أعلنت كتائب عز الدين
القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عن فتحها باب التجنيد في صفوفها للشباب الفلسطينيين في قطاع
غزة.
وقال متحدث باسم كتائب القسام خلال مهرجان نظمته حركة "حماس"، مساء اليوم، شرقي مدينة غزة، للاحتفال بـ"الانتصار" على الجيش
الإسرائيلي في حي الشجاعية خلال
الحرب الإسرائيلية الأخيرة على القطاع، تحت عنوان "مهرجان الشجاعية قلعة الأحرار وبوابة الانتصار": "نعلن عن فتح باب التجنيد في صفوف كتائب القسام أمام شباب قطاع غزة ومن أراد الالتحاق بنا يعرف أين يجدنا".
وأضاف المتحدث باسم القسام أن "رجال القسام وسلاحهم بخير وهذه رسالة يجب أن تصل لكل أحرار العالم ونحن جاهزون لكل احتمال يطرأ على الأرض".
وأشار إلى أن مقاتلي كتائب عز الدين القسام خاضوا معارك ضارية في مختلف أنحاء القطاع مع الجيش الإسرائيلي خلال الحرب الأخيرة.
وقال إن "معركة العصف المأكول هي بداية التحرير والمعركة القادمة مع الاحتلال سيبدؤها مقاتلي القسام على أبواب ناحل عوز ومستوطنات غلاف غزة".
ونجحت كتائب القسام في تطوير قدراتها الذاتية، ونظام تسليحها بشكل فائق، حيث بدأت عملها بأسلحة بدائية، وانتهى بإعلانها امتلاك طائرات بدون طيار، وراجمات صواريخ بعيدة المدى، وتصنيع بنادق قنص، عالية المستوى.
وتصدت كتائب القسام لثلاثة حروب قصيرة، شنتها إسرائيل على قطاع غزة خلال الأعوام (2008، 2012، 2014).
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على غزة، التي بدأت في 7 يوليو/تموز، واستمرت 51 يوما، أعلنت كتائب القسام أنها كبدت الجيش الإسرائيلي خسائر فادحة، وتمكّنت من أسر جندي إسرائيلي، يدعى أرون شاؤول، خلال عملية نفذتها شرقي غزة.
وتتهم إسرائيل حركة حماس، باحتجاز جثة ضابط آخر، قُتل في اشتباك مسلح شرق مدينة رفح في 1 أغسطس/آب الجاري، وهو ما لم تؤكده الحركة حتى الآن.
وأفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا، و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا، خلال الحرب الأخيرة.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في الـ 26 أغسطس/آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع قطاع غزة، بشكل متزامن.
ولم يستبعد محللون سياسيون أن تشهد الأيام القادمة، بدء جلسات تفاوضية غير مباشرة، بين حركة حماس وإسرائيل للتوصل إلى صفقة تبادل أسرى جديدة.
وخلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة، أعلنت كتائب القسام في 20 من يوليو/تموز الماضي، عن خطفها آرون خلال تصديها لتوغل بري للجيش الإسرائيلي شرق مدينة غزة.
وبعد يومين، اعترف الجيش الإسرائيلي بفقدان آرون، لكنه رجح مقتله في المعارك مع مقاتلي "حماس".
ويقول مشير المصري، القيادي في حركة حماس إن الفلسطينيين، على موعد مع صفقة تبادل أسرى جديدة على غرار صفقة "وفاء الأحرار".
وفي 25 يونيو/ حزيران 2006، أسرت فصائل مقاومة فلسطينية الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، وفي 11 أكتوبر/ تشرين الأول 2011، أطلقت إسرائيل سراح 1027 أسيراً فلسطينياً مقابل إطلاق "حماس" سراح شاليط، في عملية أطلقت عليها اسم "وفاء الأحرار"، فيما أسمتها إسرائيل بـ"إغلاق الزمن".
ولن تكون قضية تبادل الأسرى، ضمن الجولة الجديدة من المفاوضات غير المباشرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، كما يؤكد المصري.
وتابع:" في الأيام القادمة ستبدأ جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة، مع إسرائيل لمناقشة القضايا العالقة، لكن النقاش حول
الجنود الأسرى خلال الحرب الإسرائيلية، لن يكون من اختصاص الوفد الفلسطيني المفاوض الحالي، إنمّا هذه قضية منفصلة تحتاج لوفد مختص".
ويرى عدنان أبو عامر، أستاذ العلوم السياسية في جامعة الأمة (خاصة) بغزة، والخبير في الشؤون الإسرائيلية أن حركة حماس وإسرائيل تحاولان اختصار الزمن، من أجل إنجاز صفقة تبادل أسرى في وقت مبكر.
وأضاف أبو عامر:" حركة حماس، وإسرائيل لديّهما الرغبة الكبيرة، والحقيقية في إتمام صفقة تبادل في أقرب مدة زمنية قادمة".
وتابع:" ثمة إشارات من قبل الطرفين، توحي بأننا أمام صفقة جديدة، فحديث الحركة عن وفد مختص للتفاوض حول هذه القضية، وتعيين الحكومة الإسرائيلية مسؤولا عن ملف الأسرى والجنود المفقودين، تدلل على أننا أمام مشهد يؤسس لإغلاق هذا الملف".
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنامين نتنياهو، تعيين العقيد (احتياط) ليؤور لوتان، منسقاً لشؤون الأسرى والمفقودين الإسرائيليين.
وجاء في بيان صادر عن مكتب نتنياهو، أمس الأربعاء، أن تعيين لوتان جاء خلفاً للمسؤول السابق في المخابرات الإسرائيلية، دافيد ميدان، الذي طلب إنهاء مهامه التي قام بها كمتطوع.
وفي هذا الصدد، نقل بيان مكتب نتنياهو قوله، إن بلاده "ملتزمة باستعادة مفقوديها إلى أحضان عائلاتهم، وأود أن أشكر دافيد ميدان على عمله المخلص والمهني، وأهنئ ليؤور لوتان على تطوعه لتولي هذه المهمة".
وأكد أبو عامر، أن إنجاز صفقة تبادل أسرى سيكون كفيلا بتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار، وإطالة زمن الهدوء الميداني في قطاع غزة.
واستدرك بالقول:" من مصلحة حماس، وإسرائيل أيضا إنجاز سريع لصفقة التبادل، ستكون هناك عراقيل وعقبات، لكن كل طرف يعي تماما أن هذه الصفقة تختلف عن سابقتها، وتحمل الكثير من الإنجازات على الصعيد الميداني والسياسي".
ومن جانبه، أكدّ هاني البسوس، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الإسلامية بغزة، أن حركة حماس حاولت مؤخرا التلميح بقرب صفقة تبادل أسرى جديدة عبر نشر ملصقات مكتوب عليها "قريبا وفاء الأحرار"، على مفترقات الطرق في مدينة غزة.
وأضاف البسوس:" تصريحات قادة حركة حماس الأخيرة، توحي بأننا أمام صفقة تبادل أسرى جديدة، وجولة قريبة من المفاوضات حول هذه القضية، ربما تحتاج إلى أيام أو أسابيع، لكنها ستبقى مسألة وقت فقط".
واتفق هاني حبيب، الكاتب السياسي في صحيفة الأيام الفلسطينية الصادرة في رام الله من الضفة الغربية، مع الرأي السابق، في أنّ مسألة التفاوض حول صفقة جديدة لتبادل الأسرى بين حركة حماس وإسرائيل باتت مجرد وقت.
وأضاف حبيب:" حماس طلبت مفاوضات منفصلة عن المفاوضات غير المباشرة التي جرت خلال الفترة الماضية، في القاهرة حول تثبيت وقف إطلاق النار في غزة، ويبدو أن إسرائيل لن تمانع في ذلك، وستقوم بتسريع هذه الصفقة، لاعتبارات سياسية والبحث عن إنجاز فقدته خلال حربها الأخيرة ".
ويرى حبيب، أن حركة حماس معنيّة هي الأخرى بإنجاز سريع لصفقة التبادل، لتثبيت الهدوء في قطاع غزة.
واحتلت مؤخرا، ملصقات كبيرة، مكتوب عليها "قريبا وفاء الأحرار 2"، عددا من مفترقات الطرق في مدينة غزة.
وعلق نشطاء من حركة حماس عشرات الملصقات على جدران وحوائط الشوارع في قطاع غزة، مكتوب عليها "قريبا وفاء الأحرار 2".
و"وفاء الأحرار" هو الاسم الذي أطلقته الحركة على صفقة مبادلة الجندي الإسرائيلي، جلعاد شاليط، بأكثر من ألف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل.
وظهر على المُلصق المنشور صورا لعناصر من "كتائب الشهيد عز الدين القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، وهم ينفذون مهاما قتالية.
ويتضمن المُلصق صورة للجندي الإسرائيلي، شاؤول آرون، الذي أعلنت كتائب القسام عن أسره خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.
وإلى جوار آرون، تم نقش علامة استفهام في إشارة إلى احتمال وجود جندي آخر أسير لدى "حماس".
وألمح إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس"، في تصريح صحفي سابق، أن لدّى "حماس" عدة مفاجئات، ستكشف عنها في الأيام القادمة.
ومع بداية أكتوبر/تشرين الأول الجاري، تجاوز عدد المعتقلين الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية السبعة آلاف أسير، منهم 16 أسيرة و250 طفلاً، بحسب نادي الأسير، وهو مؤسسة غير حكومية معنية بشؤون الأسرى.
وبدعوى العمل على وقف إطلاق الصواريخ من غزة على إسرائيل، شن الجيش الإسرائيلي الحرب الأخيرة على القطاع، والتي أسقطت 2159 قتيلا وأكثر من 11 ألف جريح فلسطيني.
فيما أفادت بيانات رسمية إسرائيلية بمقتل 68 عسكريا و4 مدنيين إسرائيليين، إضافة إلى عامل أجنبي واحد، وإصابة 2522 إسرائيلياً، بينهم 740 عسكريا.
وتوصل الطرفان الفلسطيني والإسرائيلي في 26 أغسطس/آب الماضي إلى هدنة طويلة الأمد، برعاية مصرية، تنص على وقف إطلاق النار، وفتح المعابر التجارية مع غزة، بشكل متزامن، مع مناقشة بقية المسائل الخلافية خلال شهر من الاتفاق، ومن أبرزها تبادل الأسرى وإعادة العمل إلى ميناء ومطار غزة.
وأعلنت الخارجية المصرية، في وقت سابق، أن الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي، ملتزمان بتثبيت التهدئة، وقدما مقترحاتهما لجدول أعمال لبحث القضايا العالقة، على أن يتم استكمال المفاوضات غير المباشرة خلال النصف الثاني من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري في القاهرة.