أعلنت منظمة "
هيومن رايتس ووتش"، الاثنين، ظهور "أدلة موثوقة" بأن قوات تنظيم "الدولة الإسلامية" استخدمت
قنابل عنقودية تطلق من الأرض -في موقع واحد على الأقل شمال
سوريا- خلال الأسابيع الأخيرة، فيما يواصل النظام السوري استخدامها.
وجاء ذلك في بيان نشرته المنظمة الحقوقية الدولية، الاثنين، على موقعها الإلكتروني، تحت عنوان: "سوريا: أدلة على استخدام الدولة الإسلامية القنابل العنقودية".
واعتبرت المنظمة أن استخدام القنابل العنقودية من جانب الجهات غير الحكومية مثل تنظيم "الدولة"، يظهر الحاجة الملحة لسوريا وجميع الدول التي لم تفعل ذلك بعد، للانضمام إلى اتفاقية حظر القنابل العنقودية، وتدمير مخزوناتها.
وأفادت أن قوات النظام السوري استخدمت القنابل العنقودية منذ حزيران/ يونيو 2012، رغم الإدانة الدولية الواسعة، غير أن هجوم 21 آب/ أغسطس الماضي، هو أحدث واقعة لاستخدام الحكومة لها.
من جانبه، قال مدير قسم الأسلحة في "هيومن رايتس ووتش"، ورئيس تحالف القنابل العنقودية، ستيف غوس، في البيان نفسه، إن "أي استخدام للقنابل العنقودية يستحق الإدانة، ولكن أفضل رد هو انضمام جميع الدول إلى المعاهدة التي تحظرها، والعمل بشكل جماعي لتخليص العالم من هذه الأسلحة".
وأشارت المنظمة إلى أنه "استنادا إلى تقارير مسؤولين أكراد محليين وأدلة فوتوغرافية، استخدمت قوات الدولة الإسلامية، المعروفة سابقا باسم تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (
داعش) القنابل العنقودية في 12 تموز/ يوليو، و 14 آب/ أغسطس أثناء القتال حول بلدة عين العرب الواقعة في ريف حلب، والحدودية مع تركيا.
ونقلت المنظمة عن مسؤول كردي رفيع (لم تسمه) قوله، إن أربعة مقاتلين من قوات وحدات الحماية الشعبية الكردية في سوريا (YPG) التابعة لحكومة الإدارة الذاتية في مناطق شمال سوريا الحدودية، وطفل يبلغ من العمر 11 عاما قد قتلوا في هجومين بالقنابل العنقودية.
ويعتقد أن هذا هو أول استخدام معروف للقنابل العنقودية من قبل "الدولة الإسلامية"، التي تقاتل قوات (YPG)، والمجموعات المسلحة غير الحكومية الأخرى في المنطقة منذ أكثر من سنة، وفقا للمنظمة التي لفتت إلى أنها لا تعرف كيف حصل تنظيم "الدولة" على هذه القنابل العنقودية.
ولفتت إلى أن أحدث استخدام للقنابل العنقودية التي ألقيت من الجو من قبل قوات النظام السوري، يشمل هجوم 21 آب/ أغسطس على بلدة منبج في محافظة حلب، التي كانت تحت سيطرة الدولة الإسلامية منذ بداية العام، وفقا لمنظمة تعمل في المدينة، وأسفر الهجوم عن مقتل ستة مدنيين على الأقل وإصابة 40 آخرين.
وأفادت أيضا أن القوات النظامية السورية استخدمت القنابل العنقودية 249 مرة على الأقل منذ منتصف عام 2012، في عدة مواقع في 10 من بين 14 محافظة سورية، وذلك استنادا إلى أدلة بالفيديو وتصوير، وإفادات أدلى بها شهود، والبحث من قبل "هيومن رايتس ووتش" وآخرين، غير أنها رجحت أن العدد الحقيقي ربما يكون أعلى من ذلك بكثير، نظرا لأنه لم يتم تسجيل كل حالات الاستخدام.
وأوضحت أن البيانات التي تم جمعها من قبل "مراقبة القنابل العنقودية 2014"، المسح السنوي الصادر عن تحالف القنابل العنقودية في 27 آب/ أغسطس، تظهر أن هناك ما لا يقل عن 5841 ضحية لهجمات القنابل العنقودية، والقنابل الصغيرة غير المنفجرة في سوريا في عامي 2012 و2013، في حين سجل سقوط مئات آخرين في النصف الأول من عام 2014، والغالبية العظمى من هؤلاء الذين تأكد مقتلهم (97%) كانوا من المدنيين.
واستخدمت القوات الحكومية السورية القنابل العنقودية منذ حزيران/ يونيو 2012، رغم الإدانة الدولية الواسعة، حيث أدانت أكثر من 140 دولة استخدام سوريا للقنابل العنقودية في التصريحات والقرارات، ومن بينها 51 دولة لم تنضم بعد إلى اتفاقية (حظر) القنابل العنقودية.
وطالبت المنظمة "جميع أطراف النزاع في سوريا بالوقف الفوري لاستخدام القنابل العنقودية، والتعهد بالالتزام بعدم استخدام هذه الأسلحة، التي تم حظرها من قبل معظم دول العالم".
وفي ختام بيانها، قالت إن "سوريا ينبغي أن تنضم إلى اتفاقية 2008، بشأن القنابل العنقودية دون تأخير وتدمير مخزوناتها من الأسلحة. وينبغي على مجلس الأمن الدولي فرض حظر أسلحة على الحكومة السورية، والجماعات المسلحة الأخرى التي ترتكب انتهاكات حقوق ممنهجة أو واسعة النطاق".