قال سياسيون وحزبيون وأكاديميون أردنيون السبت إن "إسرائيل" تحاول فرض وقائع تهدد أمن الأردن وفلسطين بهدف تفتيت الوحدة الوطنية، وتكريس مشروع "الوطن البديل".
ونبهوا في
ندوة نظمها مركز دراسات الشرق الأوسط في عمان، حملت عنوان "المفاوضات الإسرائيلية- الفلسطينية ومخاطرها على الوحدة الوطنية الأردنية"، على أن الكيان الصهيوني بإصراره على طرح القبول بـ"يهودية الدولة" يريد حلا تاريخيا وليس سياسيا؛ أي "الإقرار بأنهم ورثوا أرض فلسطين عن بني إسرائيل".
ودعا المشاركون إلى التركيز على الوحدة الوطنية، لأنها مستهدفة بالزعزعة، مؤكدين ضرورة شجب كل اتفاق يمس بالضرر المصالح الأردنية والفلسطينية على حد سواء.
وأشاروا إلى أن من يقبلون بالمفاوضات على أساس التخلي عن حق العودة والاعتراف بيهودية الدولة "ضالعون في المؤامرة".
وفيما حث بعض المنتدين على ترك طريق المفاوضات إلى المقاومة، حذر آخرون من أن تكون إفرازات "
خطة كيري" على حساب الطرف العربي، منبهين إلى إحتمال تمرير حلول مؤقتة "تخرج السلطة الفلسطينية من مأزقها السياسي، أو تخرج الأردن من أزمته الاقتصادية".
مدير مركز دراسات الشرق الأوسط جواد الحمد تساءل عن "المصلحة الوطنية والقومية من استمرار إعادة النظر بمفاهيم المواطنة الدستورية والقانونية، فضلا عن انعكاسها على التماسك الاجتماعي في الأردن، وعن سبب زج موضوع التركيبة الاجتماعية الفلسطينية- الأردنية لإنشاء حالة من الخوف والفرقة والكراهية بينهما قبل تحرير فلسطين أو إقامة دولتها المستقلة".
من جانبه، أوضح السياسي الأردني السابق عدنان أبو عودة (المستشار السياسي للملك الراحل الحسين بن طلال ورئيس ديوانه) أن العالم العربي في الماضي أخطأ حين تعامل مع "إسرائيل" على أنها دولة وليست امتدادا للحركة الصهيونية تجر قاطرة "إسرائيل".
وأشار إلى أنه حرص على ألا يكون خطاب فك الارتباط (قرار إنهاء ارتباط الضفة الغربية إدارياً وقانونياً مع الأردن) الذي خطه بنفسه آنذاك "غطاءً أخلاقيا لعمل غير أخلاقي".
ورأى أبو عودة أنه من الخطأ الظن بأنه يمكن "كنس الفلسطينيين الموجودين في الأردن منذ 1949 بعد تجنيسهم؛ وفقا للدستور"، مبينا أنه قيد كتابا باللغة الإنجليزية عام 1999 اقترح فيه أن تكون العلاقة بين الأردن وفلسطين كنفدرالية.
واعتبر زكي بني ارشيد نائب مراقب الإخوان المسلمين في الأردن أنه لا يمكن لأي مفاوض أن يحقق ما يريد مهما أوتي من براعة خطابية؛ لأن "اختلال موازين القوى هو الذي يحكم في النهاية".
وأضاف بني ارشيد أن ثمة من يريد أن ينقل التناقض بيننا وبين المشروع الصهيوني إلى تناقض داخلي، داعيا إلى ضرورة التوحد في جبهة وطنية واحدة تقوم على أسس الوحدة الوطنية كأولوية، "بعيدا عن الفزاعات التي تستخدم كمبرر للتهرب من الإصلاح واستحقاقاته".
وجاءت الندوة في ظل الحديث عما عُرف بـ"خطة كيري"، وبخاصة أن نتائجها تنعكس على الأردن والعلاقة الأردنية- الفلسطينة، في ظل توقعات بتسوية قضية اللاجئين الفلسطينيين بـ"التعويض" و"التوطين" وما قد ينجم عنهما من تهديد -وفق سياسيين أردنيين- للنسيج الاجتماعي الأردني.