حملّت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)،
إسرائيل، وكل من يُساهم في حصار قطاع
غزة، مسؤولية
هجرة عدد من الفلسطينيين غير الشرعية، إلى دول
أوروبا.
وقال صلاح البردويل، القيادي في حركة حماس، خلال مؤتمر صحفي عقده اليوم، الأحد في مدينة غزة، إنّ "إسرائيل" هي "السبب الحقيقي والأول وراء الهجرة، وإفراغ فلسطين من سكانها".
وأضاف: "إن كان لنا أن نبرر، الهجرة، فإسرائيل هي السبب الحقيقي، وهي أساس كل مشكلات الفلسطينيين".
ودعا البردويل، إلى مؤتمر وطني تشارك فيه الفصائل الوطنية والمنظمات الأهلية والشخصيات والمؤسسات الفاعلة، للخروج بأنجع الطرق وأسرعها لإنهاء ظاهرة الهجرة.
ولفت إلى أنه بحسب التحقيقات الأولية التي أجرتها الجهات المختصة فقد تبين أن معظم المهاجرين سافروا بطريقة عادية عبر معبر رفح ووصلوا إلى الإسكندرية وتلقفتهم أيدي المهربين هناك، لإيصالهم عبر السفن
المصرية إلى إيطاليا أو عبر البرّ إلى ليبيا في رحلة غير مضمونة العواقب قد تنتهي بالموت غرقاً.
وأشار البردويل إلى أن "القليل من المهاجرين خرجوا عبر الأنفاق بجوازات وأختام قام بتزويرها مهربون مقابل مبالغ من المال يقتسمونها مع مهربين في الطرف المصري، وتم إلقاء القبض على عدد من هؤلاء المزورين".
وأكد أن "الكل الوطني، والقومي، والعربي، والكل الإنساني مطالب بحد لسياسة الانتهاكات الإسرائيلية، وما تمارسه من خنق لحياة الفلسطينيين".
كما وحمّل البردويل، كل من يساهم في حصار قطاع غزة، لأهداف حزبية وسياسية، مضيفا أن كل من يساهم في الحصار، واستمراره مسؤول عن هذه الجريمة.
ومنذ أن فازت حركة "حماس"، التي تعتبرها إسرائيل "منظمة إرهابية"، بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في يناير/ كانون الثاني 2006، تفرض إسرائيل حصارًا بريا وبحريا على غزة، شددته إثر سيطرة الحركة على القطاع في يونيو/ حزيران من العام التالي، واستمرت في هذا الحصار رغم تخلي "حماس" عن حكم السلطة بغزة، وتشكيل حكومة التوافق الوطني الفلسطيني في يونيو/ حزيران الماضي.
وطالب البردويل السلطة بمعرفة مصير المفقودين، والتواصل مع كافة الدول لوقف ما وصفه بـ"التهجير المتعمد"، الذي تمارسه شبكات واسعة مرتبطة بغزة ومصر وعدد من الدول.
كما ودعا القيادي في حركة حماس حكومة الوفاق الوطني، وعلى وجه الخصوص وزارة الخارجية إلى "العمل على وقف نزيف الهجرة المميتة، وضرورة تفعيل الاتصال بكل الجهات الخارجية التي لها علاقة بعمليات التهريب، والتعاون من أجل منع هذه الظاهرة في المستقبل، كما طالبها بالإسراع في رفع الحصار عن قطاع غزة وتوفير الظروف الإنسانية والاقتصادية لحياة كريمة".
وحذر البردويل من السقوط في مشكلة الهجرة "التي يزينها بعض الخبثاء، مؤكدا أن هذه أرض الرباط وأرض مقدسة، وأن بعض العلماء حرّم الهجرة منها".
وأكد أن أعداد المهاجرين غير الشرعيين من القطاع "محدودة" ومعظمهم غادروا "بطرق رسمية" عبر معبر رفح البري على الحدود الفلسطينية المصرية.
واعتبر أنه من الضروري "الحزم مع المهربين وشبكاتهم"، لافتا إلى أن الأجهزة الأمنية في قطاع غزة، ألقت القبض على عدد من المهربين، وسيتم تقديمهم للعدالة في أقرب وقت.
وأعلنت منظمة الهجرة الدولية، الاثنين الماضي، أن نحو 400 شخص، بينهم عشرات الفلسطينيين، من الساعين إلى الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، اعتبروا في عداد المفقودين بعد قيام المهربين بإغراق السفينة التي كانت تقلهم، ما قد يشكل "الحادث الأخطر" من هذا النوع خلال السنوات الماضية.
وتحاول جهات رسميّة وحقوقية فلسطينية معرفة مصير المفقودين.
وكانت وكالة الأناضول، نقلت عن مصادر فضلت عدم الكشف عن هويتها، أن عشرات الفلسطينيين غادروا قطاع غزة مؤخراً عبر الأنفاق الحدودية إلى مصر، بعد أن حصلوا على وعود بالهجرة إلى الدول الأوروبية عبر البحر.