قال الداعية الكويتي
علي العرجاني "أبو حسن الكويتي" الشرعي البارز في تنظيم
جبهة النصرة، إن استعانة الفصائل السورية بتركيا لقتال
تنظيم الدولة، لا يدخل في باب "تولي الكفار ومظاهرتهم على المسلمين الذي يخرج من الملة".
وقال العرجاني في سلسلة تغريدات له عبر حسابه في "تويتر": "تولي الكفار ومظاهرتهم تكون رغبة في ظهور دين الكفار على دين المسلمين وبغض ظهور الإسلام، والغاية منه أن يظهر الكفار على المسلمين وتكون الغلبة والسيادة لهم".
وتابع: "وأما الاستعانة بالكفار تكون لدفع عدو صائل ولو كان مسلما إذا عجز عن دفعه، وهي من مسائل الخلاف بين الفقهاء الغاية منه دفع الصائل للمحافظة على دماء المسلمين وما معهم من الحق".
وأضاف العرجاني: "هنا فرق كبير بين التولي والمظاهرة، وبين الاستعانة، فالأولى إعانة لكي يتغلب الكفر على الإسلام والثانية لحماية الإسلام والمسلمين".
وطرح العرجاني عددا من الأسئلة التي ترددت كثيرا في الآونة الأخيرة، حيث قال: "لماذا كانت مظاهرة المشركين على المسلمين شركا أكبر؟ رغبة في ظهور الكفر على الإسلام وبغضا في ظهور الإسلام".
وأكمل: "هل الفصائل التي تريد التدخل التركي ترغب في ظهور الكفر وتبغض الإسلام؟ الجواب: لا، ولا يوجد شيء ظاهر معلن والشرع أقام الظاهر مقام الباطن عند تعذر معرفته، والظاهر أنهم مسلمون بل مجاهدون ومن زعم خلاف هذا الظاهر فعليه الدليل".
وقال العرجاني إن الفصائل التي ترغب بالتدخل التركي، إنما "ترغب بذلك دفعا للصائل وحماية لأنفسهم وأعراضهم وتقاطع مصالح لحماية جهادهم".
وفي تعريفه لـ"العدو الصائل" في الوقت الحالي، قال العرجاني: "داعش خوارج مارقون عن الإسلام، استحلوا الدم الحرام وقتلوا أهل الإسلام واستهدفوا أهل الجهاد!، وقد صرح عدد من الفضلاء وطلاب العلم في
سوريا بأن هدفهم دفع الصائل، وتقاطع مصالح يرون ناتجها في مصلحة المسلمين".
وبيّن العرجاني أنه "لا يجوز تخوين مؤيدي التدخل التركي"، مضيفا: "طالما المسألة في باب الاستعانة وتقاطع مصالح واستغلال الواقع لمصلحة المسلمين، وليس كما يظنه البعض أنها من التولي والمظاهرة!".
ولم ينكر علي العرجاني أن
تركيا لم تأذن أحدا من السوريين حينما قرّرت دخول أراضيها، مضيفا: "هل استغلال الفرصة لمصلحة المسلمين تعتبر من الكفر؟! وهل استغلال الفرصة والسيطرة على المناطق التي سينسحب منها الدواعش من التولي والمظاهرة؟!".
وختم العرجاني حديثه بالقول: "علينا بالتأني والتأمل وعدم العجلة في إصدار الأحكام وتحقيق المسائل، بدقة مع معرفة الواقع وأحوال الناس فيه".
يشار إلى أن المجلس الإسلامي السوري أفتى بجواز التدخل التركي في سوريا لقتال تنظيم الدولة ووحدات حماية الشعب الكردية "بي كي كي"، حاثّا الفصائل السورية على التعاون مع الجيش التركي.
وكان من أبرز المعارضين للتدخل التركي، منظر التيار الجهادي "أبو محمد المقدسي"، الذي اعتبر أن التدخل هو مظاهرة للكافرين على المسلمين، قائلا إن "الاستعانة بتركيا على داعش كالاستعانة بالكلاب على الذئاب".