قالت وكالة فارس الإيرانية إن المحللين والمتابعين للشأن
الإسرائيلي لا يستبعدون أن يكون "
الموساد" وراء التخطيط للهجوم على صحيفة "شارلي ايبدو" في
باريس مؤخرًا، فتاريخ الجهاز حافلٌ بصناعة الإرهاب، وسجله الأسود مليءٌ بالعمليات الغاضمة، التي تُوظفها "تل أبيب" لصالح المشروع الصهيوني.
ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية في تقرير، أن أستاذ العلوم السياسية في جامعة النجاح الوطنية الدكتور عبد الستار قاسم، رأى أن تخطيط "إسرائيل" للهجوم "احتمالٌ وراد"، مستدركًا بالقول: "إذا توصل المحققون في القضية لنتيجة مفادها بأن جهاز "الموساد" هو من دبّر الهجوم، فلن يُنشر وسيبقى طي الكتمان".
وكانت وسائل إعلام فرنسية قد تحدثت الثلاثاء، عن إقدام ضابط الشرطة الذي كان مكلفًا بالتحقيق في قضية الهجوم على الصحيفة هيرلك فريدو، على الانتحار بإطلاق النار على نفسه، وهو الأمر الذي يثير تساؤلات لدى كثير من المتابعين.
ولفت قاسم في حديثٍ مع مراسل وكالة أنباء فارس، إلى أن تقاطعًا في المصالح بين "إسرائيل"، ومنفذي الهجوم على الصحيفة الفرنسية مؤخرًا.
من جانبه، قال مدير مركز أطلس للدراسات الإسرائيلية عبد الرحمن شهاب: "قد تكون "إسرائيل" ضليعةً في الهجوم، فتاريخها حافلٌ بالمؤامرات". وتوقع أن يكون الهجوم "مدفوعًا من اختراق جهاز "الموساد" للمنظمة التي نفذته"، منوها إلى أن هنالك مصالح مشتركة بين "إسرائيل" والمنظمات المتطرفة التي تدعي أنها إسلامية، من بينها إعادة صياغة المنطقة بشكلٍ كامل، ورسم خارطته الجيوسياسية من جديد.
وشدد على أن هذه المنظمات "تحقق للإسرائيليين وللمخططين الإستراتيجيين الغربيين الساعين لتقسيم المنطقة، الخطوة الأولى وهي إزالة الحدود القائمة، التي تشكل عقبةً أمامهم"، مضيفا إلى أن "حرق المنطقة وإشغالها وتشويه الصورة الإسلامية، كل هذه المظاهر الفوضوية ستبرر دخول دول الغرب إلى المنطقة، كراعية للسلام ومحافظة على الأمن لتحقيق الهدف الصهيوني المنشود والمتمثل في إعادة تقسيمها من جديد بما يتلاءم والمصالح الأمنية الإسرائيلية".
بدوره، قال المحلل السياسي راسم عبيدات: إن "الإرهاب الذي غذته ومولته وشجعته أوروبا الغربية، هو المسؤول بالأساس عمّا حصل في صحيفة "شارلي ايبدو"، وهو ما يجعلها شريكًا في تلك الجريمة، عدا عن كونها لم تردع أو تحاسب من قام بالإساءة للرسول محمد (ص) والدين الإسلامي"، مستدركا: "لكن هذا لا يعطينا الحجة والذريعة لتبرير هذه العملية، فهذا عمل من شأنه أن يزيد من تشويه تعاليم الدين الإسلامي، وهذه ليست بالطريقة الصحيحة أو المثلى التي يجري بها الرد على من قام بفعل مسيء ولا أخلاقي أو مزدرٍ لدين أو عقيدة أو نبي أو أية رموز دينية، وهذه العملية من شأنها أن تؤجج مشاعر كره وحقد الفرنسيين تجاه الإسلام والمسلمين".
واستوقف عبيدات هدف وتوقيت الهجوم، متوقعًا وجود أصابع خفية مرتبطة بـ"إسرائيل" واليمين الفرنسي الفاشي وراءه.
وتحدث هذا المحلل المقدسي كيف أن "باريس تحاول الخروج عن طوع وعباءة السياسية الأمريكية"، مشيرًا إلى أنها "تقدمت بالمشروع الأوروبي إلى مجلس الأمن الدولي حول تحديد سقف زمني لإنهاء الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1967، الذي رغم هبوط سقفه، وعدم تلبيته للحدود الدنيا من الحقوق الوطنية الفلسطينية، إلا أن هذا المشروع يشكل إرهاصات لتمرد أوروبي، وإن كان في البداية أوروبيا شعبيا على المواقف الأمريكية التقليدية من القضية الفلسطينية، ومن القرارات الدولية"
وأضاف عبيدات أن "
فرنسا هي من قادت أوروبا نحو هذا الموقف والتمرد، الذي ربما يشكل بداية خسارة "إسرائيل" لأوروبا التي أصبحت تضيق ذرعًا بالسياسات والممارسات الإسرائيلية القمعية بحق الفلسطينيين، وحتى لا تحذو فرنسا حذو السويد، ومن ثم تحذو حذوها الحكومات الأوروبية، لذلك كان مطلوباً إعادة فرنسا إلى بيت الطاعة الأمريكي- الإسرائيلي".
ورأى أن هذه العملية تحمل بصمات "إسرائيل". ولفت إلى "مسارعة "تل أبيب" لإدانة الهجوم، ومحاولة ربطه بما يسمى "الإرهاب الفلسطيني"، ناهيك عن كونه وفّر فرصة سانحة لليمين الفرنسي لكي يشن حربًا وحملة مليئة بالحقد والعنصرية تجاه العرب والمسلمين، وهذا من شأنه أن يشكل عاملًا ضاغطًا على أي مواقف فرنسية رسمية مناصرة للعرب والقضية الفلسطينية".
وقال تقرير الوكالة أنه جدير بالذكر أن سفير الكيان الإسرائيلي في باريس يوسي غال، كان قد حذّر فرنسا من وقوع أعمال عنف على أراضيها في حال صادق مجلس نوّابها في الفاتح من كانون الأول/ ديسمبر لصالح مشروع قانون حول الاعتراف بدولة فلسطين. ويأتي الهجوم بعد أيام من تصويت فرنسا في مجلس الأمن على مشروع القرار المتعلّق بإنهاء الاحتلال الاسرائيلي، والذي استعملت فيه الولايات المتحدة الأميركية "الفيتو".