عمدة روما يتفق مع السعودية لترميم مواقع رومانية مقابل إعارتها أعمال فنية فريدة
تقوم العائلة المالكة السعودية بترميم ضريح الإمبراطور الروماني أوغستاس بالإضافة إلى حلبة رياضة عمرها 2000 عام كان يستخدمها المصارعون الرومان، في محاولة للحفاظ على إرثها المتداعي بحسب تقرير في صحيفة "دايلي تلغراف" البريطانية.
ويذكر تقرير مراسل الصحيفة من روما، نك سكوايرز، أن عمدة روما، إغنازيو مارينو، توصل إلى اتفاق مع العائلة المالكة السعودية لتوفير ملايين اليوروهات للإنفاق على ترميم بعض المعالم المهملة في العاصمة الإيطالية.
وسلمت
إيطاليا الحكومة في الرياض ملفا يحتوي على تسعة مواقع تاريخية لتختار منها، فكان اهتمامها الأكبر بضريح الإمبراطور أوغستاس، وهو عبارة عن بناية دائرية ضخمة بالقرب من نهر التايبر والتي كانت مهملة لعقود طويلة.
وكانت روما تأمل أن تقوم بترميم هذا النصب وتفتحه للجمهور هذا العام أي في الذكرى الـ 2000 لوفاة الإمبراطور.
ويحتاج ترميم الضريح 4 ملايين يورو، نصفها تحملتها وزارة
التراث الثقافي الإيطالية وتأمل إيطاليا بأن تدفع السعودية الباقي.
أما المواقع الأخرى التي ترجو إيطاليا أن ترممها السعودية حلبة المصارعة الرومانية (لودوس ماغناس) في روما الأثرية والتي كانت مرتبطة بنفق بالكوليسيوم.
وبحسب الصفقة التي تمت بين الأمير سلطان بن سلمان آل سعود، وزير السياحة السعودي، فإن روما تسعى للحصول على 6 ملايين يورو أخرى لترميم (القاعات السبع) وهو حوض ماء أثري كان يغذي الحمامات والتي بنيت في عهد الإمبراطور تراجان.
ومقابل هذا السخاء السعودي وافق العمدة أن يعير الرياض أعمالا فنية - لا تقدر بثمن - من متاحف الكابيتوليني في روما.
وقال السيد مورينو: "لدينا أعمال فنية كثيرة ولا نستطيع عرضها كلها لأنه لا يوجد مساحة كافية".
وبحسب التقارير فإن السعوديون مهتمين باستعارة (الغالي المحتضر) وهو عبارة عن تمثال من المرمر لمحارب "كلتي" عارٍ (من بلاد الغال) ملقى فوق درعه وقد أصيب بجرح في صدره.
ويوصف هذا العمل على أنه من أشهر الأعمال وهو عبارة عن نسخة أثرية رومانية لعمل إغريقي يعود للقرن الثالث قبل الميلاد وقد شاهده 750000 شخص عندما عرض من زمن قريب في صالة العرض الوطنية بواشنطن.
وحيث أن هناك مواقع مثل مدينة بومبي (التي دفنها بركان فيزوف عام 79م) تتداعى بشكل مقلق حيث تنهار بعض الجدران وحتى بعض البيوت الأثرية وفي وقت وصلت فيه المديونية العامة لـ 2 ترليون يورو فإن إيطاليا تبحث عن شركات خاصة ومتبرعين أجانب لإنقاذ تراثها الثقافي.
وقد أعلنت شركة بولغاري الأسبوع الماضي أنها ستتبرع بـ 1.5 مليون يورو لإصلاح الدرج الإسباني في روما، وصانع الأحذية تودز سيدفع تكاليف تنظيف الاستاد وشركة فندي وافقت على إصلاح نافورة تريفي.