نعى المسؤول السابق في
جبهة النصرة أبو مارية القحطاني الأربعاء، أحد قيادات التنظيم يدعى أبو فرح الشحيل، خلال اشتباكات وقعت بين جبهة النصرة وتنظيم الدولة في منطقة سحم
الجولان، في تغريدة له على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر".
وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان الأربعاء، إن اشتباكات عنيفة تدور فجر اليوم بين مقاتلي لواء شهداء اليرموك من جهة، وفصائل مقاتلة وإسلامية من جهة أخرى، في بلدة سحم الجولان بريف درعا الغربي، التي شهدت يوم أمس توترا واستنفارا لدى عناصر لواء بروج الإسلام، ونصبهم لحواجز في سحم الجولان ومحيطها، عقب قيام لواء شهداء اليرموك باعتقال قائد لواء بروج الإسلام مع مرافقيه في ريف درعا الغربي.
وتأتي هذه الاشتباكات امتدادا لمواجهات اندلعت الثلاثاء، للمرة الأولى، بين جبهة النصرة، الفرع السوري لتنظيم القاعدة وحلفائها من جهة، وبين جهاديين قريبين من
تنظيم الدولة من جهة أخرى، في هضبة الجولان على مقربة من المواقع الإسرائيلية في الشطر المحتل من هذه المنطقة، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وتحدث مدير المرصد السوري رامي عبد الرحمن عن "اشتباكات عنيفة بين مقاتلي فصائل إسلامية وحركة أحرار الشام الإسلامية وجبهة النصرة من طرف، ومقاتلي سرايا الجهاد (الذين أعلنوا ولاءهم للدولة الإسلامية) في منطقة القحطانية بريف القنيطرة القريبة من الحدود مع الجولان السوري المحتل".
وكان المرصد السوري قد نشر أمس ما ورد إليه في نسخة من بيان أصدرته الفرقة الأولى – الجبهة الجنوبية، أعلنت فيه عدم مسؤوليتها عن مقتل أي شخص يدافع عن قائد لواء شهداء اليرموك، وجاء في البيان: "بعد أن تبين بالدليل القاطع خروج شهداء اليرموك عن ملة الإسلام، بعد أن قامت مجموعة تابعة لشهداء اليرموك بقتل وأسر عدد من عناصر الجيش الحر أثناء ذهابهم لساحات الجهاد على أرض القنيطرة الحبيب، فإننا نحذر أهالي منطقة اليرموك المغرر بهم وبأبنائهم أن يسحبوا أبناءهم المنتسبين للطاغوت الجديد أبي علي البريدي، فإن دماء أبنائهم في رقبة الخال أبي علي البريدي ولسنا مسؤولين عن أي شخص يقتل دفاعا عن الخال أبي علي البريدي، فوالله ما خرجنا إلا لنصرة هذا الدين وليس لنصرة شخص أو جماعة بايعوا الدواعش".
ونشر المرصد السوري لحقوق الإنسان في الرابع من شهر آذار/ مارس الفائت من العام الجاري، أن جدلاً يسود محافظة درعا، حول صحة مبايعة قائد لواء شهداء اليرموك أبي علي البريدي الملقب بـ"الخال" لتنظيم الدولة، عقب انتشار شريط مصور وردت نسخة منه إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان قبل أيام، يظهر فيه قائد اللواء مع مجموعة من المقاتلين وهم يرددون أنشودة تمجد تنظيم الدولة وقائده أبي بكر البغدادي.
وأبلغت مصادر المرصد أن ثمانية عناصر من لواء شهداء اليرموك اعتقلوا من قبل المحكمة الشرعية بمدينة نوى، وحكم عليهم بالسجن لمدة ست سنوات بتهمة "مبايعة تنظيم الدولة"، في حين استدعي قائد لواء شهداء اليرموك إلى المحكمة ذاتها و"شهد" على أن لا علاقة مع تنظيم الدولة كما أنه رفض قتال التنظيم ورفض كذلك الانضمام إلى المحكمة الشرعية في نوى.
وشهد ريف درعا الغربي في النصف الثاني من شهر كانون الأول/ ديسمبر من العام 2014، توترا بين جبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) ولواء شهداء اليرموك، في منطقتي سحم الجولان وحيط ومحيطهما، تطورت إلى اشتباكات بين الطرفين، أدت لمصرع وجرح عدد من مقاتلي الجانبين، وذلك على خلفية اتهامات متبادلة باعتقالات بين الطرفين، حيث كان لواء شهداء اليرموك قد اعتقل حينها مقاتلين من جبهة النصرة، واتهم مقاتلاً آخر يعتقد أنه من جبهة النصرة بمحاولة اغتيال قيادات في لواء شهداء اليرموك.
وينتشر اللواء بمئات المقاتلين في مناطق جملة ونافعة وحيط والعلان بالريف الغربي لسحم الجولان، وفي المناطق القريبة من الحدود السورية مع الجولان السوري المحتل بريف محافظة درعا الغربي، حيث كان قد احتجز مقاتلون من لواء شهداء اليرموك في قرية جملة في 6 آذار/ مارس 2013، عناصر من قوات الفصل الدولية التابعة للأمم المتحدة في الجولان السوري، وقال اللواء في شريط مصور وصل إلى المرصد السوري لحقوق الإنسان حينها، إنهم لن يفرجوا عنهم إلا إذا انسحبت قوات النظام السورية من المنطقة.
على صعيد متصل، فقد شهد ريف القنيطرة يوم أمس اشتباكات بين مقاتلي فصائل إسلامية ومقاتلة وحركة أحرار الشام الإسلامية وجيش الإسلام وجبهة النصرة (تنظيم القاعدة في بلاد الشام) من طرف، ومقاتلي سرايا الجهاد من طرف آخر، في منطقة القحطانية والعدنانية ورسم الشولة ومحيطها بريف القنيطرة، بالتزامن مع قصف متبادل بين الطرفين، حيث ارتفع إلى 14 عدد مقاتلي الفصائل الإسلامية والمقاتلة وجبهة النصرة الذين قتلوا، من ضمنهم اثنان سعوديا الجنسية أحدهما قيادي ميداني، وستة مقاتلين قتلوا أول أمس الاثنين، في كمين لسرايا الجهاد أثناء توجه المقاتلين لمساندة مقاتلين آخرين بريف القنيطرة في الاشتباكات ضد قوات النظام والمسلحين الموالين لها.
وأدت الاشتباكات إلى مصرع ما لا يقل عن تسعة عناصر من سرايا الجهاد وأسر 15 آخرين على الأقل منهم، فيما تمكنت النصرة وأحرار الشام والفصائل المقاتلة والإسلامية من التقدم والسيطرة على نقاط ومقار جديدة لسرايا الجهاد في القحطانية والعدنانية ورسم الشولة ومحيطها، وفقا للمرصد السوري لحقوق الإنسان.