كشف مصدر يمني مطلع عن مساع
إيرانية للإطاحة بالرئيس
اليمني عبدربه منصور هادي، واستبداله بشخصية جنوبية أخرى، لم يفصح عن اسمها، وجرى التفاهم حولها مع قيادات بارزة في جماعة "أنصار الله" الحوثية مطلع الشهر الجاري في العاصمة اللبنانية.
وقال المصدر الذي اشترط عدم ذكر اسمه لــ"عربي21" أن "مسؤولين إيرانيين، التقوا بقيادات بارزة في الجماعة يتقدمهم الناطق الرسمي باسم الجماعة محمد عبدالسلام، وضيف الله الشامي عضو المجلس السياسي بالجماعة، وعبد الملك العجري في بيروت".
وأشار إلى أنه "جرى التباحث بين الطرفين على ملفات عديدة منها استكمال خطة السيطرة على الحكم، عبر الإطاحة بالرئيس اليمني الحالي، واقتراح شخصية بديلة من أبناء محافظات جنوب البلاد، موالية لطهران، لم يفصح عنها".
في وقت سابق شن زعيم جماعة أنصار الله
عبد الملك الحوثي، في خطاب أمام مناصريه، هجوماً غير مسبوق على الرئيس هادي، واتهمه بتمويل تنظيم القاعدة، واحتضان الفاسدين، محذراً إياه من تداعيات هذا التوجه.
ووفقاً للمصدر المطلع فإن "قادة الحوثي اجتمعوا مع المسؤولين الإيرانيين في بيروت، واتفقوا على خارطة طريق تضمنت إجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية خلال الستة أشهر المقبلة، وتشكيل مجالس عسكرية في محافظات جنوب اليمن.
ولفت المصدر إلى أن طهران "طمأنت الحوثيين، بشأن انفصال الجنوب، ووضعت ضمانات في هذا السياق، بناءً على حجم النفوذ الذي تتمتع به لدى قيادات من
الحراك الجنوبي"، منوهاً إلى أن طهران، "قامت بإطلاق قناة جنوبية جديدة، تحمل اسم (صوت الجنوب)، وتبث من العاصمة البريطانية لندن".
وأوضح أن "الخطة التي اتفق عليها مسؤولون إيرانيون وممثلون عن جماعة أنصار الله، شملت تعليمات إيرانية للحوثيين، بتأدية دور فاعل في التنسيق والتواصل مع المجموعات الشيعية الموالية لطهران في المملكة العربية السعودية، كأحد أدوات الضغط القادمة للإيرانيين ضد الرياض"، على حد تعبيره.
ويشير الموقف الرسمي للحوثيين، إلى طبيعة المرحلة المقبلة، حيث اتهم عبدالملك الحوثي، مطلع الأسبوع الجاري دول مجلس التعاون الخليجي بالتبعية لأمريكا، على خلفية بيان قمة الدوحة، الذي طالب الحوثيين بإنهاء احتلالها لمؤسسات الدولة اليمنية.
وعزز الحوثيون وجودهم المسلح حول محيط وزارة الدفاع بعد طردهم في وقت سابق، من وزير الدفاع اليمني محمود الصبيحي من مبنى الوزارة.
إيران تتخلى عن سالم البيض
وفي سياق متصل، علم مراسل "عربي21" من مصدر مقرب من رئيس جنوب اليمن السابق علي سالم البيض أن "علاقات الرجل بطهران، فترت بشكل غير مسبوق، على خلفية تمسكه بخيار انفصال الجنوب عن شمال اليمن، ورفضه لمطالب إيرانية بالتراجع عن هذا المسار، الذي يرفعه منذ سنوات".
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه إن "ضغوط إيران على البيض، أجبرته على مغادرة مقر إقامته في لبنان، حيث كان في ضيافة حزب الله، إلى النمسا حيث يقيم هناك حالياً".
وبيّن المصدر أن "البيض، رفض الفكرة التي تقدمت بها طهران بشأن مستقبل الجنوب، التي تنص على بقاء الوحدة مع الشمال؛ ولكن في إطار دولة اتحادية من إقليمين شمالي وجنوبي". مشيراً إلى أن إيران أوقفت تمويل قناة "عدن لايف" التي تديرها مؤسسة المنار التابعة لحزب الله اللبناني، وتم طرد العاملين المواليين للبيض من القناة.
ولفت إلى أن "مسؤولين إيرانيين توصلوا إلى تفاهمات مع رئيس جمهورية اليمن الجنوبي الأسبق علي ناصر محمد، المقيم في العاصمة السورية، حول فكرة اتحادية الدولة من إقليمين، حيث يجري مباحثات مع قيادات جنوبية حول هذا الشأن".
يشار إلى أن علي ناصر محمد، سبق وأن حكم دولة اليمن الجنوبي، بداية الثمانينيات من القرن الماضي، قبل أن يتخلى عن السلطة في يناير 1986، حيث شهدت هذه الفترة أحداث دامية، خلفت أكثر من 15 ألف قتيل من المواليين لناصر والمناوئين له.
ويشهد جنوب اليمن، حراكاً شعبياً مطالباً بالانفصال عن السلطة المركزية في صنعاء، إلا أنه يعاني من انقسام قياداته التي لم تتوصل إلى رؤية موحدة حول هذا الأمر.