طالب كاتب عراقي حكومة بلاده بوضع كل من نائب الرئيس
العراقي نوري المالكي والنائبة العراقية عالية نصيف في مصحة للأمراض العقلية، ليرتاح العراقيون من "تصريحاتهما الفارغة" التي تحبط جهود الحكومة العراقية بتحسين وضعها الداخلي والخارجي، على حد وصفه.
وهاجم الكاتب الصحفي أنس الشيخ مظهر، في مقالة نشرتها شبكة "رووداو" الكردية، نوري المالكي واصفا إياه بـ"مختار العصر"، بعد تهجمه على
السعودية مؤخرا ومطالبته بوضعها تحت الوصاية الدولية، ووصف النائبة العراقية في كتلة المالكي عالية نصيف بـ"قارورة العراق"، متهكما عليها بعد تهجمها على قطر لأن وزير خارجيتها زار إقليم كردستان دون أن يمر ببغداد.
وقال مظهر في مقاله: "من المخجل الانتماء إلى دولة يقودها جوقة من سياسيي الصدفة ممن ملأوا الدنيا زعيقا وضجيجا، أتخموا العراق بمشاكل مستعصية بجهلهم الفطري بكل ما يتعلق بالسياسة. ويظهر أن من الشروط الواجب توفرها عند الشخص ليتحول إلى (سياسي) لامع في بغداد هو أن يكون كثير الظهور في الفضائيات يصرح بما شاء من ترهات وإن كانت مضحكة".
وأكد الكاتب أن النائبة العراقية عالية ناصيف تفتي في قضايا لا تفهم منها شيئا في إشارة منه لـ"تصريحاتها النارية التهجمية ضد قطر"، منوها إلى أن تصريحات كل من المالكي وناصيف ضد السعودية وقطر مخجلة وتعبر عن سطحية في التفكير وفقر في المنطق.
وتابع بالقول: "يبدو أن المالكي وبسبب سطحية التفكير التي يعاني منها يتصور أن وجود سعوديين ضمن هذه التنظيمات الإرهابية يكفي لاتهام الحكومة السعودية بدعمها، وإن لم تكن تدعمها فطالما قد فشلت في القضاء على هذه الجماعات، فهذا مدعاة للمطالبة بوضع المملكة تحت الوصاية الدولية. بما أن مختار العصر والزمان يفكر بهذه الطريقة فدعونا ننزل لمستوى تفكيره ونقول له: إذن، فيجب على المجتمع الدولي وضع العراق أولا تحت الوصاية الدولية لنفس الأسباب التي ذكرها، فأبو بكر البغدادي هو من أب وأم عراقيين وإن كبار قادة ومسؤولي داعش في العراق وسوريا هم عراقيون، وقد فشل العراق طيلة أحد عشر عاما في القضاء عليها".
ووجه مظهر تساؤلا استنكاريا للمالكي: "من الذي يرعى الإرهاب أكثر، هل هي دولة تصرف الملايين شهريا للقضاء على الإرهاب كما تفعل السعودية، وألقت القبض على الكثيرين منهم كما حصل قبل أيام حينما ألقت القبض على أكثر من أربعمئة إرهابي، أم دولة تعطي أسلحتها الثقيلة إلى الإرهاب وتسلمها إليه مجانا في انسحابات مشبوهة لجيشها؟ وإن كانت الأمور تقاس بهذا الشكل السطحي فماذا نقول عن دولة تسحب جيشها أمام بضع عشرات من الإرهابيين وتسلمهم مدنا بكاملها يرتعون فيها ويمرحون ولا يزالون؟ وهل يمكن على هذا الأساس اعتبار المالكي هو الراعي الأول للإرهاب في المنطقة، حيث إنه حصل هذا كله أيام حكمه؟ ماذا نقول عن دولة تفشل في حماية سجونها ليهرب منها آلاف الإرهابيين في مسرحيات هزيلة مفضوحة كما حصل أيام حكم المالكي نفسه للعراق؟".
واستدرك الكاتب بالقول: "إن كانت السعودية وحسب وصف المالكي تحتاج وصاية دولية، فماذا نقول عن العراق الذي تحول ربع سكانه إلى إرهابيين (بحسب وصفه هو للسنة العرب) أيام حكمه البائس؟ ماذا نقول عن دولة اقتطعت 142 مليار دولار من قوت شعبها لتصرفها على صفقات أسلحة وهمية؟ ماذا نقول عن دولة فيها عدد الفضائيين أكثر من عدد الجنود الحقيقيين في الجيش؟ ماذا نقول عن دولة لا تمتلك ما يمكن تسميته بجيش منظم؟ ماذا نفعل بدولة تعتبر أقل الدول أمنا، وأكثر الدول فقرا، وأكثرها تخلفا، وأقل الدول سيادة، وأكثرها مشاكل؟ دولة وصل فيها عدد النازحين إلى ثلاثة ملايين نازح.. ماذا يمكن أن يفعل بها سوى وضعها تحت الوصاية الدولية؟ دولة فشلت منذ الألفين وثلاثة وليومنا هذا في أن يمر يوم واحد (واحد فقط) دون حدوث عملية تفجير أو تفخيخ أو قتل في مدنه؟".
وختم الكاتب مقاله بالقول: "كم كنت أتمنى أن يتجرأ المالكي ويقول للعراقيين ما الذي حققه للعراق طوال سنين حكمه، سوى الهوان والضعف وفقدان الهوية الوطنية وبث روح الكراهية بين أبناء الدولة الواحدة؟ ماذا حقق هذا الدعي للعراق كي يخرج وبكل صلافة على شاشات التلفزيون ويتحدث عن دول أخرى ويسيء لعلاقة العراق معها؟ إلى متى يبقى هؤلاء المهرجون ممسكين بمصير الشعب العراقي المسكين؟".