توفي الطبيب
المصري وأستاذ الأمراض الجلدية والتناسلية بكلية الطب بجامعة عين شمس، طارق
الغندور، الأربعاء، إثر إصابته بنزيف حاد بدوالي المريء، داخل سجن طره جنوب القاهرة، بعد تأخير سلطات المحبس نقله للمستشفى ست ساعات.
ونقل موقع جماعة
الإخوان المسلمين الإلكتروني، خبرا بعنوان "استشهاد الغندور في المعتقل.. تركوه ينزف حتى الموت "، قالت فيه: "استشهد ظهر الأربعاء طارق الغندور الأستاذ بكلية الطب جامعة عين شمس داخل المعتقل بعد أن تركته إدارة
السجن ينزف لمدة ست ساعات متواصلة دون السماح بنقله إلى المستشفى أو عرضه على الطبيب".
وشهدت الحالة الصحية للعالم المصري الذي أشرف على أكثر من مئة رسالة دكتوراة، تأخراً ملحوظاً في الآونة الأخيرة، إثر إصابته بفيروس الكبد الوبائي.
وكان الغندور تقدم بطلب نقله عدة مرات إلى مكان مجهز للعلاج، ولكن تعنت السلطات حال دون ذلك.
وجرى اعتقال الطبيب، يوم 18 كانون أول/ ديسمبر من العام الماضي من منزله، بعد أن قامت قوة أمنية مسلحة بكسر باب شقته واقتحامها، وتحطيم محتوياتها، والاستيلاء علي 20 ألف جنيه، وسيارته الخاصة، والتحفظ عليه دون تهمة، حينها.
الغندور أحد القيادات الإخوانية في المجال الأكاديمي والطبي، وكان من رموز المستشفي الميداني في ميدان التحرير أثناء ثورة كانون ثاني/ يناير 2011، وكذلك أحد الرموز الطبية في المستشفي الميداني باعتصام رابعة العدوية الذي تم فضه في 14 آب/ أغسطس العام الماضي.
المرصد المصري للحقوق والحريات من جهته، قال إن "ما حدث مع طارق الغندور وغيره من السجناء والمحبوسين احتياطيا الذين لاقوا حتفهم نتيجة
الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة السجن لهو خير دليل علي منهجية الموت البطيء داخل السجون المصرية"، مطالباً بفتح تحقيق في الواقعة.
ونعى الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، رئيس حزب مصر القوية، ورئيس اتحاد الأطباء العرب السابق الدكتور طارق الغندور، وقال في تصريحات له على صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر": "الدكتور طارق الغندور، الأستاذ النابغة بطب عين شمس لم ترحمه إصابته بالالتهاب الكبدي من الاعتقال، ويلقى الإهمال الجسيم في علاجه لينزف ست ساعات ويموت".
واتهم "الائتلاف الثوري للحركات المهنية المعروف باسم "حراك"، المناصر للرئيس المصري محمد مرسي، الأجهزة الأمنية بـ"الإهمال في التعامل مع الحالة الصحية المتدهورة لطارق الغندور داخل المعتقل لمدة ثلاثة شهور".
وقال الائتلاف في بيانه: "رفضت الأجهزة الأمنية أكثر من طلب لإخلاء سبيله لتدهور حالته الصحية، كما رفضت إدارة سجن شبين الكوم(المحبوس بها) طلب نقله إلى معهد الكبد مما أدي إلى تدهور خطير في حالته الصحية، وتركوه ينزف داخل جدران المعتقل أكثر من ست ساعات بدون أي استجابة، ثم نقلوه أخيراً إلى معهد الكبد وهو في حالة ميؤس منها في النزع الأخير ليتغمده (يتوفاه) الله برحمته".
وفي تدوينة له عبر حسابه الشخصي بموقع "تويتر" قال الدكتور أحمد رامي، القيادي بجماعة الإخوان، ونقيب صيادلة القليوبية السابق: "إن الدكتور طارق الغندور الشهيد رقم 88 الذي لقي حتفه داخل المعتقلات نتيجة سوء حالته الصحية، والتقصير من قبل إدارات السجون في معهم".