صحيح أن قيام مستوطن صهيوني بدعس
فلسطينيين على حاجز "إيرز" شمالي قطاع غزة أشعل الانتفاضة الفلسطينية الأولى عام 1987، وأن اقتحام شارون للمسجد
الأقصى المبارك أشعل الانتفاضة الثانية عام 2000، إلاّ أنّ كلا الانتفاضتين اللتين هزتا العالم كانتا نتاج تراكم مجموعة من
الانتهاكات كان يقوم بها الاحتلال في الضفة والقطاع.
وفي ظروف موضوعية تُذكّر بالأمس يؤكد مراقبون استمرار الانتهاكات الإسرائيلية متمثلة بالاجتياحات لمخيمات الضفة، وتهويد
القدس، وتزايد الاقتحامات للأقصى، واستمرار الاستيطان، والاعتقالات، والإجراءات التعسفية بحق
الأسرى الفلسطينيين، مع استمرار التنسيق الأمني الواضح بين السلطة الفلسطينية وأجهزة الأمن الإسرائيلية.
ويعتقد مراقبون للشأن الفلسطيني أن هذه الانتهاكات تهيئ لاندلاع انتفاضة ثالثة.
ويعتقد مدير مؤسسة مهجة القدس للأسرى ياسر مزهر، أننا "على أبواب انتفاضة ثالثة، في ظل الهجمة الشرسة على أقصانا والاقتحامات اليومية من قبل قطعان المستوطنين اليهود، والحفريات الكبرى تحت المسجد، وهدم البيوت والاعتقالات".
وأضاف القيادي الفلسطيني، لموقع "عربي21"، أنه لا بد من اندلاع انتفاضة ثالثة "مع وجود هذه الأعداد الكبيرة من أسرانا في سجون الاحتلال، وجميعهم يعانون أسوأ الظروف، وأكثرهم معاناة الأسرى المرضى الذين يعانون أمراضًا مزمنة وهم أكثر من 25 أسيرًا".
وأكد مزهر أن مكاسب الشعب تكمن في الانتفاضة، "وبها نحمي أقصانا من التقسيم الزمني والمكاني على غرار ما حصل للحرم الإبراهيمي في الخليل، وبها نحرر أسرانا، كما حصل في صفقة "الأحرار"، بل بها نحرر الأرض كما حصل في غزة".
وفي معرض تأييده لهبة جماهيرية عارمة في وجه المحتل، صرّح النائب عن كتلة "فتح" في المجلس التشريعي فيصل أبو شهلا، لوسائل إعلام فلسطينية، بأن "ما نريده من الشباب هو مواجهة الاحتلال ومواجهة الخطة الاستيطانية ومواجهة تهويد الأقصى، ويجب الخروج لذلك كل الأيام"، وأضاف: "نطالب العالم الإسلامي بالانتفاض لأجل الأقصى، لتعلم "إسرائيل" أن هناك غضبا عارما تجاه اعتداءاتها على المقدسات".
وأوضحت النائبة عن كتلة "حماس" في المجلس التشريعي الفلسطيني سميرة الحلايقة لـ "عربي21" أنه من "المطالعة للواقع المُعاش ومحاولة قراءة أسباب اشتعال الانتفاضتين السابقتين، نرى أننا على أبواب انتفاضة ثالثة لا محالة، ولن يقف أحد في وجهها".
وأكدت الحلايقة أن "الانتفاضة قد تحدث في أي وقت، وهي ليست رهينة بقرار مسؤول سياسي أو عسكري أو حزب أو فصيل، بل هي حق للشعوب المضطهدة أقرته المواثيق والأعراف الدولية، لرد الظلم والعدوان".
واتفق محللون على أننا على أبواب انتفاضة يقودها الشباب، وأن الظرف القائم يحتم أن تكون الرؤية السياسية واضحة غير بعيدة عن قائمة الأحداث والواقع في كل مناطق فلسطين، مع مراعاة خصوصية كل منطقة وواقعها الخاص في أي تحرك جماهيري.