كشف مسؤول كبير في الخارجية
الإيرانية، أن إيران تعد مقترحات لحل الأزمة السورية، وأنها تعد مبادرات لإعادة العلاقات بينها وبين دول المنطقة، خاصة
السعودية، إلى مجاريها الطبيعية، وفق ما نقله موقع قناة العالم الإيرانية.
وحول تطورات الملف السوري، قال مساعد الخارجية الإيرانية، حسين أمير عبد اللهيان، في مقابلة مع قناة العالم الإيرانية، إن إيران وضعت مقترحا لحل الأزمة السورية، ضمن مبادرتها لتحسين العلاقة مع دول المنطقة.
وأوضح أن المقترح الإيراني لحل الأزمة السورية يتضمن أربعة بنود، وضعها وزير الخارجية الإيراني، جواد ظريف، "وهو من أفضل المقترحات، وأكثرها جدية وواقعية"، بحسب أمير عبد اللهيان.
وبيّن أنه قد تم تبنيه من قبل
الأمم المتحدة وأطرف دولية أخرى، مشيرا إلى أن إيران ستناقش هذا المقترح خلال زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم، والمبعوث الروسي بوغدانوف لطهران.
وأضاف: "أعلنا وجهة نظرنا بصراحة إلى المبعوث الأممي حيال المقترحات، ومن المقرر أن تعقد غدا جلسة في الدوحة على مستوى وزراء الخارجية بمشاركة وزير الخارجية الروسي"، لمناقشة الاقتراحات.
وقال إن إيران ستقوم بمناقشة اقتراحاتها مع الجانب الروسي، خلال لقاء مع ممثل الرئيس بوتين الخاص في الشرق الأوسط، بوغدانوف، الذي سيزور طهران نهاية الأسبوع ليلتقي الوزير ظريف.
وحول هذه المبادرة، قال مساعد الخارجية الإيرانية، إن الحكومة الإيرانية تعد مبادرات على مستوى المنطقة، تشمل تقوية العلاقات بشكل شامل بينها وبين دول المنطقة، ابتداء من قضايا البيئة وحتى أعلى مستويات القضايا السياسية والأمنية.
وقال إن هناك فرصة سانحة الآن أمام الدول الإقليمية للخروج من الأزمات التي تشهدها المنطقة.
وأوضح أن ما سيساعد بخصوص المقترح الإيراني، أن هناك تحولا استراتيجيا في نظرة اللاعبين الإقليميين حيال
سوريا.
وقال إن إيران كان لها مناقشات جيدة مع المبعوث الأممي ستيفان ديمستورا، وأن له مقترحات سيقدمها قريبا إلى مجلس الأمن الدولي لمناقشتها.
وشدد أمير عبد اللهيان على تطابق سياسة إيران وروسيا حيال سوريا، مضيفا أن لطهران وموسكو وجهة نظر مشتركة حيال المستقبل السياسي لسوريا، وحق الشعب السوري في تقرير مصيره بنفسه.
العلاقة مع السعودية
قال مسؤول إيراني نقل عنه الموقع ذاته، لم يسمه، أن الاتفاق النووي الأخير مثّل "سابقة" للمفاوضات الدبلوماسية في حل القضايا والمشاكل المعقدة على كل المستويات، مؤكدا استعداد إيران للتعاون مع السعودية لحل أزمات المنطقة، خاصة اليمن وسوريا ولبنان وغيرها.
ودعا الرياض إلى وقف ما أسماه "العدوان على اليمن"، وإنهاء "الحصار" على هذا البلد، ودعم الحلول السياسية.
وأوضح بحسب الموقع أن أجندة وزارة الخارجية الإيرانية خلال المفاوضات لم تتضمن قضايا المنطقة وأنها شملت القضايا النووية فقط، وذلك انطلاقا من أن إيران تعتقد بأن قضايا المنطقة تعني دول المنطقة فقط، على حد قوله.
وحول العلاقة مع السعودية، قال أمير عبد اللهيان: "نعتقد أن العلاقات بين طهران والرياض يجب أن تعود إلى مجاريها الطبيعية، وأن تكون على مستوى مقبول، رغم رفضنا الخطأ السعودي بالحرب على اليمن".
وتابع: "نحن نرى أن استخدام السعودية القوة لحل قضايا المنطقة خاصة في اليمن يمثل خطأ استراتيجيا، ونرفض هذا التوجه من قبل الرياض، لكن يجب أن تعود العلاقات إلى مجاريها".
وأشار إلى لقائه الجبير على هامش اجتماع دول منظمة التعاون الإسلامي في جدة، والاستماع إلى حديث صريح وشفاف منه، والرد عليه بالصراحة والشفافية ذاتها.
وأوضح أنهما بحثا "ضرورة بدء حوار صريح وبناء وفاعل بين إيران والسعودية، من أجل استخدام كل الإمكانات المتاحة لديهما لمواجهة التشدد والإرهاب، وإيجاد منطقة آمنة ومستقرة".
وذهب إلى أن إيران مستعدة لخطوات بناءة مع السعودية.
وأكد استعداد طهران لاتخاذ خطوات جادة وبناءة إذا ما لمست من السعودية جدية، وشهدت دورا بناء، داعيا السعودية إلى الابتعاد عن الحرب، والتوجه إلى الحلول السياسية لقضايا المنطقة.