس: موجة شعبية تحمل المشير إلى الرئاسة".. وفي "اليوم السابع": "خطة الإخوان لتشويه السيسي.. نشر بعض التسجيلات المسربة.. وتكثيف التصعيد القانوني الدولي.. والتظاهر أمام السفارات".
وأخيرا: في "الدستور": "سياسيون: صباحي لا يستطيع إدارة حزبه.. فكيف يحكم مصر؟".