أثناء
الثورة المصرية غنى
رامي عصام أمام مئات الآلاف في ميدان التحرير، أما اليوم فيغني في أماكن صغيرة وأمام جمهور قليل، مثل الجمهور الذي غنى أمامه في الولايات المتحدة الأميركية، في مركز ليفانتاين الثقافي في لوس أنجليس، حيث وقف عصام أمام رسم يصور الأيام الأولى للثورة المصرية عام 2011، عندما كان المحتجون يرشون الكوكا كولا على عيونهم للتغلب على الغاز المسيل للدموع.
ويقول تقرير لصحيفة "لوس أنجليس تايمز" أنه في بداية الحفلة سأل عصام عن عدد الحضور الذين يعرفون اللغة العربية، وكان العدد "شوية"، ولكنه قال للحضور "سهلة، فقط رددوا ورائي
ارحل"، وهو أمر لم يكن يحتاج لقوله أثناء التظاهرات الكبيرة في ميدان التحرير، فقد كان جمهوره يعرف كلمات أغانيه التي أصبحت من شعارات الثورة. كرر عصام "إرحل" مرة أخرى، وبدأ يغني أغنيته عن الرئيس مبارك، وأتبعها بعدد من الأغاني عما عرف بالربيع العربي، ولم يردد كلمات الأغاني سوى سعودية، فيما ردد الآخرون كلمة "ارحل".
ويذكر التقرير أن عصام، الذي بدأ يغني أمام جماهير التحرير، واصل كتابة الأغاني وتسجيلها. وقال عصام "هناك أغان لكل مرحلة"، ففي الأشهر التي تبعت ثورة يناير 2011، التي استغرقت 18 يوما، وضع عصام 48 أغنية على موقع "يوتيوب"، ومن أشهرها "يا مجلس يا ابن الحرام"، التي تشير للمجلس العسكري، وبعد مقتل 73 شخصا في احتجاجات عام 2012.
وتضيف الصحيفة أنه عندما وصل الرئيس الإسلامي محمد مرسي للحكم عام 2012، وضع أغنية "مرسي استقل"، وآخر أغانيه "ما حناش من دول"، التي تتحدث عن الصراع بين العسكر والإسلاميين.
وتبين الصحيفة أن عصام يخطط لإصدار ألبوم جديد وهو الثالث له، ومع أن جمهوره لا يزيد كثيرا على الذين يتابعون أغانيه على الإنترنت، إلا أنه أكمل تسجيله قبل شهرين من مغادرته مصر، للإقامة عامين في السويد. ويحتوي الألبوم، وعنوانه "محرم"، على عشر أغان، وتشير لوضع مصر الحالي وتتوقع عنفا جديدا ومعارضة.
ويفيد التقرير أن عصام أخبر جمهوره في لوس أنجليس أنه يتوقع السجن حالة عودته للقاهرة من جديد، فالوضع في مصر ولم يستقر، كما أنه يغني لجمهور أقل فقد أغلقت الأبواب أمامه، لا دعوات "كل يوم نفقد داعمين، ولكن يجب علينا مواصلة الفن".
وتنقل الصحيفة عن عصام قوله إن الكثير من المصريين تخلوا عن المعارضة السياسية مقابل عودة الاستقرار، وما بقي من معارضة فهي تدور في السر، مبينا أن "الكثير من الناس تعبوا من الثورة وأي شيء متصل بها، ولكن هناك الذين لا يزالون متمسكين بها، وعددهم قليل، قد لا يتجاوز الآلاف ، وهم بحاجة إلى هذه الأغاني للحفاظ على روح الثورة".
وتختم "لوس أنجليس تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أنه في أيار/ مايو اعتقل عصام على حاجز للشرطة، وحقق معه لساعات، حيث سأله المحققون عن علاقته بالإخوان المسلمين، وعن أغانيه، ولماذا يكره الجيش المصري. ولكن بعد خروجه من مصر بدأ يغني من جديد، في الحفلة غنى اغنية "في عهد مبارك" التي يسميها الآن "في عهد السيسي" وهي الأغنية نفسها.