في الوقت الذي يواصل رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس مهاجمة المقاومة ويصمها بـ"العبثية"، فإن تفجر عمليات المقاومة في
القدس المحتلة جعلت عدداً من كبار المعلقين
الإسرائيليين يرون أنه يتوجب على إسرائيل أن "تندم" على مواصلة احتلال المدينة.
وقد أفضت عمليات المقاومة إلى جعل قادة
اليمين الإسرائيلي في حالة دفاع عن النفس بعد تحميلهم جزءاً كبيراً من المسؤولية عن نتائج العمليات التي هزت القدس المحتلة.
فقد أقر النائب عوفر شيلح، عضو لجنة الخارجية والأمن التابعة للكنيست بأن
المستوطنين اليهود في القدس المحتلة يدفعون ثمن القرار "الخاطئ" بتوحيد المدينة.
وفي مقابلة أجرتها معه صباح اليوم الإذاعة العبرية، حمل شيلح قيادات اليمين، سيما قادة حزب "الليكود" الحاكم المسؤولية عن دفع الأمور إلى هذا الحد، معتبراً أنهم مسؤولون عن تحول الصراع إلى صراع ديني.
من ناحيته اعتبر نداف إيال، المعلق البارز في قناة التلفزة الإسرائيلية العاشرة أن العمليات التي تتواصل دللت على أن القدس المحتلة باتت بمثابة "كوة نار" تعجز إسرائيل عن الإمساك بها.
وفي خلال مشاركته في البرنامج الإخباري الذي قدمته القناة مساء أمس، سخر إيال من الذين يدّعون بأن القدس المحتلة هي "العاصمة الموحدة" لإسرائيل، في حين أن المستوطنين اليهود يتصرفون وكأنهم يعيشون في ظل نظام حظر التجوال، حتى في الجهة الغربية من المدينة.
وفي ذات السياق قال الجنرال شاؤول أرئيلي إنه بدون "التخلص" من الأحياء العربية في القدس المحتلة، فلن تنعم إسرائيل بالأمن والأمان.
وفي مقال نشرته صحيفة "هآرتس" في عددها الصادر الخميس، قال أرئيلي، الذي سبق له أن قاد قوات جيش الاحتلال في قطاع غزة، أن القدس المحتلة لن تكون موحدة، ويتوجب استخلاص العبر المطلوبة، معتبراً أن كل من يصمم على "توحيد" القدس المحتلة يريد أن يتدهور الواقع الأمني للصهاينة.
وفي ذات السياق قال رون بن يشاي، المعلق العسكري البارز في صحيفة "يديعوت أحرنوت" إن المخابرات الإسرائيلية ستراقب التحولات الشخصية التي تطرأ على الشباب الفلسطيني في القدس المحتلة والبلدات الفلسطينية المحيطة بها.
وفي مقال نشرته الصحيفة صباح اليوم، نوه بن يشاي إلى أن أكثر ما ستركز عليه المخابرات هو تدين الشباب المقدسي، على اعتبار أنه كلما تعمق تدين الشاب الفلسطيني كلما زادت فرص استعداده لتنفيذ عمليات ضد إسرائيل.
من ناحية ثانية أصدرت البلديات والمجالس المحلية في إسرائيل قرارات عنصرية بفصل فلسطينيي الداخل من مرافق العمل التي يشتغلون بها، بحجة أنهم يمثلون مصدر خطر شخصي على المحيط اليهودي.
وفي مقابلة أجرتها معه إذاعة جيش الاحتلال صباح اليوم، أوضح إيتمار شمعوني، رئيس بلدية الاحتلال في عسقلان أنه أصدر تعليماته بوقف تشغيل فلسطينيي الداخل، على الرغم من أنهم يحملون الجنسية الإسرائيلية.
ونوهت الإذاعة إلى أن أصحاب المصالح والمصانع في القدس المحتلة تخلوا عن العمال الفلسطينيين، بحجة الخوف من إقدامهم على عمليات ضد المستوطنين.