تحوم الشكوك حول استئناف المفاوضات بين الحكومة في طرابلس والأخرى في
طبرق، حيث كانت قد أطلقت الخميس الماضي في
المغرب، للتوصل إلى حل للأزمة، بحسب مصادر سياسية.
وكان من المقرر أن يلتقي وفدا البرلمانين المتنافسين في طبرق (شرق
ليبيا) وطرابلس، في الصخيرات قرب العاصمة المغربية، لمباحثات يقودها مبعوث الأمم المتحدة، برناردينو ليون.
لكن، وفد برلمان طبرق المنحل، طلب الأربعاء من الأمم المتحدة تأجيل المباحثات من أسبوع إلى عشرة أيام، بحسب مصدر مسؤول في البرلمان.
وقال المتحدث باسم البرلمان، فرج بوهاشم إن "مجلس النواب كلّف فريق
الحوار المنبثق عنه إبلاغ بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا التي ترعى هذا الحوار، تأجيل جلسته التي كان من المزمع عقدها الأربعاء في الصخيرات في المغرب".
وأضاف أن "هذا الطلب جاء كون فريق الحوار عاد من الجولة السابقة في المغرب إلى قبة البرلمان دون خارطة طريق واضحة لإنهاء الانقسام السياسي في البلاد".
وتابع بأن "مجلس النواب كان قد طلب بشكل جدي من المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ورئيس بعثتها للدعم في ليبيا برناردينو ليون في آخر زيارة له للبرلمان تقديم خارطة طريق واضحة لآليات إنهاء الانقسام قبل الإقدام على أي خطوة".
وأوضح المتحدث: "عاد إلينا فريق الحوار المنبثق عنا، ونقل طلب الأمم المتحدة في ترشيح أسماء لحكومة الوفاق الوطني المزمع تشكيلها بين الفرقاء، دون وضوح في الرؤية، ونحن نريد الحصول على معلومات وافية حول خارطة طريق الحكومة القادمة وصلاحياتها وسقفها الزمني وعلاقتها في مجلس النواب".
وأشار إلى أن "طلب التأجيل كان لفترة أسبوع إلى عشرة أيام، وسيستأنف لاحقا بعد الحصول على أجوبة شافية".
وعلى الرغم من هذه التصريحات، وطلب التأجيل، فإن معلومات مصدرها الرباط أشارت إلى أنه من المتوقع أن يصل أعضاء في برلمان طبرق، مساء الأربعاء، إلى المغرب.
وقال مسؤول في المؤتمر الوطني العام البرلمان المنتهية صلاحيته الذي أعادت تفعيله قوات "فجر ليبيا" في طرابلس، "وصل أعضاء من المؤتمر الوطني العام عن برلمان طرابلس إلى منطقة الصخيرات".
وكان الوفدان أجريا الأسبوع الماضي مباحثات غير مباشرة ثم مباشرة، قالت الأمم المتحدة إنها شهدت "تقدما مهما".
وتسعى المفاوضات إلى الاتفاق على "شكل" حكومة وحدة وطنية وإجراءات إنهاء المعارك في ليبيا الغارقة في الفوضى والانقسامات والعنف.
وقال عضو البرلمان المنتخب خلال جولة المباحثات السابقة إنه تم التوصل إلى "سلسلة مبادئ" سيتم بحثها مع قيادات الجانبين قبل العودة إلى المغرب "لإبرام اتفاق".
من جهتها، قالت "بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا" في بيان إنه تم الاتفاق على العودة الأربعاء للصخيرات، من أجل استئناف المشاورات.
وقال بيان البعثة إنه "تم إحراز تقدم هام في المحادثات حتى الآن، بهدف إيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا، وتركزت النقاشات على الترتيبات الأمنية لإنهاء القتال، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل إنهاء الانقسام المؤسسي في البلاد".
وسبق للأطراف الليبية أن اجتمعت بشكل غير مباشر مرتين في جنيف ومرة واحدة في غدامس الليبية دون التوصل إلى حل.
وكانت الجزائر استضافت الثلاثاء "منتدى الأحزاب الليبية" لدعم الحوار السياسي الليبي المنعقد في المغرب، وذلك تحت إشراف البعثة الأممية التي قال ممثلها إن هناك خيارين: "إما الاتفاق السياسي أو الخراب"، داعيا المجتمعين إلى تمهيد طريق السلام أمام الأطراف الأخرى.
وناشد برناردينو ليون خلال إحاطة أخيرة قدمها لمجلس الأمن، القيادات السياسية الليبية "اتخاذ جميع التدابير اللازمة لوقف أي هجمات أخرى، وتحمل مسؤولياتهم القانونية والسياسية من خلال ضمان امتثال جميع القوات الخاضعة لهم، للالتزام السياسي الذي تعهدوا به في إطار عملية الحوار".