نشرت مجلة "لوبوان" تقريرا عن علاقة الهجرة غير الشرعية نحو
أوروبا؛ بالتزايد الملحوظ لمقاتلي
تنظيم الدولة على أراضيها.
ونقلت المجلة، في تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، تصريح المستشار الليبي المثير للجدل، عبدالباسط هارون، الذي أفاد فيه بلجوء تنظيم الدولة لإرسال مقاتليه في قوارب
المهاجرين غير الشرعيين، مؤكدا بذلك تخمين الوكالة الأوروبية للسلامة والحدود الخارجية للاتحاد الأوروبي فرونتاكس، في آذار/ مارس الماضي.
وأشارت إلى تواجد فرع لتنظيم الدولة في
ليبيا منذ 14 تشرين الأول/ أكتوبر 2014، حيث أثار ضجة في العالم أجمع بنشره شريط فيديو يظهر ذبح مقاتليه 21 قبطيا مصريا على أحد شواطئ ليبيا، كما حوى الشريط مقطعا يعلن فيه أحد أعضاء تنظيم الدولة عن تواجدهم في "جنوب روما على أرض ليبيا المسلمة"، الأمر الذي اعتبرته العاصمة الإيطالية تهديدا غير مباشر، نبّه على أثره وزير الخارجية باولو جينتيلوني إلى ضرورة توخي الحذر من أن يخترق التنظيم قوافل المهاجرين غير الشرعيين.
وصرح أحد خبراء قناة "فرانس 24" المختصين في قضية "التطرف"، بحسب ما ذكرته المجلة، بأن الأمر "محض دعاية"، معللا ذلك بأنه "لا مصلحة لتنظيم الدولة في إرسال مهاجرين غير شرعيين، في حين أن بإمكانه استدرار التعاطف في أوروبا، أو إرسال مقاتلين يحملون جوازات سفر أوروبية".
وأحالت المجلة على تأكيد الباحث والمستشار في الشؤون الإسلامية رومان كايي، على انعدام أوامر بإرسال متطرفين إلى أوروبا من قبل تنظيم الدولة، الذي طالب مسلمي القارة بمغادرتها والالتحاق بما يطلق عليه "دولة الخلافة"، لكن كايي لا يستبعد أن يقوم التنظيم باستغلال مسألة الهجرة غير الشرعية لزرع خلايا نائمة في عمق الأراضي الأوروبية، حتى يقوم بعدها بمعاقبة الغرب على قصفه معاقله في كل من سوريا والعراق.
وقالت المجلة إن تنظيم الدولة في ليبيا؛ يسعى الآن لتوسيع غزواته، على غرار ما فعله التنظيم في سوريا والعراق، مشيرة إلى أنه نجح بالفعل في السيطرة على عدة مناطق، أهمها سرت التي تقع على بعد 500 كيلومتر شرقي طرابلس، ودرنة التي تفصلها عن العاصمة 1300 كلم. ويرى خبراء أن تزايد أعداد المهاجرين غير الشرعيين المتدفقين من هاتين المنطقتين؛ يثبت تورط من وصفوهم بـ"المتطرفين" في شبكات التهريب، عبر نيل عشر الأماكن في كل زورق.
وأضافت "لوبوان" أن المجتمع الدولي تخلى عن ليبيا عقب الإطاحة بمعمر القذافي سنة 2011، ثم عاد ليسلط عليها الأضواء بعد ثلاث سنوات، بسبب تخوفه من تداعيات ظهور تنظيم الدولة على بعد 300 كلم من أوروبا، وتضاعف مآسي المهاجرين الذين تخيروا تعريض حياتهم للخطر في عرض البحر هروبا من بلد تعمه الفوضى، حيث أشارت إحصائيات المنظمة الدولية للهجرة إلى تمكن ما لا يقل عن 534 مهاجرا من الوصول إلى أوروبا منذ مطلع سنة 2015، مقابل مقتل قرابة 1770.
ومع انتباه المسؤولين الليبيين لاهتمام البلدان الغربية المفاجئ بالبلاد؛ فقد نوهت المجلة إلى تصريحاتهم المثيرة للقلق، والتي لم تتوانَ عن ربط تهديد تنظيم الدولة بخطر تفاقم الكارثة الإنسانية بالبحر الأبيض المتوسط، إذ يشير الباحث والأستاذ المحاضر بالمدرسة العسكرية الخاصة "سان سير"، سعيد حداد، إلى استغلال السلطة الليبية لقضية الهجرة غير الشرعية منذ فترة حكم القذافي.
وأكد سعيد، بحسب المجلة، أن الهدف الرئيس من مكافحة ما يسمى بـ"الإرهاب" في ليبيا؛ يتمثل في كسب ود المجتمع الدولي وتسجيل النقاط داخل البلد، في ظل الصراع القائم بين الحكومتين المتنافستين.
وفي الختام؛ فقد أشارت المجلة إلى اشتراط حكومة طبرق على الأمم المتحدة رفع حظر تسليم الأسلحة إلى ليبيا، حتى تتمكن من محاربة من وصفتهم بـ"الإرهابيين"، في إشارة إلى عملية "فجر ليبيا" التي تعارض بدورها تنظيم الدولة في ليبيا، ما يفسر إصرار حكومة طرابلس على مساعدة الاتحاد الأوروبي لها في مقاومتها لظاهرة الهجرة غير الشرعية.