ترى صحيفة "التايمز" البريطانية أن الانهيار المتسارع لليمن قد يتحول إلى حرب واسعة في الشرق الأوسط.
ويشير التقرير إلى أنه في واحدة من مناطق عبور النفط أصبح
الحوثيون المدربون إيرانياً، يسيطرون على البلاد، فيما هرب الرئيس المدعوم من الغرب، بعد نهب مقر إقامته في عدن. ولا تأتي المقاومة الجدية إلا من تنظيم
القاعدة في شبه الجزيرة العربية، وبمقاييس ما يجري في الشرق الأوسط فإن "الأمور لم تصل إلى أسوأ من وضعها الحالي".
وتذكر "التايمز" أن التناحر القبلي في بلد فاشل أصبح محلاً للقلق الدولي، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي تقود فيه
السعودية حلفاءها الخليجيين، بالإضافة إلى مصر والأردن، فإن خطوط النزاع الطائفية أصبحت أكثر وضوحاً، ويتشكل النزاع ليصبح حرباً بالوكالة بين
اليمن والسعودية.
ويجد التقرير أن مقولة توماس هوبز الشهيرة تصلح للتطبيق على الأوضاع في اليمن. فقد قال إن "ظروف الإنسان مشروطة بحرب الجميع ضد الجميع".
وتبين الصحيفة أن
إيران تنظر إلى الحوثيين في اليمن على أنهم الحلقة الرابعة لما تسميه "محور المقاومة"، إلى جانب حزب الله في لبنان، وسوريا الواقعة تحت حكم الأسد، والعراق الذي يحكمه الشيعة. وبالرغم من أن الحوثيين زيديون، إلا أنهم يتلقون السلاح من حزب الله، وتبنوا شعاره "الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل". وكان أول عمل فعلته الجماعة الحوثية هذا الأسبوع هو السيطرة على قاعدة كانت حتى وقت قريب قاعدة جوية لعمليات مكافحة الإرهاب، التي تقودها الولايات المتحدة. وتم تسريب الملفات الخاصة بالأمريكيين، التي نهبت من القاعدة، إلى إيران.
ويلفت التقرير إلى أن النتيجة بالنسبة للغرب هو تشوش في تحديد من هو العدو. فمن ناحية يقود الغرب مفاوضات من أجل التوصل إلى تسوية الملف النووي الإيراني، ومن ناحية أخرى تتشكك السعودية والدول المتحالفة معها من تسوية تمنح إيران هيمنة على المنطقة. وترى السعودية في تمرد الحوثيين مثالاً عن النوايا السيئة لإيران في المنطقة.
وتعتقد الصحيفة أن أمريكا مطالبة بدعم العمليات العسكرية السعودية، إن أرادت طمأنة العالم السني بأنها لا تبيع نفسها للإيرانيين. وفي الوقت الذي أكدت فيه الولايات المتحدة وبريطانيا ضرورة الحل السياسي، إلا أنه بات بعيداً اليوم، ولم يعد هناك غير طريق واحد للأزمة.
ويدعو التقرير الدول العربية إلى تحمل مسؤوليتها لإعادة الرئيس الشرعي لليمن، والمساعدة في بناء ملمح من ملامح الدولة المركزية، مبيناً أنه يجب على الغرب دعم هذه الجهود سياسياً في الأمم المتحدة وخارجها.
وتوضح الصحيفة أنه لم تعد لدى القوى الخارجية، خاصة الولايات المتحدة، القدرة على إعادة الاستقرار للبلاد، فمحدودية واشنطن بدت واضحة من خلال سحب قواتها الخاصة من اليمن، والأولوية الآن هي منع تحول البلاد إلى منطقة خارجة عن القانون وملجأ للإرهابيين من أنحاء العالم كله.
وتخلص "التايمز" إلى أنه مهما كانت نتيجة الصراع وما ستؤول إليه الأمور في الأسابيع المقبلة، فإنه ينبغي على الوكالات الاستخباراتية ألا تنسى خطورة تنظيم القاعدة الذي سيحاول استغلال الأزمة.