خيم على الصحف
الإسرائيلية الصادرة الثلاثاء، قلق بالغ من رفع
روسيا الحظر عن بيع صواريخ الـ"إس 300" لإيران.
وناقشت الصحف الإسرائيلية مخاطر هذه الخطوة التي من شأنها أن تزيد من قوة
إيران في الإقليم وتفقد الجيش الإسرائيلي التفوق النوعي الذي يحوزه في المنطقة، وهو ما يرفع منسوب الخوف والتوتر بالنسبة لتل أبيب.
ونوهت الصحف الإسرائيلية إلى أن هذه الخطوة من شأنها أن تجعل الخيار العسكري الإسرائيلي ضد القنبلة الإيرانية صعبا جدًا، خاصة أنه جاء بعد الاتفاق المتبلور بين القوى العظمى وإيران حول قنبلتها النووية.
وفي التفاصيل، أشارت الصحافة الإسرائيلة إلى أن روسيا وقعت مع إيران في العام 2007 على اتفاق تزودها بموجبه بمنظومة الصواريخ المتطورة "إس 300" القادرة على اعتراض الطائرات والصواريخ الباليستية في مدى مئات الكيلومترات.
وقدرت الصحف أن هذه الصواريخ ستحسن بشكل كبير من قدرة إيران في الدفاع عن نفسها ضد هجمات على منشآتها النووية. ومع ذلك، فقد امتنعت روسيا حتى الآن عن تزويد الإيرانيين بالبطاريات نفسها، وذلك أغلب الظن في أعقاب ضغط أمريكي وإسرائيلي، سواء بشكل علني أم من خلف الكواليس.
وبعد أن وقع الرئيس الروسي السابق ديمتري مدفيديف على أمر حظر على بيع الصواريخ، في العام 2010، فإن الرئيس الحالي فلاديمير بوتين ألغى الأمر السابق وعاد للمصادقة على الصفقة مع إيران.
وبحسب الصحف الإسرائيلية، فإنه على الرغم من التخوف الشديد من وصول صاروخ "إس 300" إلى أيد إيرانية، فقد أفادت مصادر أجنبية بأن سلاح الجو تدرب في السنوات الأخيرة في دول صديقة، ولا سيما اليونان، لمواجهة منظومات دفاع من هذا النوع. كما أنه ليس واضحا في هذه المرحلة أي منظومة روسية ستباع للإيرانيين، وذلك لأنه توجد عدة أنواع من الـ "إس 300" في مستويات مختلفة، ولكنه واضح أن مجرد وجود هذه المنظومة يقلص جدا من إمكانية هجوم إسرائيلي على المنشآت النووية الإيرانية.
وأشارت الصحافة الإسرائيلية إلى أن جهاز الأمن يخشى من إمكانية حدوث سباق تسلح إيراني يجر شركات أوروبية إلى تنفيذ خطوات مشابهة في مجالات السايبر والتكنولوجيا المتطورة والسلاح الدقيق.
كما أن التقديرات هي أن الإيرانيين سيزيدون السلاح لجيش الرئيس بشار الأسد في مواجهة مستقبلية مع إسرائيل. والتخوف هو أن تسحق منظومات الدفاع الجوي المتطورة لدى جهات معادية في المنطقة التفوق النوعي للجيش الإسرائيلي.
صفعة للإدارة الأمريكية وحلفائها
المحرر العسكري بصحيفة "يديعوت" أليكس فيشمان، أشار إلى أن امتلاك إيران صواريخ "إس 300" تنفيذية، سيزيد من تعقيد أي هجوم إسرائيلي مستقبلي على منشآت إيران النووية، منوها إلى أن إسرائيل دخلت في ذروة أزمة دولية آخذة في التفاقم وعليها البدء بتحمّل آثارها.
وقال فيشمان في مقالته لصحيفة "يديعوت" الثلاثاء، إن رفع الحظر الروسي عن بيع هذا النوع من الصواريخ لإيران يمثل قصة سياسية ترمز إلى انهيار نظام العقوبات على إيران. فلم يوقع بعد الاتفاق بين إيران والقوى العظمى، وإذا بالروس يوجهون صفعة رنانة إلى الإدارة الأمريكية وحلفائها. فقد جاء البيان من الكرملين بالتوازي مع زيارة موسكو لوفد أمني إيراني رفيع المستوى، وهذا دليل آخر على أن للإيرانيين وللروس خططا بعيدة المدى لتوثيق العلاقات وللعودة إلى التعاون الأمني، بما في ذلك بيع السلاح.
وأضاف أنه من ناحية عملياتية، يدور الحديث عن منظومة سلاح متطورة تعمل على مسافات وارتفاعات لم يتصد سلاح الجو الإسرائيلي لها بعد. مسموح لنا الافتراض بأنه في منتصف العقد الماضي، عندما كانت صفقة بيع الـ 300 لإيران وسوريا على جدول الأعمال، فقد بدأوا في إسرائيل يستعدون من ناحية عقائد القتال ومن ناحية تكنولوجية للتصدي لهذا التهديد، ولكن طالما أنهم لم يروا هذا الصاروخ في العمل الحقيقي ولم يتعرضوا لنقاط ضعفه، فينبغي لنا أن نتوقع المفاجآت.
روسيا لا تحسب حسابا لإسرائيل
المحلل العسكري يوسي ميلمان، يرى أنه عندما يتعلق الأمر بالمصالح الحيوية لروسيا، فإنها لا تحسب حسابا لإسرائيل. الأجهزة المتطورة التي ستقدمها روسيا لإيران ستُصعب مهمة مهاجمة منشآتها النووية وستزيد من خسائر إسرائيل إذا أقدمت على مهاجمتها.
وأشار ميلمان في مقالته بصحيفة "معاريف" إلى حجم الصدمة التي تلقاها الأمريكان والإسرائيليون بعد القرار الروسي ببيع الصواريخ المتطورة لإيران.
واستخلص الكاتب من القرار الروسي عدة نتائج، أهمها: أن العقد مع الروس انفرط، وأن قدرة إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية ستكون أصعب رغم أنها ليست غير ممكنة، بالنسبة لأسلحة الجو الإسرائيلية والأمريكية؛وأن روسيا غير مستعدة لفقدان إيران كرصيد لها في الشرق الأوسط؛ وأن تأثير إسرائيل على السياسة الخارجية لبوتين هامشي جدا.
ونوه ميلمان إلى أن روسيا ستبذل كل ما في وسعها من أجل إبقاء إيران في مجال تأثيرها وكشريكتها السياسية الكبيرة، مؤكدا أن على أجندة الطرفين عدد من الصفقات الضخمة، بمبلغ نحو 20 مليار دولار من النفط والواردات وغيرها.
ونوه إلى أن الحديث يدور عن تشكيلة سلاح تعتبر من الأكثر تطورا في العالم بإمكانها إسقاط طائرات وصواريخ من كل الأنواع، بما في ذلك الصواريخ البحرية بمساعدة رادار متطور لمسافة تصل إلى 300 كم.
واستدرك بالقول، إنه مع ذلك ورغم كل شيء، فإن سلاح الجو ما زال بإمكانه بعد ذلك تنفيذ هجوم، رغم أن المخاطر التي تكتنفه والثمن الذي سيدفعه في الخسائر البشرية وفي الطائرات التي سيتم إسقاطها، سيكون منذ الآن أكبر بكثير.
وأكد أن الولايات المتحدة يوجد لديها حتى الآن قدرة "لتجاوز" وتعطيل الأجهزة وتنفيذ هجوم ناجع أكثر من إسرائيل.