في تغريدة نشرها يوم أمس السبت، قال الكاتب الإسلامي السعودي مهنا الحبيل "تلقيت اتصالا من معالي نائب وزير الإعلام د. عبد الله الجاسر أبلغني فيه بأسلوب محترم عن صدور قرار قيادي بوقف كتابتي في
قطر".
وينشر الحبيل مقالات في صحيفة العرب القطرية، وموقع الجزيرة نت، في ذات الوقت الذي ينشر فيه مقالات أحيانا في صحف سعودية مثل "الحياة".
ويبدو أن الحبيل قد استجاب للأمر الرسمي بالتوقف عن
الكتابة، حيث قال في تغريدة تالية "وإنني إذ التزم بالقرار المؤسف وتداعيات الخلافات التي تمزق الخليج العربي، لأتمنى أن يزول الخلاف ويتوحد الخليج لمصالحه"، في ذات الوقت الذي شكر فيه القطريين على مواقفهم قائلا "شكرا لكم في قطر على ما منحتموني من احترام وتقدير وضيافة قلم وروح، وهي علاقة راسخة بين أهل الخليج؛ أخوية البناء والأعمدة".
ويبدو أن القرار قد شمل آخرين من بينهم صالح الشيحي الذي يكتب في صحيفة العرب، وكذلك سمر المقرن التي قالت إنها توقفت هي من تلقاء نفسها بعد خلافات مع ذات الصحيفة حول مضمون المقالات، مع إقرارها بأنها تلقت ذات الأمر من وزارة الإعلام، كما نقلت عنها صحيفة "الحياة"
السعودية.
ولم يقل الأكاديمي والكاتب أحمد بن راشد بن سعيد ما إذا كان تلقى اتصالا مشابها حتى كتابة هذا التقرير، مع العلم أنه يكتب هو الآخر في ذات الصحيفة القطرية. ويُعرف عن بن سعيد هجومه المتواصل على قناة "العربية" السعودية التي بدأ يصفها مؤخرا بقناة "حفتر"، بسبب إعلان الجنرال الليبي حفتر لانقلابه الفاشل من على شاشتها، مع شهرته سابقا بهاشتاج "تفكيك الخطاب المتصهين"، الذي يهاجم من خلاله قناة "العربية".
وكانت المفاجأة التي تلت نشر الحبيل لتغريدته بعشر ساعات هي ما نشره الكاتب والروائي السعودي المعروف محمد الحضيف، حيث قال في تغريدة عبر حسابه بموقع تويتر": "أحبابي: أستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه. ضاق الفضاء، وصُودرت الشمس. سيتوقف هذا الحساب عن التغريد، ولن يتوقف القلب عن الدعاء .. لأمة جريحة". وهو ما دفع أحد المغردين إلى إنشاء "هاشتاج" بعنوان "كتم الحرية في السعودية .. إيقاف حساب محمد الحضيف".
وكان الحضيف قد نشر تغريدات عديدة قبل توقف حسابه تنتقد تصنيف الإخوان كجماعة
إرهابية، قال في إحداها "أول من صنف الإخوان المسلمين (إرهابيين) وحكم بإعدام أي عضو منهم، رجالا ونساءً .. كان حافظ الأسد، النصيري الطائفي". وزاد ساخرا من القرار الرسمي بالقول "النكتة في من وضع (تصنيف) الإرهاب الأخير، أن كثيرا من السعوديين درسوا وتعلموا في كل مراحل تعليمهم وحياتهم على يد إرهابيين".
ويتحدر الحضيف من عائلة لها تراث في المعارضة السياسية، حيث أعدم شقيقه مطلع التسعينات بتهمة قتل جندي (تنفي العائلة ذلك)، وله شقيق معتقل دون محاكمة منذ سنوات بعيدة، فيما مكث هو في السجن حوالي أربع سنوات مطلع التسعينات أيضا، حيث كان جزءا من حركة إصلاحية فرّ بعض رموزها إلى الخارج.
وكانت السلطات السعودية اتخذت إجراءات تحاصر عددا من الرموز وتمنعهم من إلقاء المحاضرات، بحسب ما نقلت صحيفة العرب الإماراتية التي تصدر من لندن؛ من بينهم العالم المعروف د.سلمان العودة الممنوع من السفر أيضا، وهو ما رآه بعض المراقبين مقدمة لحملة أوسع تطال من يُتهمون بالانتماء للإخوان، وكل العلماء والرموز الإسلاميين الذين يدعون إلى الإصلاح السياسي في المملكة.
في هذه الأثناء، قال موقع قناة العربية إن المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض، أصدرت حكما بسجن مغرد لم تذكر اسمه "حرّض على المظاهرات في السعودية مدة ثمانية أعوام، وإلغاء حسابه على موقع التواصل الاجتماعي تويتر".