تشهد العلاقات الثنائية التركية -
القطرية، في الوقت الراهن بداية عهد جديد، بعد أن وقع البلدان "مذكرة تفاهم بشأن تشكيل تأسيس لجنة للتعاون الاستراتيجي رفيع المستوى"، كنتيجة طبيعية لوجهات النظر المشتركة للبلدين؛ حيال العديد من القضايا الإقليمية والدولية.
وجاء توقيع تلك المذكرة، على هامش الزيارة الرسمية التي يجريها أمير قطر الشيخ "
تميم بن حمد آل ثاني" حالياً للعاصمة التركية أنقرة، حيث وصلها أمس الخميس؛ تلبية لدعوة وجهها له الرئيس التركي "رجب طيب
أردوغان"، ورداً على الزيارة الأخيرة التي أجراها "أردوغان" لقطر في منتصف أيلول/ سبتمبر الماضي.
ووقع "أردوغان" والأمير القطري، بياناً سياسياً مشتركاً، عقب لقاء ثنائي جمع بينهما، في وقت سابق الجمعة، بالقصر الرئاسي الجديد يهدف لتأسيس اللجنة المذكورة، الأمر الذي يراه المحللون؛ خطوة مهمة في تاريخ العلاقات بين البلدين، من شأنها رفع مستواها إلى الأفضل، ووصولها إلى الإطار المؤسسي.
الجدير بالذكر أن المواقف المشتركة لكل من
تركيا وقطر - حيال العديد من الأزمات والقضايا التي تشهدها المنطقة في الوقت الراهن، مثل ثورات الربيع العربي، والأزمتين السورية والعراقية - تعتبر هي الأبرز في تلك المنطقة، التي تتبنى فيها البلدان سياسة مشتركة.
المواقف المشتركة حيال القضايا الإقليمية
ولقد تبنى البلدان موقفاً مشتركاً حيال الحركات الشعبية التي عُرفت بثورات الربيع العربي، تلك الحركات التي ظهرت في منطقتي الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
وذكر البروفيسور "فايسل أيهان" - رئيس المركز الدولي لأبحاث الشرق الأوسط للسلام - في تصريحات له: " العلاقات التركية - القطرية ليست وليدة اللحظة، بل هي علاقات قديمة موغلة في القدم. وهذه الزيارة التي يجريها الأمير القطري، تشير إلى أن العلاقات بين البلدين تسير في المسار الطبيعي".
وأوضح "أيهان" أن " قطر تعرضت لضغوط كبيرة؛ من أجل طرد الإخوان المسلمين من أراضيها، ولا سيما من قبل المملكة العربية السعودية. وأؤكد ثانية أن هذه الزيارة لها أهمية كبيرة من حيث التوازنات في المنطقة، وثمة تعاون عميق بين تركيا وقطر اقتصادياً ودبلوماسياً ".
ومن جانبه ذكر "أيوب أرصوي" أستاذ العلاقات الدولية بجامعة "يلدريم بايزيد"؛ أن "تركيا لأول مرة في تاريخها تحقق هذا النوع من التقارب مع دولة من دول الخليج"، مشيراً إلى أن البيان السياسي المشترك الذي وقعه "أردوغان" و"تميم" - وبموجبه سيتم تشكيل اللجنة المذكورة - "يبشر بانعكاسات إيجابية لهذا التقارب؛ على العلاقات بين البلدين".