علّقت إذاعة
فرنسا الدوليّة على العملية التي نفّذتها
تركيا خلال الليلة الفاصلة بين السبت والأحد، التي تمثلت في توغّل قوة عسكرية تركية لمسافة 37 كيلومترا داخل الأراضي السّوريّة بهدف نقل رفات أحد رموز الدّولة العثمانيّة، وإجلاء الجنود الذين كانوا يحرسون الضّريح المتواجد داخل نطاق سيطرة الدولة.
وأشارت الإذاعة إلى أن رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، وصف العمليّة بـ"النّاجحة"، وقال إنّ 572 جنديّا دخلوا ليلة السّبت عبر نقطة "مرشدبينار" الحدوديّة جنوب شرق البلاد.
وأكّد أن رفات جدّ مؤسس الإمبراطوريّة العثمانيّة ستبقى بصفة مؤقّتة في تركيا، حتى تصبح الظّروف مناسبة لإعادتها إلى سوريا.
وفي أولى ردود الأفعال، عدّ النّظام السّوري العمليّة التركية داخل أراضيه "اعتداءً صارخًا"، واتّهم أنقرة "بتقديم كلّ أشكال الدّعم لعصابات داعش وجبهة النّصرة ومجموعات إرهابيّة أخرى مرتبطة بتنظيم القاعدة".
وفي السّياق ذاته، قال المؤرّخ والباحث السياسي، علي كازانشيغيل، للإذاعة الفرنسيّة إنّ أنقرة كانت قد حذّرت في وقت سابق من أنّ قوّاتها ستتدخّل عند وجود أي خطر يهدّد سلامة قبر
سليمان شاه، وكانت هذه مناسبة للأتراك للدّخول لسوريا دون خرق القانون الدّولي، نظرا إلى أن العملية مطابقة لبنود اتفاقية دولية قبلت بها سوريا.
وأضاف أنّ "القرار التّركي هو رسالة لا بدّ من فهمها من قبل النّظام السوري وداعش والتّحالف الدّولي، لأنّ هذا التّحالف لم يكن راضيا حول أداء تركيا، وكان قد وصفها عدّة مرّات بانتهاج السلبيّة خاصّة إزاء المعارك في
كوباني".
ورأت الإذاعة أن العالم بأسره يقف مندهشا أمام ما وصلت إليه الأوضاع، وأن تركيا اليوم مرتبكة بسبب تزايد النّفوذ
الإيراني والدّعم اللامحدود الذي توفّره إيران لنظام الأسد، وتواجد المقاتلين الإيرانيّين وعناصر حزب الله، مرجحة أن تركيا أرادت أن تقول لهذه القوى الشّيعيّة إنها موجودة وجاهزة، ويجب عدم تجاهلها، وأرادت أيضا أن تفنّد الاتهامات الموجّهة لها بالتّعامل مع تنظيم داعش".
وذكّر الباحث التّركي بأنّ هذه البقعة الجغرافيّة الصغيرة الموجودة داخل الأراضي السّوريّة، التّي كان يوجد فيها ضريح سليمان شاه، تتبع قانونيّا للسيادة التركيّة، طبقًا للاتفاق الفرنسي - التّركي عام 1921.
لمتابعة المادة الأصلية اضغط
هنا