أعلنت وزيرة الصحة
العراقية عديلة حمود، الخميس، انتشال 470 جثة لمجندين من
المقابر الجماعية التي تم العثور عليها على مشارف تكريت شمالي بغداد، حيث يتهم
تنظيم الدولة بقتلهم إبان هجومهم الكاسح في حزيران/ يونيو العام الماضي.
وقالت الوزيرة العراقية خلال مؤتمر صحافي عقد في بغداد: "تم استخراج 470 جثة لشهداء من ضحايا سبايكر من مقابر جماعية في تكريت".
ونسب اسم المجزرة التي تعرض لها الضحايا، إلى اسم القاعدة العسكرية سبايكر الواقعة إلى الشمال من تكريت، حيث اعتقل قرابة 1700 مجند وغالبيتهم من الشيعة في الأيام الأولى لهجوم التنظيم على شمال العراق في حزيران/ يونيو 2014.
وكانت السلطات العراقية بدأت بعد أن استعادت
السيطرة على مدينة تكريت (160 كلم شمالي بغداد)، في 31 آذار/ مارس تفتيش المنطقة بحثا عن مقابر جماعية.
وقال الطبيب زياد علي عباس مدير عام دائرة الطب العدلي في بغداد في المؤتمر الصحافي: "انتشلت الجثث من أربع مقابر جماعية، إحداها وهي الأكبر عثر فيها على أكثر من 400" مشيرا إلى أن "الجثث كانت متشابكة وبشكل طبقات".
وتابع بأن المقبرة "الأخرى تضم رفات خمسين وأخرى رفات سبعة والأخيرة رفات شهيدين".
وأكدت وزيرة الصحة أن "العمل مستمر لاستخراج ضحايا سبايكر" من المواقع ذاتها.
ووصفت إجراءات التعرف على الضحايا بـ"العملية المعقدة وبكونها ملفا كبيرا جدا والعمل كبير (ويتطلب) احتياجات كبيرة للوصول إلى هويات الضحايا".
وأشار عباس إلى أنه "سيتم الإعلان عن أسماء الوجبة الأولى من أسماء الضحايا الذين تم التعرف عليهم، الأسبوع المقبل".
وتم التعرف على هويات الضحايا من خلال وثائق أو هواتف محمولة تم العثور عليها في المكان، أو من خلال فحوصات الحمض النووي (دي أن إيه)، وفقا للمصادر.
وعن أعداد هؤلاء الضحايا، قال الطبيب إن "العدد غير معروف ويعتمد على ما يتم إنجازه" عبر التعرف على هوياتهم.
وتم معاينة الجثث بمساعدة خبراء أجانب، من ضمنهم خبراء من اللجنة الدولية للصليب الأحمر والمنظمة الدولية لشؤون المفقودين، وفقا للمصدر.
وذكر عباس أن "عدد الأطباء من اختصاص الطب العدلي، لا يتجاوز عشرين طبيبا في العراق، باستثناء إقليم كردستان"، في إشارة إلى قلة الكادر في هذا المجال.
وجاء إعدام المجندين وغالبيتهم من الشيعة خلال هجوم كاسح لتنظيم الدولة في حزيران/ يونيو الماضي، سيطر خلاله على مساحات واسعة في شمال العراق وغربه، بينها مدينة تكريت مركز محافظة صلاح الدين.
ونشر التنظيم المتطرف في حزيران/ يونيو، صورا وأشرطة مصورة توثق عمليات القتل الجماعية بحق المجندين، بينها مشاهد يقتاد فيها العشرات منهم إلى حافة النهر، قبل إطلاق النار على مؤخرة رأس كل منهم، قبل رميه في المياه.
ولا تزال آثار الدماء ماثلة عند الحافة. وأثارت هذه "المجزرة" تظاهرات متكررة لعائلات الضحايا المطالبين بمعرفة مصير أبنائهم، وسخطا عارما لا سيما لدى الشيعة، وشكلت أحد أبرز الأسباب التي دفعت عشرات الآلاف منهم للوقف إلى جانب القوات الأمنية لاستعادة السيطرة على المناطق التي يسيطر عليها الجهاديون.