مقالات مختارة

بعد الانتخابات التركية، ماذا سيحدث الآن؟

1300x600
حسب إحصاءات جوجل، تعتبر كلمة "الحكومة الائتلافية" من أكثر الكلمات التي تم البحث عنها في تركيا بعد انتخابات 7 حزيران/ يونيو.

بالطبع هذا نتيجة لتساؤلات الشعب، خاصة فئة الشباب التي لا تعلم عن الموضوع، عن ماهية الحكومة الائتلافية وكيف يمكن أن يتم تأسيسها في تركيا بعد الانتخابات الأخيرة. كما أسلفت، الشباب هم بالأغلب من بحث عن مصطلح "الحكومة الائتلافية" ولكن فئة شعبنا الكبيرة في العمر وقفت حزينة وقلقة بسبب إمكانية رجوع عهود الطوابير والأزمات الاقتصادية التي كانت شائعة قبل فترة حكومة حزب العدالة والتنمية.

لو سألوني عوضا عن جوجل لقلت لهم"انظروا إلى سلطات الرئيس الدستورية، لو كان هناك نظام رئاسي لما حدث هذا".

وهناك بعض أعضاء تحالف المعارضة الغربيين جدا الذين قبلوا أنفسهم كفائزين في الانتخابات، على الرغم من انخفاض نقاطهم الانتخابية في هذه العملية الانتخابية، ولكن خسارة حزب العدالة والتنمية لبعض النقاط وعدم قدرته على كسب أصوات تمكّنه من تأسيس حكومة لوحده هي من حفّزتهم ليعدّوا أنفسهم فائزين.

كما رأينا، بدأ هؤلاء بعد الانتخابات، على الفور عن التحدّث بكثرة عن سيناريوهات الحكومة الائتلافية، حتى أن بعضهم بدأ بالتجول في شوارع مدينتنا بروح النصر وكأنهم حازوا على الأغلبية، إنه حقا لأمر مضحك مأساوي.

لكن أقول لهؤلاء: حظ أوفر!

وذلك لأن أردوغان بعد لقائه ببيكال بدأ بالفعل التفاوض مع بعض أعضاء الأحزاب الأخرى لكسب دعمهم له في تأسيس النظام الرئاسي، ولكن الوضعية إلى حد الآن في تركيا غير واضحة.

حسنا، ماذا سيحدث الآن؟ الأجوبة التطبيقية لهذا السؤال ستعطيها جميع الأحزاب السياسية، كما أن لهذا السؤال أجوبة "عميقة" سيحدّدها التدخّل الخارجي والتطورات الخارجية.

في الأيام المقبلة، لتكن النتيجة انتخابات مُبكّرة أو حكومات ائتلافية، الخيار يجب أن يكون مُحدّدا بين ماهو "قومي وشعبي يخدم شعبنا" وبين ماهو "مصلحة أجنبية تخدم مصالح الغير". ولكن أريد أن أوضّح هنا بأن مصطلح "قومي" لا أقصد به "مواطني تركيا الأتراك فقط" بل أقصد به "جميع طوائف الشعب؛ الكردي والعربي والتركي والجركسي".

المشكلة الرئيسية الحالية التى تعاني منها تركيا هي هذه المشكلة..

وأكّد هذه المشكلة حزب الشعب الجمهوري وحزب الشعوب الديموقراطي الذين اتحدوا قبل الانتخابات تحت لواء حماية الأقليات وحاولوا تمثيل أنفسهم بهذا الشكل وكسبوا أصوات الأقليات بعدة أساليب، كان أهمها التهديد والسلاح، وخلقوا مشكلة "تفريقية" ، ذات جوانب تفريقية شعبية، ضخمة. 

هل بالفعل بعد قيام هذين الحزبين بصرف الكثير من الوعود حول إصلاح القضايا، التي أثارت غضب الناخب التركي قبل الانتخابات ستكون بالفعل قادرة على حل هذه القضايا؟ بالطبع لا.

أنصار حزب الحركة القومية حاولوا تحدي أنصار حزب الشعب الجهموري وحزب الشعوب الديموقراطي بالثبات على مبادئهم وانتخاب من يخدم الشعب ومصالحه العامة ولكن للأسف بعضهم سمح لضميره أن يحيد بعض الشيء ويصوّت لحزب الشعوب الديموقراطي بهدف إسقاط حزب العدالة والتنمية من الحكم.

الذين يريدون تدمير تركيا وإيقاف عجلة تقدّمها نسووا حقيقة الانتخاب المباشر لرئيس الدولة، الانتخاب المباشر للرئيس ليس فقط أمر سياسي أو تاريخي ولكن أيضاً اجتماعي في نفس الوقت، أنه ليس نظام دستوري ولكن نظام حاكم للشارع أيضا.

أريد أن أُذكّر من يريدون إنزال أردوغان عن كرسي الرئاسة بحجة عدم قانونيته، بأن هناك إرادة شعبية قوية ترفض نشركم للفتن والكره احذرو منها. حاولوا بقدر ماتستطيعون نشر الفتن والكره لن تنجحوا أبداً لأننا عندنا إرادة شعبية قوية ستحاول على موازاتكم ومقاومتكم بنشر المحبة.

هذه الفتن ستستمر بالانتشار بعد كل انتخابات برلمانية، إن الحل الأمثل لتركيا ووضعها الغامض الآن هو النظام الرئاسي، وحتى بعد الانتخابات التي لم تعط أردوغان النسبة التي يريدها لتحويل نظام البلاد لنظام رئاسي إلا أنه مازال يحاول جاهدا تقريب بعض الشخصيات من الأحزاب البرلمانية الأخرى لكسب أصواتهم وجعلهم يقبلون النظام الرئاسي هذا ماسيحدث في الأيام القادمة "باعتقادي".

(عن صحيفة "صباح" التركية، ترجمة وإعداد تركيا بوست، خاص لـ"عربي21")
الأكثر قراءة اليوم
الأكثر قراءة في أسبوع