أصدر تنظيم
القاعدة تسجيلاً مصوراً جديداً دعا فيه أتباعه في
باكستان إلى البدء بالقتال، مستعرضاً فيه العمليات العسكرية التي يقوم بها الجيش الباكستاني، والتي تستهدف مواقع الإسلاميين في البلاد، ومن بينها عملية تدمير واحدة من مدارس تعليم القرآن الكريم، إضافة إلى عمليات القصف التي تستهدف مواقع الإسلاميين وتودي بحياة العشرات منهم بين الحين والآخر.
وأطلقت مؤسسة "السحاب" التابعة لتنظيم القاعدة على الفيلم الذي أنتجته اسم (بدأ القتال)، وهو فيلم مدته ساعة وربع باللغة الأوردية (اللغة المحلية في باكستان)، إضافة إلى ترجمة بالإنجليزية، حيث يتضمن الفيلم كلمات عدد من شيوخ تنظيم القاعدة، ومن بينهم الشيخ أحمد فاروق، كما يضم الفيلم خطابين أحدهما لزعيم التنظيم الدكتور أيمن
الظواهري، أما الآخر فهو خطاب قديم مسجل لأبي مصعب الزرقاوي الذي قضى في غارة جوية أمريكية على العراق قبل عدة سنوات.
ويبدو أن تنظيم القاعدة يحاول عبر فيلم (بدأ القتال) السير على منهج تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام في مجال الإصدارات المرئية المؤثرة، التي حقق فيها نجاحا واسعا واستفاد خلال الفترة الماضية إعلاميا منها، حيث يتضمن الفيلم الجديد تصويرا عالي الجودة وعمليات مونتاج تمت بعناية فائقة، إضافة إلى إخراج محترف ومؤثرات صوتية مدروسة بعناية.
ويقول الظواهري في كلمته عبر الفيلم إن "طريق الجهاد يتضمن ابتلاء ومصائب وجهادا مستمرا، واستغفارا ودعاء، ثم عز الدنيا وثواب الآخرة"، مؤكدا أن "الدعوة مستمرة وممتدة لا تتوقف بفقد قائد ولا موت زعيم، ولا تنكص لقلة أو هزيمة، بل تتجاوز كل ذلك وتخرج من محنتها بهمة أكبر وعزيمة أقوى".
أما الزرقاوي فيقول في الكلمة إن "من جرد نفسه لحمل كلمة لا إله الا الله ونشرها في الأرض، عليه أن يدفع تكاليف هذا التشريف من تعب ونصب وبلاء، فأين أنت؟".
ويتضمن الفيلم الجديد كلمة أرشيفية أيضاً لزعيم تنظيم القاعدة الشيخ أسامة
بن لادن يقول فيها، إن "الطريق مفروش بالأشلاء مروي بالدماء محفوف بالبلاء، ومن أراد أن يسلك هذا الطريق فليتوقع المصائب من كل جانب، من الصديق والعدو، من البعيد والقريب، وابتلاءات وفتن تواجهك على الطريق ولكن ما دمت تعرف هدفك والطريق واضح بين ناظريك، فواصل الطريق مهما كان الأمر ولو سلكت وحدك، ولا يثبت على هذا الطريق إلا الذين أهلهم رب العالمين لجنته، فأعدوا لهذا الأمر عدته واتخذوا له أهبته، فالطريق طويل، والزاد قليل، والحمل ثقيل، والأمانة غالية، والتبعة ثقيلة، ولكن الأجر الذي ينتظر عظيم".