نشرت صحيفة "لكسبرس" الفرنسية تقريرا حول الجهادي الفرنسي كيفن شاسن، ورد فيه أن هذا المقاتل المكنى بـ"
أبو مريم الفرنسي"، ينحدر من مدينة تولوز، مشيرة إلى أنه خلال فيديو تم نشره في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، كان قد صرح بأنه لن يعود إلى
فرنسا أبدا.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي اطلعت عليه "
عربي21"، إن كيفن كان قد وعد أخاه غير الشقيق بشيئين: أولهما أن لا ينفذ أية عمليات "إرهابية" رغم ذهابه لـ"الجهاد" في
سوريا والعراق، وثانيهما أنه سيحرص على أن يصل خبر موته لأخيه إن هو لقي حتفه، إلا أن كيفن لم يف سوى بواحد من هذين الوعدين.
وأضافت أن بريس شاسن كان قد تلقى يوم السبت اتصالا هاتفيا من أحد الجهاديين الفرنسيين، يعلمه فيه بمقتل أخيه غير الشقيق، في
تفجير "انتحاري" غرب
العراق. وتزامن ذلك مع إعلان "ولاية الفرات" التابعة لتنظيم الدولة، عن مقتل فرنسيين خلال هجمات "استشهادية" على ثكنات مليشيات سنية وشيعية قرب مدينة الحديثة.
ونقلت الصحيفة عن
تنظيم الدولة الذي لم يحدد زمن وقوع الهجمات، أن "العشرات في صفوف العدو أصيبوا ولقوا حتفهم خلال العمليتين اللتين نفذهما المقاتلان الملقبان بأبي مريم الفرنسي، وأبي عبدالعزيز الفرنسي" وأن اثنين ممن أسمتهم "فرسان الدولة الإسلامية" قادا شاحنتين محملتين بأطنان من المتفجرات لتفجير تجمعات سنية وشيعية قرب الحديثة، وفيما استهدف أبو مريم الفرنسي مكانا عاما، فقد لحقه أبو عبدالعزيز الفرنسي بتفجير الشاحنة الثانية في "ثكنات المرتدين"، في إشارة إلى مواقع الجيش العراقي، و هو ما بينته صور نشرها موقع "سايت".
وقالت "لكسبرس" إن المعلومات المتوفرة حول أبي عبدالعزيز تؤكد أنه قد غادر البلاد، برفقة كيفن الملقب بأبي مريم، الذي كان قد تحدث عنه في شريط الفيديو المنشور في تشرين الثاني/ نوفمبر 2014، والذي صوّره مع اثنين من الجهاديين الفرنسيين، بينما كانوا بصدد حرق جوازات سفرهم، ودعوة مسلمي فرنسا لـ"الجهاد" في الشرق الأوسط، أو تنفيذ هجمات مسلحة في بلدانهم إن تعذر سفرهم.
وأشارت الصحيفة إلى أنه قبل ذهابه للقتال في الشام؛ كان كيفن شاسن قد سافر إلى المغرب، بحسب ما أوردته صحيفة محلية فرنسية، وهناك تزوج وأنجب طفلا. وكان حينها يتردد على تولوز، المدينة التي نشأ فيها، غير بعيد عن حي "بورباكي"، بمعدل مرة كل ثلاثة أشهر، حيث كان عادة ما يرتكب عمليات سطو وسرقة لم تنقطع إلا بسفره إلى سوريا، بحسب ما نشرت الصحيفة.
وأضافت نقلا عن المصدر نفسه، أنه خلال تواجده في سوريا؛ فقد كان كيفن يتكفّل أحيانا بقيادة مجموعات تضم ما يصل إلى 60 جهاديا. كما أنه كان يتصل بعائلات المقاتلين الفرنسيين الذين يلقون حتفهم خلال المواجهات، ويجيب عن تساؤلات الراغبين في الذهاب إلى سوريا من خلال حسابه على "تويتر". أما عند توجهه للقتال، بمعدل أسبوع في الشهر، فقد كان يخبر بريس بأنه "ذاهب للعمل".
وأكد بريس، بحسب ما نقلته الصحيفة عن موقع "آر تي أل" الفرنسي، أنه حاول عدة مرات إقناع أخيه بالعودة إلى فرنسا؛ إلا أن هذا الأخير كان يرفض قائلا: "بل عليك أنت أن تلحق بي إلى هنا، فتورطي مع تنظيم الدولة سوف يقودني إلى السجن لفترة لا تقل عن 15 سنة إن أنا عدت إلى فرنسا، ولا أظن ذلك فكرة جيدة".
وفي السياق ذاته؛ قالت الصحيفة إن أحد المقاتلين اتصل ببريس يوم السبت الماضي، مقدما له تعازيه بموت كيفن، ومفسرا أن هذا الأخير لقي حتفه في تنفيذ هجوم كان قد تم التخطيط له منذ مدة طويلة. وأكد له هذا الجهادي أن كيفن كان قد صور شريط فيديو قدم فيه وصيته الأخيرة، واعتذارا لوالديه عما فعله.
وأشارت الصحيفة إلى تصريح لبريس قال فيه، إنه كان متأكدا من حتمية موت أخيه، ومتوقعا حدوث ذلك في كل يوم، إلا أنه لم يتخيل أن يكون ذلك عبر هجوم "إرهابي"، حيث إن أخاه غير الشقيق كان قد أكد له أنه "لم تتح له الفرصة قط لذبح أحد".
وكان أبو مريم يردد مؤخرا أن عنده "مشروعا قيد الإنجاز" لكنه كان يرفض قطعا مدّ أخيه بأية معلومات عن هذا "المشروع".
وأكد بريس أن أخاه كثيرا ما حدثه عن استمتاعه بالحياة التي طالما حلم بها هناك، حيث المال الوفير والسيارات. بل إن تنظيم الدولة أهداه مؤخرا إجازة لـ10 أيام في قصر بالموصل شمال العراق، ويبدو أنها كانت بمثابة إجازة ما قبل الرحلة الأخيرة.