أعلن السفير الأمريكي السابق في
سورية "
روبرت فورد"، إنه غادر منصبه في أيار/ مايو الماضي، لأنه وصل لحالة لا يستطيع معها الدفاع عن سياسية الولايات المتحدة تجاه ما يجري في سورية.
وقال فورد لمحطة "سي إن إن" الأمريكية: "لم أعد في مركز استطيع فيه أن أدافع عن السياسة الأمريكية بسورية، لذلك انسحبت".
وفورد دبلوماسي مخضرم يحظى باحترام واسع وعمل سفيرا الى دمشق أكثر من ثلاث سنوات. وكان قد ترك دمشق في عام 2011 بعد ان تلقت الولايات المتحدة معلومات عنه تهديدات ضد سلامته الشخصية في سورية، لا سيما بعدما أغضب النظام السوري بذهابه إلى حماة لمتابعة مظاهرات ضخمة في المدينة في تموز/ يوليو 2011. وبعد مغادرة سورية استمر فورد في تسلم الملف السوري بصفته كسفير، كما كان حاضرا في اجتماعات المعارضة السورية بشكل دائم.
ومن المرجح أن تذكي تصريحاته النقاش بشأن الموقف الحذر لأوباما من الحرب في الوقت الذي أطلق فيه البيت الأبيض حملة لمواجهة الانتقادات الموجهة للسياسة الخارجية للرئيس.
وأضاف فورد: "نحن لم نتمكن من معالجة جدور المشكلة سواء الصراع القائم على الأرض أو التوازن على الأرض إلى جانب ازدياد تهديدات المتطرفين بالبلاد". وتابع: "لا يوجد شيء يجدر الإشارة لنجاحه وفقا لسياستنا عدا عن إزاله نحو 93 في المائة من الترسانة الكيميائية للأسد، ولكن الآن هو يستخدم غاز الكلور في صراعه مع خصومه".
وانتقد فورد بطء تحرك الإدارة الأمريكية، وقال: "نحن دائما متأخرون، ومن المهم جدا أن نصبح في موضع متقدم، بشار
الأسد ما كان ليكون بموضع القوة التي هو عليه الآن دون دعم حزب الله وإيران وروسيا".
وأشار إلى أن المعارضة المعتدلة في سورية مقيدة بخصوص الأسلحة، "لأنه ليست لديهم مصادر كتلك التي يمتلكها الأسد، والجماعات المدعومة من القاعدة".
وشدد على ضرورة إرسال الولايات المتحدة أسلحة ومساعدات غير مميتة أخرى للمعارضة المعتدلة، مضيفا: "لو كنا فعلنا ذلك قبل سنوات، ما كانت القاعدة لتصل إلى منافسة هؤلاء المعارضين كما هو الحال الآن". ولفت إلى أنه ليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة مستعدة لزيادة مساعدتها للمعارضة، منتقدا وجهة نظر الإدارة الأمريكية الخاصة بضرورة حل الأزمة السورية سياسيا وليس عسكريا.
وقال السفير السابق إلى أن الأسد "لا يتحكم بثلثي سورية، وقد حذرنا قبل سنتين من أن المجموعات الإرهابية ستستغل هذا الفراغ تماما كما لاحظناه في أفغانستان والصومال ومالي واليمن".
وحول الانتخابات التي يجريها النظام السوري في المناطق التي يسيطر عليها، قال فورد: "لا اعتقد أن الانتخابات بسورية لها علاقة بالديمقراطية، ولا أعتقد أنها ستحدث تغييرا في ميدان الحرب، لكنها توضح لنا أن الأسد ليس لديه نية لمغادرة الحكم".
وفي مقابلة أخرى مع شبكة "بي.بي.إس"، قال فورد إنه نتيجة لتردد الولايات المتحدة، زادت المخاطر التي تتعرض لها الولايات المتحدة بسبب المتطرفين.
وقال فورد إن الانتخابات "إشارة إلينا وإلى البلدان الأخرى في المنطقة وإلى أوروبا وغيرها أن الأسد لن يرحل. إنه باق وقد رسخ قدميه في العاصمة في سورية مع أن أجزاء أخرى من البلاد لا تزال خارج نطاق سيطرته".
وتعقيبا على تصريحات فورد قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماري هارف "إنه مواطن عادي. وله الحق في التعبير عن آرائه. وما نركز عليه اليوم هو المسؤولون الذين ما زالوا هنا ومن يعملون في سورية ومن يشتركون في الشعور بالاستياء الذي سمعتم به من الرئيس والوزير وآخرين".
وكان
أوباما دعا الأسد أول مرة إلى التنحي عن السلطة في آب/ أغسطس عام 2011، لكنه قاوم دعوات إلى تدخل أمريكي أكبر في سورية. وفي آب/ أغسطس من العام الماضي أحجم عن توجيه ضربات صاروخية الى النظام السوري ردا على استخدام أسلحة كيماوية في ريف دمشق. وبدلا من ذلك، تم التوصل إلى اتفاق امريكي روسي على نقل ترسانة النظام السوري من الأسلحة الكيماوية إلى خارج البلاد.
وقدمت الولايات المتحدة تدريبا وإمدادات عسكرية محدودة إلى مقاتلي "المعارضة المعتدلة". وقال مسؤولون أمريكيون الشهر الماضي إن واشنطن ستوسع مساندتها لمجموعات منتقاة من المعارضين لكنها لم تقدم تفاصيل تذكر.
وقال فورد في المقابلة: "لا أدري هل هم مستعدون لتوسيع (مساعداتهم) على نحو يكون له أثر ملموس على الأرض وهذا هو المهم".
وأضاف فورد قوله: "يجب علينا.. ويجب علينا منذ وقت طويل.. مساعدة المعتدلين في صفوف المعارضة السورية بالأسلحة والمساعدات الأخرى غير الفتاكة". وقال: "لو فعلنا ذلك قبل عامين لو كنا قد قمنا بتوسيع نطاق مساعداتنا لما استطاعت جماعات القاعدة التي تكسب أتباعا أن تنافس المعتدلين الذين نتفق معهم في الكثير من الأمور".
وقال فورد إن روسيا وإيران في الوقت نفسه تقومان بزيادة مساعداتهما للأسد بدرجة كبيرة. وأضاف: "سياستنا لم تتطور، وأخيرا وصل بي الأمر إلى الحد الذي لا يمكنني فيه بعد الآن الدفاع عنها علانية".