كشفت الكاتبة لمى خاطر والمقيمة في مدينة
الخليل بالضفة الغربية المحتلة أن
السلطة الفلسطينية قامت صباح اليوم الجمعة بوضع "الحواجز على كافة مداخل المناطق التي تسيطر عليها لمنع توافد الجماهير الفلسطينية لإحياء مهرجان ذكرى انطلاقة حركة المقاومة الاسلامية "
حماس" في مدينة الخليل".
وأكدت لـ"عربي21"، أن قوات السلطة الفلسطينية "قامت باعتقال العديد من الشباب، واحتجاز ومصادرة السيارات لبعض الوافدين للمهرجان، واجبار بعض الجماهير القادمة للمهرجان للعودة"، مبينة أن بعض الشخصيات "تم تهديدهم بالاعتقال إن شاركوا في المهرجان".
وقالت: "ما حدث في الخليل اليوم هو اختبار لأكذوبة وقف التنسيق الأمني"، مؤكدة تعاون الاحتلال والسلطة كل في منطقته من أجل "منع مهرجان" انطلاقة حركة "حماس" الـ27.
وفي حدود الساعة التاسعة والنصف صباحا أوضحت خاطر أن قوات كبيرة من الاحتلال الإسرائيلي تقدر بـ 10 جيبات مليئة بالجنود المدججين بالسلاح، وصلت لمكان المهرجان، وبدأت بتكسير المقاعد وتفكيك ومصادرة المنصة، وكافة التجهيزات الخاصة بالمهرجان، ومصادرة كل متعلقات المهرجان وتجهيزاته.
واندلعت مواجهات عنيفة بين الشبان الفلسطينيين في محيط مسجد "وصايا الرسول" ( مكان اقامة المهرجان) وبين قوات الاحتلال التي اطلقت خلالها الأعيرة النارية والمطاطية وقنابل الصوت والغاز المسيل للدموع بكثافة تجاه المواطنين الذين رفضوا ما قام به الاحتلال، ما دفع الاخير للخروج من المكان.
وعندما أكدت "حماس" أنها مصممة على عقد المهرجان، رجعت قوات الاحتلال للمنطقة مرة اخرى أثناء صلاة الجمعة وبدأت بإطلاق قنابل الغاز بكثافة وبشكل عنيف لإجبار أحد المسيرات المتوجهة للمكان للتراجع، ووقع العديد من الاصابات بين النساء والرجال والأطفال، وتسبب استنشاق الغاز المسيل للدموع بحدوث حالات اختناق كثيرة، هذا ما أكدته الكاتبة والتي كانت شاهدة على ما حدث.
وأفادت خاطر أن أحد المسيرات الكبيرة تمكنت من الوصول لمكان المهرجان ما دفع قوات الاحتلال للانسحاب من المكان قرابة الساعة الثالثة والنصف بعد العصر اليوم الجمعة.
من جانبها اتهمت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أمن السلطة بالمشاركة مع الاحتلال الإسرائيلي في تنفيذ "جريمة" منع مهرجان إحياء ذكرى انطلاقتها الـ27 في مدينة الخليل، مشيرة إلى أن إعاقة وصول المشاركين من قبل الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في مدينة الخليل المحتلة، أثار حالة من السخط في أوساط المواطنين الفلسطينيين، خاصة عقب التصريحات التي أدلى بها قادة السلطة بشأن وقف التنسيق الأمني مع الاحتلال.
وفي محاولة لمنع أبناء "حماس" من المشاركة في مهرجان انطلاقتها قامت مخابرات الاحتلال بتهديد المئات بالاعتقال المباشر عبر الهاتف، ما "أوجد حالة من التحدي لدى أبناء الحركة لحضوره"، هذا ما أشار إليه البيان الصحفي الصادر عن "حماس" وتلقى "عربي21"، نسخة عنه.
وأكدت "حماس"، ما كشفته الكاتبة خاطر من قيام قيادة الأجهزة الأمنية الفلسطينية التي "ادعت أنها أوقفت التنسيق الأمني مع الاحتلال"، بمنع وصول المواطنين على الطريق المؤدي لمكان المهرجان، من خلال نصب الحواجز العسكرية والتدقيق في هويات المواطنين.