أكد أستاذ العلوم السياسية بجامعة الأمة بغزة عدنان أبو عامر أن "هناك مجموعة من العقبات التي تحول دون نجاح
المفاوضات غير مباشرة أو انطلاقها بين الجانب الفلسطيني والإسرائيلي"، موضحا أن "أهمها الرغبة الإسرائيلية بعدم إلزام نفسها باستحقاقات سياسية متفق عليها مع المسؤولين بالمجتمع الدولي، وإبقاء التسهيلات الإسرائيلية أمرا داخليا دون تدخل من أحد".
وأضاف أبو عامر "هناك خلاف فلسطيني داخلي جديد بين فتح وحماس على مجموعة من القضايا السياسية الداخلية وهو ما يعطل ذهاب الوفد الفلسطيني بشكل موحد كما كان خلال الحرب الأخيرة".
ومن المتوقع انطلاق المفاوضات غير مباشرة بين الجانبين يوم الثلاثاء القادم بدلا من الأربعاء بعدما طلبت إسرائيل من
مصر تقديم الموعد بسبب الأعياد اليهودية، وغادر وفدي حماس والجهاد الإسلامي يوم الاثنين، متوجها للقاهرة.
وتسبب العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع
غزة والذي استمر 51 يوما في وقوع ما يزيد عن 2147 شهيد و 10870 جريح وتدمير أحياء سكنية بكاملها والإجهاز على البنية التحتية الاقتصادية لقطاع غزة.
واعتبر أبو عامر في حديث خاص لـ "عربي21"، أن التحالف الدولي الخاص بالحرب ضد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" عقبه أساسية "لأن ذلك يجعل الانتباه الإقليمي والدولي تجاه الموضوع الفلسطيني وغزة تحديدا انتباها ثانويا ويجعل التأثير الإقليمي على إسرائيل يتراجع إلى حد بعيد".
من جانبه حذر مدير مركز مسارات لأبحاث السياسات هاني
المصري سعي إسرائيل لإفشال المفاوضات غير المباشرة من خلال "تفريغ المطالب الفلسطينية من مضمونها، ومحاولة إحداث وقيعة بين الفلسطينيين أنفسهم، وبينهم وبين المصريين بذريعة أنه يجب أن يكون هناك سلطة واحدة وسلاح واحد"، مؤكدا أن "فرصة نجاح تلك المفاوضات محددوه جدا".
وفيما يخص حدوث مواجهة جديدة بين الجانبين بين أبو عامر أن هذا "غير وارد حاليا ..الحرب باتت خلف ظهورنا لاعتبارات كثيرة تخص الجانبين"، مشددا على أن "أي تجدد للمواجهة يعني الدخول في أتون حرب جديدة طاحنه لا أحد يحتملها".
وقال: "الإسرائيليون لديهم مخاوف من تجدد الحرب ما يعني ضرب الجبهة الداخلية الإسرائيلية وتعطيل الحياة بشكل عام، وهذا لا يريدونه، لذا يعتمدون على الآلة الحربية القاتلة لمنع تجدد أي مواجهة".
واستطاعت المقاومة الفلسطينية تعطيل شتى جوانب الحياة داخل المدن الإسرائيلية جوا وبرا وبحرا نتيجة قصفها بصواريخ محلية الصنع تمكنت من تطويرها في الفترة الأخيرة.
وحول خيارات الجانب الفلسطيني أكد أستاذ العلوم السياسية أن ما يمتلكه الجانب الفلسطيني من رصيد دبلوماسي وسياسي وقانوني "يمكن من خلاله الضغط على إسرائيل لمحاولة إلزامها بما تم الاتفاق عليه"، مبينا أن من بين الخيارات الفلسطينية "علاقاتها السياسية العربية والتطبيع العربي الإسرائيلي والملاحقة القانونية والمقاطعة الاقتصادية".
وبين المصري المقيم في
الضفة الغربية في حديثه الخاص لـ "عربي21"، أن الحل أمام الفلسطينيين هو "الوحدة على أساس القواسم المشتركة، والشراكة هي الطريق الوحيد"، موضحا أن "الفلسطينيين لديهم عدالة القضية الفلسطينية وتفوقها الأخلاقي، وإقرار الشرعية الدولية بالحد الأدنى من حقوقهم".
وأضاف: "هذه الأوراق التي يمكن استخدامها للضغط على إسرائيل، ولا يمكن توظيفها من غير وحدة".
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي عبر الوسيط المصري لاتفاق هدنة غير مرهونة بمدة زمنية، يتضمن فتح المعابر وتوسيع دائرة الصيد وحل مشكلة الكهرباء، ووقف الاعتداءات الإسرائيلية، وهذا ما لم تلتزم به إسرائيل.
وحول ما تريده المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية رغم تباين مواقفهم أكد أبو عامر أنها "تريد عودة جبهة غزة هادئة مستقرة"، موضحا أن ذلك يتحقق إسرائيليا من خلال "إحداث تسهيلات معيشيه إدارية دون أن يتم فتح الباب على مصراعيه لإعادة الإعمار سريعا".
واتفق أبو عامر والمصري على أن: "إسرائيل لا تريد أن تظهر أن المقاومة وحماس انتصرت وأن تعطيها إنجازا سياسيا"، مؤكدا سعي الاحتلال لعودة "السياسية القديمة الجديدة المسماة غزة لا تحيا ولا تموت".
وتقدر تكلفة إعادة إعمار قطاع غزة بعد عدوان إسرائيل في 7 تموز/ يوليو 2014، بـ 7.5 مليار دولار وذلك حسب تصريح للرئيس الفلسطيني محمود عباس.
من جانب آخر وحول استضافة القاهرة للمفاوضات أكد أستاذ العلوم السياسية أن مصر "لن تدير ظهرها لأي مفاوضات قادمة ولن تفسح المجال لقوى إقليمية للدخول على الخط".وقامت القاهرة بدور الوساطة خلال العدوان الإسرائيلي الأخير على القطاع، وكان من الواضح أن الوساطة تصب لمصلحة الاحتلال حسب مراقبين.