علقت صحيفة "الغارديان" البريطانية على تقرير
الكونغرس حول
التعذيب بالقول إنه وثيقة عار وخزي لأميركا.
وأشارت في هذا السياق إلى عام 1988 عندما وقع الرئيس رونالد ريغان على ميثاق الأمم المتحدة ضد التعذيب، وبعد ستة أعوام صادقت عليه في عام 1994، وبعد سبعة أعوام من ذلك، أي في عام 2001، بدأت باستخدام التعذيب بطريقة منظمة.
وتضيف الصحيفة أن التعذيب استمر حتى أوقفه باراك
أوباما عام 2009، وفي يوم الثلاثاء كشف التقرير وبوضوح عن أكثر الفصول خزيا وعارا في تاريخ أميركا "فهو من أكثر الفصول ظلاما في تاريخ أمة تنظر لنفسها منارة للعالم".
وتقول "الغارديان" إن لجنة الأمن في الكونغرس تعد التقرير علامة مهمة في المحاسبة، ولكنه يظهر في الوقت نفسه أن هناك الكثير من الواجب عمله في مجال تعزيز حكمة القانون، حول عمل الوكالات الأمنية وليس فقط في أميركا.
وتلفت الصحيفة إلى أن التقرير يقدم أدلة مدمرة ضد المخابرات الأميركية التي استخدمت التعذيب وبشكل مستمر ودائم، وبمباركة من الرئيس السابق جورج
بوش. وذلك في الفترة التي تبعت هجمات 11/ 9. مبينة أنها واحدة من أكثر الوثائق الصادمة التي تصدر عن ديمقراطية في العصر الحديث حول انتهاكها لقيمها العليا.
وترى الصحيفة أن الوثيقة هي تحية للولايات المتحدة، التي قامت بنشر تقرير كهذا. بالمقارنة مع أساليب بريطانيا في المحاسبة، وهو قصور على البرلمان أن يتجاوزه. ولكنه يظل تقريرا عن جرائم كان يجب ألا ترتكب أو يسمح بارتكابها أو تجاهلها من قبل حلفاء الولايات المتحدة، ولا تزال دون عقاب.
وتجد الصحيفة أن توقيت نشر التقرير مهم؛ لأنه في الشهر المقبل ستنتقل الغالبية في الكونغرس للجمهوريين، ما يعني منع نشره.
وتبين "الغارديان" أن نشر حوالي 400 صفحة من 6.000 بقيت سرية، يجب ألا يكون مدعاة للغضب، كما حاول البعض الزعم. ولكن علينا الغضب على ما احتواه من تفاصيل.
وتفيد الصحيفة أن التقرير يتحدث عن 119 معتقلا تعرضوا للتعذيب البشع، بما في ذلك الإيهام بالغرق، والضرب على الجدران والصفع والإطعام عن طريق الدبر والتغريق بالثلج، والحرمان من النوم لفترات كانت تطول لأسابيع، والتهديد بممارسة العنف على عائلات المعتقلين، بما فيها الاعتداء الجنسي. وتم تقديم التحقيق على توفير الرعاية الطبية. واعترف الرئيس باراك أوباما بأن هذا شكل من أشكال التعذيب.
وقالت دايان فاينشتيان، رئيسة لجنة الاستخبارات إن برنامج التحقيق "كان مضللا قانونيا وأخلاقيا، ويقف على تضاد مع (قيمنا)".
وتعتقد الصحيفة أن التعذيب لم يكن خطأ، ولكنه لم يؤدِّ لثمار ونتائج إيجابية. ويبدو التقرير تفصيليا في إظهاره الحقائق، خاصة في بعض الحالات البريطانية التي لم يؤدِّ فيها التعذيب لفائدة. فقد قال الرئيس الأميركي السابق بوش إن "الإيهام بالغرق أنقذ حياة أميركيين"، وكان ببساطة مخطئا، بل قد يكون كلف أميركا خسائر في الأرواح.
وتذهب الصحيفة إلى أن برنامج "
سي آي إيه" كان سيئا بما فيه الكفاية، وأنها كذبت على الأميركيين وعلى الحكومة. وقدم مديرون سابقون لها شهادات كاذبة للبيت الأبيض. ولكن الأخير احتفظ بمسؤولين بارزين مثل كولن باول. وتم منع النقد داخل الحكومة، وكذلك وكالة الاستخبارات وتم تهميش النقاد. وتم تجاهل محاولات الكونغرس لمعرفة ما يجري، خاصة عندما عبر النواب عن قلقهم من الأوضاع في غوانتانامو ومن ثم أبو غريب.
وتختم "الغارديان" بالتساؤل إن كان التقرير سيحدث تغييرا كافيا؟ ففي السبعينيات من القرن الماضي ردت "سي آي إيه" على النقد من خلال إنزال الستائر وإغلاق الباب على نفسها وبناء دولة سرية. ويواجه الأميركيون إمكانية تكرار السيناريو ذاته.