اعتقلت قوات الأمن
المصرية بشكل مفاجئ الإعلامي توفيق
عكاشة أحد أهم الأذرع الإعلامية لقائد الإنقلاب عبد الفتاح
السيسي، تنفيذا لحكم بحبسه صدر عام 2012، فى دعوى سب وقذف أقامتها مطلقته.
وسبق اعتقال عكاشة خطوات مماثلة لعدد من الإعلاميين كانوا مقربين من النظام الحاكم، إلا أن السلطات غدرت بهم وعاملتهم بطريقة مهينة في الأيام الأخيرة.
وقال خالد سليمان محامي عكاشة إن الشرطة تعمدت معاملة موكله بشكل غير لائق أمام مدينة الإنتاج الإعلامي، وبعد القبض عليه قيدوه بشكل مهين ونقلوه إلى قسم الشرطة.
وخلال الأسبوع الماضي فقط، تم منع الصحفي عبد الحليم قنديل من السفر على الرغم من حصوله على حكم قضائي برفع اسمه من قوائم الممنوعين من السفر، كما تم مصادرة العدد الأخير من جريدة "صوت الأمة" التي يترأس تحريرها.
كما تم الإعتداء على الصحفي سليمان الحكيم على يد قوات
الجيش وإهانته في حاجز أمني، ما دفعه إلى كتابة مقال أعلن فيه ندمه على دعم النظام الحالي في وجه الإخوان وأنصارهم، كما صرح بنيته الهجرة إلى إسرائيل بحثا عن حياة كريمة.
وقبل أسابيع قليلة، تعرض الإعلامي أحمد موسى للحبس لعدة أيام على ذمة قضية سب وقذف بحق السياسي أسامة الغزالي حرب، إلا أنه تم تبرئته لاحقا، وهو ما اعتبره مراقبون "شدة أذن له".
تصفية حسابات
وكان النائب العام الراحل هشام بركات قد أصدر قرارا بوقف تنفيذ الحكم النهائي بحبس عكاشة، إلا أن الأمور قد تغيرت على ما يبدو، وقلب النظام لعكاشة ظهر المجن.
وفي تفسيره للقرار المفاجئ باعتقال عكاشة، قال عز الأطروش، رئيس تحرير قناة الفراعين، والمقرب من عكاشة، إن إلقاء القبض عليه جاء بسبب الحملة التي شنها عكاشة على وزير الداخلية عبر قناة الفراعين خلال الأيام الماضية.
وأضاف عز، فى تصريحات صحفية، "نحن مندهشون من موقف الداخلية التي ألقت القبض على عكاشة في ذكرى فض
رابعة، باعتباره خطرا على الأمن القومي للبلاد لمجرد انتقاده وزير الداخلية، على الرغم من أن عكاشة هو أول الإعلاميين الذين وقفوا إلى جوار الأجهزة الأمنية منذ ثورة يناير".
من جهتها قالت وزارة الداخلية، إن القبض على توفيق عكاشة تم تنفيذا لأحكام قضائية واجبة النفاذ صدرت بحقه في ثلاث قضايا، صادر فيها حكم بالحبس 6 أشهر، ونفت في بيان لها -تلقت "
عربي 21" نسخة منه- وجود أي تعمد لاستهدافه بشكل شخصي لتصفية الحسابات معه.
وقال اللواء أبو بكر عبد الكريم، مساعد وزير الداخلية للإعلام، إن الإعتقال ليس ردا على الإنتقادات الحادة التي يوجهها عكاشة ضد وزير الداخلية، مشيرا إلى أن القبض عليه تم أثناء مروره على أحد أكمنة الشرطة، ولم يكن هناك تعمد لاستهدافه.
من جانبها، لم تستبعد رضا الكرداوي طليقة توفيق عكاشة -وهي مذيعة سابقة في التلفزيون المصري -أن يكون القبض عليه وراءه دوافع سياسية بعد انتقاده وزير الداخلية في الفترة الأخيرة، خاصة وأنها حصلت من قبل على عدة أحكام ضده ولم تنفذ بسبب نفوذه السياسي.
اعتقال في ذكرى المذبحة
وللمفارقة، فإن اعتقال عكاشة جاء في يوم الذكرى الثانية لمذبحة رابعة، كما أن احتجازه تم في قسم شرطة مدينة نصر الذي يبعد خطوات من ميدان "رابعة"، الذي شهد استشهاد المئات وإصابة الآلاف بتحريض من عكاشة وزملائه الإعلاميين.
وفي سياق ذي صلة، يحتشد أنصار عكاشة لليوم الثاني على التوالي أمام قسم مدينة نصر بقيادة المذيعة حياة الدرديري المقربة من عكاشة، مطالبين بالإفراج عن عكاشة ومرددين هتافات ضد وزير الداخلية.
كما رددوا هتافات تؤكد أن حبس عكاشة شأن سياسي من بينها "يا عكاشة يا بطل سجنك بيحرر وطن"، و "يا عكاشة ياعمهم إوعى يهمك منهم".
وفي تحد صارخ لقانون التظاهر، أعلنت أسرة توفيق عكاشة والعشرات من العاملين بقناة الفراعين وأنصاره، الدخول في اعتصام مفتوح داخل قسم شرطة مدينة نصر وافترشوا الأرض لحين الإفراج عنه.
"تعكشوني ليه؟!"
وأمام قسم الشرطة المحتجز فيه عكاشة، قالت والدته إن الشرطة تنتقم من ابنها رغم مساندته للداخلية طوال السنوات الماضية، مؤكدة أن الإخوان لم ينكلوا بابنها كما فعل وزير الداخلية الحالي.
في هذا الإطار، كتب الصحي "محمد أمين" مقالا في صحيفة "المصري اليوم" بعنوان "تعكشوني ليه؟!" يتساءل فيه حول الأسباب الحقيقية التي دفعت النظام لاعتقال عكاشة.
وقال أمين إن "آخر اثنين يمكن توقيفهما هما توفيق عكاشة وأحمد موسى لأن وراءهما الدولة، يتكلمان باسمها ويسكتان باسمها، إلا أن موسى نفد من أحكام بالحبس، بينما عكاشة تم عكشه (الإمساك به) فجرا.
وتابع "ماذا فعل عكاشة؟ الداخلية قالت إن عليه أحكام منذ أربع سنوات، فمن أيقظ الداخلية الآن؟ هل لأن عكاشة وجه نقدا لاذعا لوزير الداخلية؟ ألم يكن عكاشة أحد رموز ثورة 30 يونيو كما يقول؟ ألم يكن مدعوا في كل مناسبات الدولة تقريبا؟.. جرى إيه؟!.
وتابع "عكاشة عنده حراسة من الداخلية نفسها، كان يمكن أن تقبض عليه وهو رايح القناة الصبح ليعرض مباشرة على النيابة، ولا يبيت في القسم من مساء الخميس إلى السبت، لا أفهم دلالة القبض عليه في ذكرى فض رابعة؟ التوقيت لا يمكن إغفاله بأي حال، فالأمن لا يعمل بطريقة جهجهونية.
وأضاف: "فعلا المتغطي بالدولة عريان، لا تحمي أحدا، تستغل الأوراق بطريقتها، إذا أدت دورها حرقتها، فهل انتهى دور عكاشة للأبد؟! وهل الدور سيأتي على آخرين بعده؟! يقال أن عكاشة تجاوز الخطوط الحمراء ويقال إن حبسه للتهدئة في الفترة القادمة للصلح مع الإخوان!.
واختتم أمين مقاله بالقول "اعكشوه كما شئتم، لكن قولوا لنا الحقيقة وحدها، قدموا مبررات نقبلها، ألستم من كنتم تعطونه المواد التليفزيونية ليبثها؟ ألستم من قمتم بحمايته وتوفير الحراسة الميري له؟ لماذا قررتم أن "تعكشوه" الآن؟!.