كشف مركز بريطاني "لأبحاث التسلح في النزاعات" عن حصول
تنظيم الدولة على
أسلحة صينية من شرق أفريقيا. وفي
الدراسة، التي قام بها المركز، تم التدقيق في 30 ألف قطعة سلاح تركها التنظيم، أو غنمت من المقاتلين الجهاديين.
وتقول صحيفة "نيويورك تايمز" إن محققا أوروبيا كان يعمل في بلدة عين العرب/ كوباني شمال
سوريا، شاهد مقاتلا كرديا يحمل ما ظهر أنها بندقية من نوع "إم-16"، وافترض المحقق أنها من الغنائم التي أخذها الجهاديون عندما سيطروا على مدينة الموصل العام الماضي، وقد نقلوا كميات كبيرة من الأسلحة إلى سوريا؛ كي تستخدم في المعركة التي استمرت ثلاثة أشهر.
ويشير التقرير، الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إلى أن معظم هذه الأسلحة أمريكية الصنع. وعندما طلب المحقق من مسؤول كردي سؤال المقاتل عما إذا كان يسمح بالنظر والتدقيق في رقم البندقية، عثر على شيء آخر. فقد كان يريد معرفة مصدر السلاح وما إذا كان أمريكيا، ليجد أن البندقية صينية الصنع.
وتكشف الصحيفة عن أن البندقية تعد جزءا من ترسانة من الأسلحة التي وثقها مركز في جنيف لـ"مسح الأسلحة الصغيرة"، وتشبه البندقية أسلحة كانت بحوزة المتمردين في جنوب السودان، وهي من صناعة صينية في "المصنع 71" ذاته، وتحمل تاريخ التصنيع ذاته، أي عام 2008.
ويلفت التقرير إلى أن عينات الأسلحة ستتوفر على الإنترنت، وتصبح في يد المهتمين. ويضيف أن السلاح الذي عثر عليه في شمال سوريا في يد المقاتلين الأكراد يقدم صورة عن الطريقة التي يجمع فيها تنظيم الدولة أسلحته التي تذهب إلى مصادر آخرى.
وتقول الصحيفة إن هذا تذكير لأي شخص يدعو إلى تسليح الجيوش والجماعات المسلحة دون أن تكون المهمة محفوفة بالمخاطر.
ويفيد التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، بأن العينة الكبيرة، التي حللها المركز، تظهر الكيفية التي حصل فيها تنظيم الدولة على أسلحته، حيث تأتي من مصادر متعددة وعلى قاعدة واسعة.
وتذكر الصحيفة أن ترسانة التنظيم تضم ذخائر قدمتها بالتأكيد إيران لقوى الأمن
العراقية، وأسلحة استخدمت سابقا في الحروب في ليبيا وشرق أفريقيا ودول البلقان، بالإضافة إلى معدات كانت في طريقها للجماعات المعارضة لنظام بشار الأسد، أو حتى لقتال الجهاديين، لكن تم بيعها أو مبادلتها بين مقاتلين لا يوثق بهم.
ويجد التقرير أن مصادر الأسلحة تنم عن قدرة التنظيم على تأمين ترسانته، فالخراطيش مصدرها روسيا والولايات المتحدة. أما البنادق فمن بلجيكا وعدد آخر من دول أوروبا الشرقية، والصواريخ الموجهة المضادة للدبابات مصدرها شركات متعددة الجنسيات، لديها مكاتب في الولايات المتحدة وأوروبا.
وتورد الصحيفة أن المحققين وجدوا أن تاريخ تصنيع الأسلحة قريب، فالذخائر التي عثر عليها في عين العرب/ كوباني، والأسلحة السودانية والصينية والروسية، تعود تواريخ صناعتها إلى ما بين 2012 و2014، ما يعني أن التنظيم الجهادي ليس معزولا، ولديه القدرة على تأمين الأسلحة التي يريدها.
وينوه التقرير إلى أن ما تكشف عن أسلحة تنظيم الدولة ومصادرها يشير إلى أن الدول التي تقوم بتسليح المليشيات والحكومات الضعيفة وقوى الأمن تفترض أنها تقوم بالدعم، ولكن الحقيقة هي انتقال الأسلحة من نزاع إلى آخر. والأسلحة التي وصلت إلى يد التنظيم كان الغرض منها تأمين دول وأنظمة وجماعات، ولكنها استخدمت لمحو أجزاء من بلدين هما سوريا والعراق، ما سمح لتنظيم الدولة بأن يصبح من أخطر الجماعات الجهادية وأكثرها عنفا.
وتختم "نيويورك تايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن المحقق عثر في اليوم الذي عاين فيه بندقية ظن أنها من نوع "إم-16" ذاته، على بندقية صينية الصنع. وتتساءل الصحيفة عما إذا كانت وجهة تلك الأسلحة المعارضة السورية، وأنه قد تم شحنها من السودان أو جنوب السودان.. والسؤال الآخر هو: متى تم ذلك؟