هدد تنظيم "الدولة الإسلامية"، المعروف باسم "
داعش"، في منطقة القلمون السورية، الثلاثاء، بإعدام "أول عسكري"
لبناني من الأسرى المحتجزين لديه "بعد 24 ساعة"، على أن يعمد إلى قتل أسير "كل ثلاثة أيام"، إذا لم يتم تحييد "
حزب الله" عن
المفاوضات لتأمين إطلاق سراح العسكريين اللبنانيين الأسرى مقابل معتقلين في السجون اللبنانية، وتبدأ الحكومة اللبنانية "عملا جديا" لإنهاء الأزمة.
ولفت تنظيم "الدولة" في بيان له إلى أنه "وافق على أن يدخل في مفاوضات مع لبنان للإفراج عن الأسرى لديه مقابل الإفراج عن بعض المعتقلين لدى (الدولة اللبنانية) واحترام حقوق النازحين وصون كرامتهم"، على حد قوله.
ولكن التنظيم رأى أن "حزب الله" وبسبب "تحكمه بمفاصل الدولة اللبنانية قام بأعمال إجرامية الهدف منها عرقلة المفاوضات من حرق للمخيمات وتهجير النازحين (في منطقة عرسال الحدودية اللبنانية) والقيام بحملة اعتقالات ومنع المنظمات (الإنسانية) من دخول عرسال، وتقديم مواد إغاثية وأدوية للأطفال".
وأضاف: "لذا نثني على الدولة اللبنانية أن لا تكون سببا في قتل ما بين أيدينا من أسرى، فالعين بالعين والسن بالسن والجروح قصاص"، معتبرا أن الجانب اللبناني يرفض المفاوضات "بعرقلتها" وبالتضييق على النازحين.
وأنذر تنظيم "الدولة" في بيانه "إننا سنقوم بقتل أول عسكري ممن بين أيدينا بعد 24 ساعة ويليه قتل أول عسكري كل ثلاثة أيام من تاريخ هذا الإنذار إذا لم يتم تحييد حزب اللات عن المفاوضات والبدء بعمل جدي من قبل الحكومة اللبنانية للوصول الى حل لهذه الأزمة".
ورأى التنظيم أنه تم في الأزمة الحالية "توريط الجميع بها بخدعة" من "حزب الله"، في إشارة إلى المعارك التي اندلعت في 2 آب/ أغسطس الجاري، في بلدة عرسال اللبنانية ومحيطها بين الجيش اللبناني ومجموعات مسلحة قادمة من سوريا أسماهم الجيش في بيان له بـ"الإرهابيين والتكفيريين"، على خلفية توقيف الجيش اللبناني قائد لواء "فجر الإسلام" السوري، عماد أحمد الجمعة، الذي كان بايع تنظيم "الدولة الاسلامية" قبل فترة.
وأعلنت "هيئة العلماء المسلمين" الجمعة الماضي أنها علقت جهود الوساطة التي تقودها بين الحكومة اللبنانية والمجموعات المسلحة السورية التي تحتجز العسكريين اللبنانيين في منطقة القلمون السورية، إفساحا في المجال أمام "أطراف أخرى" قد تكون لها قدرة على تسوية ملف المخطوفين، في إشارة إلى دولة قطر.
واستمرت المعارك في عرسال خمسة أيام، حيث أدت إلى مقتل وجرح العشرات من المسلحين، في حين قتل ما لا يقل عن 17 من عناصر الجيش اللبناني وجرح 86 آخرين.
ولا تزال "جبهة النصرة" وتنظيم "الدولة الإسلامية" تحتجزان عددا من العسكريين والعناصر الأمنية اللبنانية الذين وقعوا في الأسر لديهما خلال هذه الاشتباكات بعد الإفراج عن ثمانية منهم على دفعات من أصل أكثر من 20، بينهم نحو 11 من الجنود بيد التنظيم.
واتهم قائد بارز في جبهة "النصرة" في منطقة القلمون السورية، الاثنين في مقابلة خاصة مع "الاناضول"، "حزب الله" بالتحضير لـ "هجوم كبير" ضد الجبهة لاستكمال "معركة عرسال التي يحضرون لها منذ سقوط القلمون"، وتحرير العسكريين الأسرى بـ"القوة" ولذلك يقوم بتفشيل المفاوضات لإطلاق سراحهم، مهددا بأن ذلك سيؤدي إلى قتلهم و"الحل الوحيد يكون بالتفاوض الصادق".
وكشف أن الجبهة أبقت الجنود وعناصر الأمن الأسرى لديها داخل عرسال حتى انسحابها في اليوم الأخير من المعارك، أي عشية دخول الصليب الأحمر إلى عرسال في 7 آب/ أغسطس الجاري، وذلك أملا أن "نسلم نحن (النصرة) العسكريين ويوقفون هم (حزب الله والجيش) القصف على عرسال ويضمنون عدم اعتقال أحد"، مشددا على أن "النصرة" قد تلجأ إلى "عملية عسكرية" لتحرير أسراها في السجون اللبنانية.