تورد صحف تركية موالية للحكومة التركية في عددها الصادر صباح الجمعة، بأن الإعلام المعارض، يحاول جعل حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي يي دي)، الذي بسط سيطرته على مدينة تل الأبيض، على الحدود التركية السورية، بطلا ثوريا، وفي حين يتغاضى عن الأعداد الهائلة للمواطنين العرب والتركمان المهجرين قصراً من تلك المناطق.
يأتي هذا في وقت لا يزال فيه المشهد التركي غامضا في ظل نقاشات تبحث وتحلل عن شكل ومستقبل الحكومة التركية القادمة، ويشير كتاب الصحف إلى أنه "ليس من الخير لتركيا، في الفترة الحالية، بأن تكون هناك فرصة لحزب واحد ليحكم بمفرده".
إعلام المعارضة التركية يدعم تأسيس "الدولة الكردية" بسوريا
تورد صحيفة "أكشام" في خبر لها بأن صحيفة "حريت" التركية المعارضة، تعمل لفترة طويلة، بصب الكثير من أشكال المدح والتصويب لحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي (بي يي دي)، الذي بسط سيطرته على مدينة تل الأبيض، على الحدود التركية السورية، بدعم التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وبذلك تنقل "حريت" الدعاية السياسية الخاصة بالبي يي دي والمُنظمة لأمريكا من تركيا.
وتفيد الصحيفة بأنه بدأت بالفعل إجراءات تأسيس "الدولة الكردية" التي تريد الولايات المتحدة تأسيسها في شمال سوريا؛ حيث قام الـ"بي يي دي"، المدعوم من التحالف الدولي، بالسيطرة على تل الأبيض وتوحيد مدينة الجزيرة وكوباني وعفرين تحت قيادته.
وتشير "أكشام" إلى أن الإعلام المعارض، يحاول جعل الـ"بي يي دي" بطلا ثوريا، "في الأيام الأخيرة أصبحت هناك حملات سياسية كثيرة تجعل من حزب "بي يي دي "حزبا بطلا وثوريا قويا، وفي حين تتغاضى جريدة حريت عن الأعداد الهائلة للمواطنين العرب والتركمان المهجرين قصراً، تحاول نقل الدعاية السياسية المُبجلة لحزب "بي يي دي" إلى تركيا".
وتلفت الصحيفة بأنه وعلى الرغم من القلق الكبير الذي أصاب تركيا الفترة الأخيرة خوفاً من تأسيس دولة كردية في الشمال، وبدلاً أن تقف جريدة حريت بجانب دولتها ووطنها تقف ضده وضد مصالحه.
وتورد الصحيفة بأن رئيس الجمهورية التركية "رجب طيب
أردوغان" قد تحدث عن التطورات الأخيرة في سوريا، موضحاً بأن" هناك خطة تستهدف تفريغ شمال سوريا من المواطنين العرب والتركمان، لغاية الآن تم طرد 15 ألف شخص تركماني وعربي من شمال سوريا، وبعد طرد هؤلاء الناس قصراً تحل محلهم قوات "بي يي دي" و "بي كا كا"، هذه التطورات لا تبشر بالخير إطلاقاً، لأن هذا يعني تشُكل قوة هيكلية تهدد حدودنا وأمننا القومي، يجب على الجميع تفهم حساسيتنا تجاه الموضوع".
الحكومة الائتلافية في تركيا.. يجب أن تنجح؟
يلفت الكاتب علي بيرام أوغلو، في مقال له بصحيفة "يني شفق" إلى أنه "يُقال بأن الهدف الأساسي لداود أوغلو في الفترة الحالية هو تأسيس حكومة ائتلافية، وأنا أيضاً اختار خيار الحكومة الائتلافية لأنه الأصوب في الفترة الحالية".
ويقول الكاتب "إذا نظرنا للوضع من ناحية الاستقرار السياسي وإذا لفتنا الانتباه لثقافة التصالح والتوافق "الناقصة" في تركيا، نرى بأنه لا بد من حكم الحزب الواحد في تركيا، ولكن ليس من المضمون أبداً صدور نتائج تسمح لحكم الحزب الواحد إذا جرت انتخابات مبكرة".
ويشير الكاتب، بأنه وعلى صعيد آخر فإنه ليس من الخير لتركيا، في الفترة الحالية، بأن تكون هناك فرصة لحزب واحد ليحكم بمفرده؛ وذلك لأنه كما رأينا الفوز المتسلسل يزيد من ثقة الحزب السياسي ويجعله يغفل عن مشاكل البلاد السياسية والاقتصادية الحقيقية، هذا هو الأمر الذي جعل حزب العدالة والتنمية يخسر الكثير من أصواته.
ويشير الكاتب إلى أن شروط الحكومة الائتلافية ليست سهلة أبداً، هناك من يطلب أن يكون نظام رئاسة وزراء تناوبي، وهناك من يرفض وهناك من لا يقبل الآخر بدعوى تناقض الأخر مع مبادئه، مثل ما يحدث الآن بين حزبي الحركة القومية والشعوب الديمقراطية.
ويقول الكاتب إنه على الرغم من هذا كله، مازالت مباحثات الحكومة الائتلافية ومحاولات تأسيسها جارية وهناك إمكانية لنجاحها، وكما أسلفت؛ يجب أن تنجح لتعلم جميع الأحزاب نقاط نقصها.
ويتساءل الكاتب عن الحكومة الائتلافية وكيف يمكن أن تكون؟ أو كيف يجب أن تكون؟ ويقول إن أي حكومة لا تضم حزب العدالة والتنمية ليست ناجحة وفشلها محتوم، كما أن تحالف الأحزاب السياسية المعارضة الأخرى يبدو أمرا صعبا جداً، وذلك لرفض حزب الحركة القومية الصريح لمسألة المشكلة الكردية، الحكومة الائتلافية المكونة من أحزب المعارضة، دون حزب العدالة والتنمية، سيكون هدفها الرئيسي إعادة الحساب مع حزب العدالة والتنمية ومع الرئيس رجب طيب أردوغان، وهذا ما سيعطي تركيا عدم استقرار وأزمات غير محمودة العواقب. ولكن في الوضع الحالي يبدو أنه من المستحيل تأسيس حكومة ائتلافية بين أحزاب المعارضة.
ويرى الكاتب بأن تحالف حزب العدالة والتنمية وحزب الشعب الجمهوري بالطبع ممكن جداً، من ناحية أيديولوجية يُعتبر هذان الحزبان أقرب الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، حتى لو حدث اختلاف بينهم في موضوع النظام الرئاسي، إلا أن توافقهم من ناحية أيديولوجية، فهما حزبان موجودان في الجناح اليميني للسياسة التركية، ممكن جداً.
لكن، هل سيوافق حزب الحركة القومية على استمرار "عملية السلام" العملية التي يدعي حزب العدالة والتنمية عدم إمكانية التراجع عنها مهما كلف الأمر؟
وأما الاحتمال الأخير، بحسب ما يراه الكاتب، على رغم جميع الصعوبات تحالف حزبي العدالة والتنمية والشعب الجمهوري، فمن الواضح جداً بأن هذا النوع من التحالف سيُدعم من الساحة الدولية ورجال الأعمال الأتراك والمجتمع التركي، هذا التحالف يمكن أن يكون إشارة كبيرة لسياسة التوافق في تركيا وذلك للاختلاف الأيديولوجي العميق بين الحزبين، ويمكن لهذا التحالف الاستمرار في عملية السلام وتغيير الدستور وإصلاح القضاء واستمرار عملية تنظيف الدولة من "الكيان الموازي".
قرض روسي لمطار اسطنبول الثالث
أفادت صحيفة "صباح" في خبر لها بأنه بعد عدة مقابلات رفيعة المستوى بين تركيا وروسيا، استعد أكبر بنك في روسيا "سبار بنك" بتقديم 500 مليون يورو كدعم قرضي للمطار الثالث الضخم في اسطنبول، ويأتي هذا القرض بعد "ثقة" روسيا وبنكها بتركيا ومشاريعها الاستثمارية. وسيتم نقل هذا القرض بواسطة "دانيز بنك" التركي.
وتفيد الصحيفة بأن البنكان "سبار بنك" الروسي و"دانيز بنك" التركي اتفقا على أن تكون مدة القرض 16 سنة، وسيخصص قسم كبير من القرض في العملية الإنشائية للمطار.
وتعقيباً على القرض الداعم للمطار الثالث في اسطنبول، تنقل الصحيفة عن مساعد رئيس الإدارة العامة لسبار بنك سارجاي غوركوف، قوله: "نحن فخورون جداً بأن أصبح لنا حظ في المشاركة في دفع العجلة الاستثمارية في تركيا، وسنستمر في الدعم إن احتاج الأمر لذلك".
يذكر أن المطار الثالث في اسطنبول سيكون أكبر المطارات في العالم، وسيصبح نقطة وصل رئيسية بين قارات العالم القديم (أوروبا، آسيا، إفريقيا).