كشفت صحيفة "يديعوت"
الإسرائيلية، عن مواقف مفاجئة لوزير خارجية الاحتلال أفيغدور
ليبرمان، الذي أبدى مرونة في مواقفه تجاه أطراف التسوية السياسية الأخرى، فبعد أن أثنى على جهود
كيري في ملف التسوية ولم يقلل من دور رئيس السلطة محمود عباس، عبّر عن استعداده لتقبل فكرة التقارب مع دول الخليج وعلى رأسها
السعودية، كاستثمار سياسي جديد للكيان الإسرائيلي.
وأوردت الصحيفة أنه بعد أن أعلن ليبرمان عن عدم وجود أي احتمال للتسوية مع الفلسطينيين، فهو يغير الاتجاه ويعانق مبادرة وزير الخارجية الأمريكي جون كيري. وبدلا من مهاجمته رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس كعادته، حبذ ليبرمان هذه المرة التركيز على الجانب الإيجابي من المسيرة السلمية، فقال: "في العالم العربي المعتدل يفهمون أن الخطر بالنسبة لهم ليس اليهود وإسرائيل، بل القاعدة وإيران والجهاد.. هناك شركاء مصالح، ونحن نسمع هذا من أناس من الخليج والسعودية. لقد نشأت فرصة محظور تفويتها".
ولفتت "يديعوت" إلى أن ليبرمان برر مواقفه في خطاب ألقاه الجمعة في "تل أبيب"، بقوله "عندما يكون جدال بين وحدة الشعب ووحدة البلاد، فإن وحدة الشعب أهم"، ومن ناحية أخرى ليثبت أنه المسؤول الكبير في حكومة الاحتلال حيث يقضي ولايته الثانية في الخارجية، وصاحب المواقف السياسية المعتدلة على حساب رئيس "البيت اليهودي" نفتالي بينيت، الذي اتهمه بالحماسة والتهور في بعض الإشارات، حيث يقول: "أرى بينيت يهرع إلى الميكروفونات ولكن ليس إلى المعارضة".
ومن ناحية أخرى، شككت الصحيفة في صدقية مواقف ليبرمان، بتساؤل عما إذا كانت المواقف دليلا على تغير حقيقي، أم إنها مجرد تكتيك سياسي يرمي إلى جمع النقاط لانطلاق مريح في المنافسة إلى رئاسة الوزراء. لكن ذلك -كما يرى- يؤكد أمرا واحدا واضحا: هو أن الأمريكيين أحبوا جدا خطابه.
وأشارت إلى أن ليبرمان أثنى على وزير الخارجية الأمريكي، بقوله: "جون كيري هو صديق إسرائيل، صديق حقيقي. لا توجد أي حكمة لأخذ اصدقاء وجعلهم خصوما. أن نكون لا نتفق مع كيري على كل شيء فهذا ليس سرا ولكن لا يجب إبراز هذا".
ولفتت مرة أخرى إلى مديح ليبرمان لمساعي كيري بقوله: "أسمع هنا صبح مساء منافسة بين من سيكون الأكثر فظاظة وحماسة ضده.. الحماسة لا تجدي نفعا وينبغي التحلي ببعض الهدوء.. إن كيري يقود المسيرة بشكل سليم ولديه الحق في أن يكون له رأي مختلف عن رأيي وعن رأي ابن العم بينيت".
ونبهت إلى أن ليبرمان بدلا من مهاجمة رئيس السلطة الفلسطينية أبي مازن كعادته، حبذ هذه المرة التركيز على الجانب الإيجابي من المسيرة السلمية: "في العالم العربي المعتدل يفهمون
بأن الخطر بالنسبة لهم ليس اليهود واسرائيل بل القاعدة، ايران والجهاد".
وأوضحت أن ليبرمان أشار إلى ترحيبه بالتقارب مع دول الخليج بقوله: "هناك شركاء مصالح، ونحن نسمع هذا من أناس من الخليج والسعودية.. لقد نشأت فرصة محظور تفويتها".
ومع ذلك، بينت الصحيفة، تمسك ليبرمان بحق القبول وعدمه من بعض ما يجري في المفاوضات، فهو لا يتعهد بقبول أفكار كيري بكاملها: "أنا بالتأكيد مع التسوية مع الفلسطينيين.. ولكننا لسنا ملزمين بأن نقبل هذا بكل ثمن".
وقال أيضا: "أنا مع التسوية ولكني ضد أن نكون إمعات.. يكفي أن كنا إمعات في الماضي مثلما في فك الارتباط، حيث شق الشعب.. أنا لا أريد اتفاقا مليئا بالثقوب مثل الجبنة السويسرية"، بحسب الصحيفة.
لكن "يديعوت" لم تغفل مواقف ليبرمان الأقل اعتدالا من خصومه النواب العرب؛ فعن أحمد الطيبي وجمال زحالقة قال: "إنهم يشخصون أنفسهم مع حماس، مع حزب الله ومع السلطة الفلسطينية ويعملون بشكل منهجي على إبادة إسرائيل".