نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية تقريرا يتحدث عن إصدار تنظيم
الدولة الإسلامية فيديو جديدا، يعرض رجالا وشبابا اجتمعوا لمشاهدة فيديو حرق الطيار الأردني، على شاشات كبيرة في شوارع
الرقة، المعقل الرئيس للتنظيم في سوريا.
وتقول الصحيفة إن الفيديو، الذي حمل عنوان "سعادة المسلمين بحرق الطيار الأردني"، يظهر الجماهير وهي تهتف على ما يبدو بـ"الله أكبر"، في حين أن النار أشعلت بجسد الملازم الأول معاذ
الكساسبة.
ويبين التقرير أن الفيديو يظهر السيارات وقد ركنت في الشوارع، وقد تجمع الناس لمشاهدة فيديو الحرق البشع، وتسمع صيحات بعد أن أشعلت النيران بالطيار، قبل أن تتحول الكاميرا إلى ولد يبتسم ويمتدح القتل، ويعرض الفيديو مقابلات مع رجال لسؤالهم عن رد فعلهم.
وتلفت الصحيفة إلى أن الفيديو، الذي تصل مدته إلى أربع دقائق، يحمل شعار الذراع الإعلامي للتنظيم.
ويبين التقرير أنه قد تم القبض على الكساسبة عندما سقطت طائرته "إف16"، في مدينة الرقة شمال سوريا، ليلة عيد الميلاد المجيد، خلال حملة غارات جوية للتحالف، الذي تقوده الولايات المتحدة، على مناطق قريبة من الرقة.
وتفيد الصحيفة بأن إعدام الشاب البالغ من العمر 28 عاما، أثار غضبا عارما وتسبب بمظاهرات واسعة في أنحاء الشرق الأوسط، ومظاهرات ضد التنظيم في الأردن. وقد توعد المتحدث باسم الحكومة الأردنية محمد المومني التنظيم برد حازم ومزلزل، وقال: "هذا الشر يجب هزيمته".
ويوضح التقرير أن فيديو إعدام الكساسبة، الذي تصل مدته إلى 22 دقيقة، أظهر علامات الضرب على الطيار، وقد بدت آثار التعذيب على عينه. وفي نهاية الفيديو عرض وهو يلبس بزة رياضية برتقالية، ووقف في قفص حديدي، ليقوم متطرفون ملثمون بإشعال خط من النار يقود إلى القفص.
وتذكر الصحيفة أن الأردن، الذي وعد برد قوي على إعدام الطيار، قام بتنفيذ حكم الإعدام بحق متطرفين اثنين، بينهما ساجدة الريشاوي، المرأة التي كان التنظيم يطالب بإطلاق سراحها.
وكانت الحكومة الأردنية وعدت بإطلاق سراح الريشاوي، التي كانت مسجونة لاعتزامها القيام بعملية تفجير انتحارية في الأردن، مقابل الكساسبة، ولكنها توقفت عن التبادل عندما لم يصلها تأكيد بأن الكساسبة على قيد الحياة، بحسب التقرير.
وتختم "إندبندنت" تقريرها بالإشارة إلى أنه يعتقد بأن الملازم أول الكساسبة أعدم في 3 كانون الثاني/ يناير، وأن فيديو إعدامه يختلف كثيرا عن الفيديوهات السابقة، التي كانت تعرض الجهادي المتطرف البريطاني "جهادي جون" وهو يستعرض الرهائن قبل قطع رؤوسهم. وقد طالب والد الطيار من حكومته "بأخذ الثأر لمعاذ وللأردن".