تحل على
مصر الثلاثاء المقبل الذكرى الثالثة لمظاهرات "
30 يونيو" التي مهدت لانقلاب 3 تموز/ يوليو 2013، واتخذها الجيش ذريعة للإطاحة بحكم أول رئيس مدني منتخب، محمد مرسي، وسط أجواء من التوتر المتصاعد.
واستعد طرفا الصراع في البلاد لإحياء هذه الذكرى، كل على طريقته، حيث أكد مناهضو الانقلاب تنظيم فعاليات احتجاجية في كل المحافظات. في المقابل توعد النظام الحاكم بقمع أي تحرك معارض له بعنف شديد.
وبدأت قوات من الجيش والشرطة انتشارها لتأمين المنشآت الحيوية، وإقامة حواجز التفتيش والأكمنة الثابتة والمتحركة.
ناشطون: لا تراجع
أكدت حركات شبابية على إصراراها تنظيم مسيرات ووقفات احتجاجية في هذا اليوم، غير عابئة بالوجود الأمني، وأصدرت روابط الأولتراس والحركات الداعمة للرئيس مرسي، بيانات توعدت قوات الأمن بـ"مفاجآت نوعية".
وكانت حركة تطلق على تفسها اسم "حرس الثورة" قد أعلنت في بيان لها منذ يومين تنفيذ خطة تبدأ من يوم 28 حزيران/ يونيو وحتى نهاية شهر رمضان، ردا على حملة الاعتقالات التي طالت مناهضي الانقلاب.
وأكدت حركة "شباب ضد الانقلاب" استعدادها للتظاهر داخل الميادين الرئيسية، وفي مقدمتها التحرير ورابعة والنهضة، رغم الوجود الأمني المكثف المتوقع داخلها، وأشارت إلى تعاون ميداني وتنسيق بينها وبين باقي الحركات المعارضة.
ومهدت هذه الحركات لفعاليات "30 يونيو" بلافتات وكتابات انتشرت في عدد من المحافظات تدعو المصريين للتظاهر، في "نكسة 30 يونيو"، ونشرت ملصقات ضخمة تحمل صورة قائد الانقلاب عبد الفتاح السيسي، وتحتها كلمة "الخازوق"، في إشارة إلى أن من أيدوا 30 يونيو تعرضوا لخديعة كبرى، ولم يشعروا بأي تحسن بعد مرور عامين من الانقلاب.
وأعلن التحالف الوطني لدعم الشرعية، تدشين موجة ثورية جديدة بعنوان "النصر والقصاص"، تستمر حتى الجمعة المقبل، الذي يوافق الذكرى الثالثة للانقلاب في الثالث من يوليو".
ودعا التحالف في بيان وصل "
عربي21" نسخة منه "الشرفاء الأحرار في
الجيش المصري إلى الانضمام إلى ثورة الشعب، للتخلص من العصابة الغاصبة التي ورّطتهم في أحلامها وشهواتها"، في إشارة إلى المجلس العسكري، مضيفا: "صمتكم لا يكفي، بل واجبكم هو التحرك لرفع الظلم عن شعبكم، ووطنكم، وإعادة الهيبة والاحترام لجيشكم".
الداخلية تشارك بـ190 ألف شرطي
في المقابل، أعلنت وزارة الداخلية حالة الطوارئ في صفوف رجالها تحسبا للفعاليات المتوقعة الثلاثاء، وأكدت مشاركة بـ 190 ألفا من عناصرها، يشملون 180 تشكيل أمن مركزي، و120 تشكيلا احتياطيا و500 مجموعة قتالية، ومجموعات من العمليات الخاصة والتدخل السريع.
وقالت الوزارة في بيان لها، الاثنين، تلقت "
عربي21" نسخة منه، إنها ستدفع بتشكيلات قتالية وقوات إضافية لتأمين الشوارع والطرق الرئيسية والميادين الكبرى، والمنشآت الحيوية، بالتعاون مع القوات المسلحة.
وهددت الوزارة بالرد بقوة على أي محاولة لاقتحام الميادين أو الخروج في تظاهرات غير مرخصة مسبقا من الأجهزة الأمنية، تطبيقا لقانون التظاهر، مشددة على أن القوات لديها تصريح بإطلاق الرصاص الحي على كل من يحاول إشاعة الفوضى أو ارتكاب أعمال عنف.
وعقد وزير الداخلية، اللواء مجدي عبد الغفار، اجتماعات مكثفة مع مساعديه لمراجعة الخطط الأمنية، للتصدي للتظاهرات المتوقعة في ذكرى 30 يونيو.
الجيش يهدد بسيطرة حديدية
وأعلنت القوات المسلحة وضع خطة لتأمين البلاد في ذكرى "30 يونيو"، أطلقت عليها اسم "القبضة الحديدية"، سيشارك فيها 120 ألف عنصر من القوات المسلحة.
وقالت صحيفة "الوطن" إن أجهزة الأمن رصدت ستة "مخططات إرهابية"، تسعى الجماعات المتشددة لتنفيذها بالتزامن مع ذكرى 30 يونيو، مشيرة إلى أن خطة تأمين الجيش تركز على فرض السيطرة على شبه جزيرة سيناء، حيث تتعاون فيها قوات الجيشين الثاني والثالث الميداني مع وزارة الداخلية.
ومن المتوقع أن تنشر القوات المسلحة عشرات الأكمنة الثابتة والمتحركة ودوريات التأمين، كما سيتم تشديد الحراسة على المجرى الملاحي لقناة السويس، بمشاركة القوات الجوية.
ونقلت عن مصادر عسكرية تأكيدها على تكثيف الجيش والشرطة من تأمينها لحدود مصر الغربية مع ليبيا والجنوبية مع السودان، حيث تم الدفع بقوات إضافية من حرس الحدود والعمليات الخاصة.