رأى الكاتب
الإسرائيلي كوبي ميخائيل أن سيطرة تنظيم الدولة على
الرمادي وتوسيع المناطق التي يسيطر عليها في العراق يمكن أن تتحول إلى نقطة ضعف، إذ إن ذلك سيجعل التنظيم أكثر عرضة للهجمات الأمريكية، وهذا سيؤثر على النجاح العسكري والمعنوي الذي تحقق، وستتحول الرمادي إلى نقطة العلوّ التي سيبدأ منها انحدار التنظيم نحو الأسفل.
وفي مقالته لصحيفة "إسرائيل اليوم" الثلاثاء، قال ميخائيل: "إن
داعش أكمل سيطرته في الأيام الأخيرة على المدينة الهامة الرمادي في العراق، وسيطر على معسكرات ومخازن للجيش العراقي الذي انسحب أمامه".
ونوه إلى أن هذه السيطرة تشكل انتصارا عسكريا ومعنويا مؤثرا، ومن شأنها نفخ رياح التشجيع في أشرعة سلطة شبه الدولة المضطرة إلى التعامل مع عمليات القصف الجوي لقوات التحالف برئاسة الولايات المتحدة.
واستدرك ميخائيل بالقول: "لكن إلى جانب إدراك هذا الإنجاز، فإنها تظهر هناك إمكانية أن داعش من شأنه أن يجد نفسه في وضع تجاوز فيه ذروة النجاح. بالضبط هذا النصر الأخير سيتحول إلى عنصر يسرع قوات إقليمية ودولية لزيادة فعاليتها والعمل ضده بقوة أكبر".
وأضاف أن البواكير الأولى الهامة في هذا السياق تمّت في عملية "قوة دلتا" الأمريكية التي خلالها تمت تصفية أبي سياف، القيادي في داعش، الذي كان مسؤولا عن صناعة النفط لتنظيم الدولة الإسلامية، المورد الاقتصادي الهام والأكثر جدوى.
وأكد ميخائيل أن نجاح داعش في هزيمة الجيش العراقي وإهانته سيجعل أمريكا تبذل جهودا أكبر في العمليات البرية وتسليح الجيش العراقي وبذل جهود مضاعفة في إعداد قوات جديدة.
وأشار إلى أن الأهم من كل ذلك هو الحوار الدائر في أمريكا من ناحية تحوّل العراق إلى نقطة ضعف وفجوة استراتيجية في المنطقة، وهذا سيجعل أمريكا تدرك جيدًا ماهية التحدي الثقافي والعقلي والحاجة لسرعة التعلم وتطوير رد حاسم.
ونوه ميخائيل إلى أمريكا متحمّسة للتوصل إلى اتفاق مع إيران حول البرنامج النووي مرتبط أيضا بالحماسة، لضم إيران إلى التحالف ضد داعش، بصورة تُمكن الولايات المتحدة من عدم توسيع حضورها العسكري البري في العراق وسوريا.
وبرأي الكاتب، فإن أمريكا يمكن أن تدفع ثمن الاتفاق مع إيران حول الموضوع النووي، رغم المخاطر التي تكتنفه، في سبيل ضم إيران للحلف ضد تنظيم الدولة.
ولفت إلى خوف حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة من هذه الخطوة، مؤكدًا أنه بالنسبة للسعودية والأردن ومصر، وإسرائيل، فإن إيران هي بالفعل عدو شديد لداعش وستعمل كل ما في استطاعتها لضرب هذا التنظيم وشل قدرته على زعزعة النظام السوري الحالي. لكنها قبل كل شيء عدوهم اللدود، وهي تشكل خطرا على مصالحهم الاستراتيجية الحيوية.
وشدد ميخائيل على أن خوف المعسكر البراغماتي يمكن أن يقوده إلى زيادة جهوده لضرب داعش. هذا الجهد إلى جانب الجهد الأمريكي لتوسيع الهجوم على داعش بموازاة تحسين عمليات التعلم وتطوير استراتيجية مناسبة، وإلى جانب تمدد داعش بعد احتلال مدينة الرمادي، من شأنها خلق معادلة جديدة.
وأكد أنه في المعادلة الجديدة ستقل قدرة داعش على الدفاع عن المناطق التي سيطر عليها وستتحول إلى جسم أكثر تعرضا للضرب نظرا للحاجة إلى التموقع من أجل تأمين سيطرة على المناطق والسكان، وستزيد قدرة الهجوم للولايات المتحدة والدول العربية المشاركة في هذا الجهد.
وختم الكاتب مقالته بالقول: "في هذا السيناريو يمكن أن يجد داعش نفسه يخلق تناقض النجاح، عندما يتحول الإنجاز العسكري والمعنوي الناتج عن احتلال الرمادي إلى إنجاز يمثل انتقالا إلى ذروة النجاح، نقطة العلو التي منها يبدأ الانحدار نحو الأسفل".
وأشار إلى أنّه يجب ألا نستنتج من ذلك أن الأيديولوجيا وروح الثورة الإسلامية الراديكالية لداعش ستختفي بالضرورة، تنظيمات جديدة يمكن أن تنشأ من تحتها وتواصل النضال، لكنه يمكن بالتأكيد أن داعش كتنظيم وككيان شبه دولة سوف يضعف.