وجه قائد ميداني في مليشيات الحوثي مذكرة استغاثة إلى ما تسمى اللجنة الثورية العليا لجماعة الحوثي، ورئيسها محمد علي الحوثي، كشف فيها عن الخسائر التي تكبدتها المليشيات، بسبب عمليات المقاومة، وما وصلوا إليه من فشل في إدارة المحافظة، والرفض الشعبي الذي تواجهه.
وكشفت المذكرة المسربة، التي حصل "
عربي21" على نسخة منها، المرسلة من مشرف مليشيات الحوثي في مدينة ذمار، أبو علي الطاووس، في 2 حزيران/ يونيو الجاري، أن عمليات المقاومة الشعبية قد خرجت عن السيطرة، موضحا أن 26 مسلحا حوثيا قتلوا، وأصيب 37 آخرون، إصابة بعضهم خطيرة، في كمائن للمقاومة الشعبية الذين أطلقت عليهم الوثيقة اسم "التكفيريين"، موضحا أنهم "تستروا على الموضوع وتم إبلاغ أهالي الضحايا أنهم سقطوا في جبهات القتال بتعز وعدن والضالع".
وتشكل هذه العمليات ضربة موجعة للحوثيين، الذين ينظرون إليها بوصفها أحد معاقلهم فيما يُعرف بجغرافيا المذهب الزيدي، إذ إنها تسمى لديهم " كرسي الزيدي"، ويعتبرونها مخزونا بشريا لرفدهم بالمقاتلين وإرسالهم إلى جبهات القتال المتوزعة على أكثر من محافظة.
كما تكتسب ذمار أهمية استراتيجية باعتبارها حلقة وصل بين محافظات صنعاء شمالا والبيضاء شرقا وإب جنوبا، ومن الغرب محافظتا ريمة والحديدة، ولهذا يستخدمها الحوثيون منطلقا لدعم جبهاتهم بالمقاتلين والسلاح، وتقوم بها المقاومة الشعبية بعمليات نوعية مستهدفة، لصعوبة خوضها معارك ميدانية في ظل هذه الظروف.
سخط شعبي
واعترف مشرف الحوثيين بذمار بأنهم يواجهون سخطا شعبيا بسبب الأوضاع المعيشية، وسوء توزيع المشتقات
النفطية والغاز المنزلي، رغم توفرها، بسبب جشع مندوبي المليشيا ممن أسماهم "هاشمييي ذمار" و"مرتزقة حزب المؤتمر"، الذين تحولوا إلى تجار سوق سوداء، على حد توصيفه.
وأوضحت المذكرة أن نشاط المقاومة في الآونة الأخيرة تسبب خلق في حالة ذعر لدى أفراد المليشيا، وتسبب في فرار المئات منهم، مقترحا أن يتم تعويضهم من السجناء الذين يتم إطلاقهم من السجون، مطالبا "مجددا" بإرسال تعزيزات عسكرية محترفة لمواجهة المقاومة الشعبية، التي قال إنها أصبحت تشكل قلقا مخيفا لأنصار الحوثي في ذمار.
وشكا الطاووس من أن هاشميي ذمار يتهربون من إحضار أولادهم للتجنيد، بعد الخسائر البشرية في جبهات القتال، كاشفا عن أرقام كبيرة لعدد الضحايا الحوثيين، حيث بلغوا أكثر من 480 قتيلا، خصوصا من مناطق آنس، وقال إنهم اضطروا إلى فرض مبالغ مالية على كل أسرة ترفض تجنيد ابنها، ليتم تجنيد بديل عنه من "العامة".
وأشار الى تراجع من قبل المؤتمريين في تأييد مليشيات الحوثي، داعيا أن يتم معالجة ذلك بدعم قيادة المحافظة ماليا، ليبذلوا جهودا حثيثة لتماسك المؤتمريين. معتبرا أن الخطر الكبير على مسيرة الحوثيين الثورية هي من الإصلاحيين، كونهم يمثلون قوة كبيرة في المحافظة، وأن "بقية الأحزاب -بما فيها المؤتمر- في الجيب"، على حد تعبيره.
يذكر أنه خلال شهر أيار/ مايو الماضي فقط تجاوز عدد العمليات العسكرية التي استهدفت الحوثيين ثلاثين عملية، توزعت على الكمائن التي استهدفت تعزيزات عسكرية، والهجمات على مقرات ومنازل قيادات الحوثيين ونقاط التفتيش والدوريات، وفقا لمصدر في المقاومة.