تسببت
وشاية صحفية
مصرية موالية لرئيس الانقلاب عبد الفتاح السيسي بزميلها في القبض عليه، بدعوى أنه "إخواني"، في فتح ملف الصحفيين الذين يعملون لحساب الأجهزة الأمنية، المعروفين باسم "الصحفيين الأمنجية" بمصر، والمطالبة بتنقية جداول نقابة الصحفيين منهم.
وأثار موقف مصورة "اليوم السابع"، أماني الأخرس، جدلا واسعا في الوسط الصحفي المصري، بعد أن أبلغت عن زميلها المصور بصحيفة "التحرير"، أحمد رمضان، بتهمة أنه منتم لـ"جماعة الإخوان"، في أثناء حضور جلسة محاكمة الرئيس محمد مرسي، أول أمس الأحد، ما أدى للقبض عليه، ثم إطلاق سراحه لاحقا، وصدور قرار النقابة بمنعها من دخولها.
إعلاميون يعترفون
وأبدى عدد من الصحفيين والإعلاميين المصريين أسفهم للواقعة، واستنكرها مجدي الجلاد، -في برنامجه "هنا العاصمة" على فضائية"CBC" الإثنين- وقال "إن في الجرائد المصرية صحفيين "أمنجية"، يكتبون تقارير عن زملائهم في العمل، والمؤسسات التي يعملون بها، ثم يقدمونها لوزارة الداخلية".
وأضاف الجلاد أنه عندما كان رئيسا لتحرير صحيفتي "المصري اليوم" و"الوطن"، كان يعرف من هم "
الصحفيون الأمنجية"، لكنه كان يتركهم في العمل، لأنه إذا أقالهم سيتم تجنيد صحفي آخر!.
وكشف الإعلامي المصري عن أن "الصحفيين الأمنجية" "تكون لهم مكافآت تصرف لهم، ورحلات حج وغيرها من الامتيازات"، معتبرا ذلك أمرا شائعا منذ الخمسينيات، باعتبار أن كل الجرائد فيها "صحفيون أمنجية".
وقال الصحفي عمرو بدر، إن لفظ "أمنجي" ارتبط للأسف بعدد من الصحفيين المصريين، وهو ما يسيء لمهنة الصحافة، مشيرا إلى أن هناك مساحة كبيرة من التضييق على الصحفيين من قبل وزارة الداخلية، وأنهم لن يحصلوا على حريتهم إلا بوحدتهم، وتكاتفهم.
أساتذة إعلام يؤيدون
واعتبرت ليلى عبد المجيد عميدة كلية الإعلام السابقة، أن منع نقابة الصحفيين "أماني الأخرس" من دخول النقابة نتيجة إبلاغها عن زميلها، واتهامها له بأنه إخواني، "قرار جيد، لأن ذلك هو دور النقابة في معاقبة الصحفيين إذا أخطأوا".
وأضافت أن النقابة قامت بدورها، مشددة على أنه "لا يصح أبدا أن يكون الصحفي مخبرا أمنيا، لأن ذلك ليس من أخلاقيات المهنة، وميثاق الشرف"، مطالبة نقابة الصحفيين بتنقية جداولها باستمرار، من أمثال هؤلاء الصحفيين، حتى تتطهر المهنة.
ومن جانبه، قال الأستاذ بكلية الإعلام بجامعة القاهرة، صفوت العالم، إن "منع النقابة الصحفية بجريدة "اليوم السابع" من دخول النقابة، قرار خاص بالنقابة، ولا يجب التدخل فيه، لأنه حق أصيل لها"،مستنكرا الفعل الذي قامت به الأخرس ضد زميلها.
وشاية غير مسبوقة
وكانت الأجهزة الأمنية احتجزت المصور بجريدة التحرير، أحمد رمضان، أثناء قيامه بعمله في تصوير متهمي قضية "التخابر مع قطر" الأحد، إذ تم اقتياده إلى قسم ثان القاهرة الجديدة بالتجمع الخامس، على خلفية وشاية وبلاغ شفهي من زميلته المصورة الصحفية أماني الأخرس، التي تعمل بـ"اليوم السابع"، واتهامها له بأنه ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين التي حظرها الانقلاب.
وتظاهر عشرات الصحفيين أمام نقابة الصحفيين، احتجاجا على حبس رمضان، وطالبوا بالحرية لكل الصحفيين، فيما صب نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي، والصحفيون بصفة خاصة، نيران غضبهم على الصحفية، ووضعوا وسم " أماني_الأخرس_أمنجية".
وأخلت نيابة القاهرة الجديدة، مساء الإثنين، سبيل رمضان، بكفالة خمسة آلاف جنيه على ذمة التحقيقات، حول اتهامه بالانتماء لجماعة الإخوان المسلمين، وانتحال صفة صحفي.
وبررت نقابة الصحفيين منع أماني الأخرس، من دخول مبنى النقابة، بعدما أصبحت موصومة بلقب "الصحفية الأمنجية".
و"أماني الأخرس" هي مصورة الفيديو الشهير لمحمد مرسي، الذى قيل إنه يشير فيه بعلامة الذبح يوم مقتل الشهيد هشام بركات، كما أنها صاحبة فيديو الشاب الإخواني الذي صفع سيدة أمام محكمة القاهرة الجديدة، بالإضافة إلى تصويرها اقتحام كرداسة، ومن قبلها اعتصام منطقة النهضة، وأحداث الاتحادية، ضد جماعة الإخوان، متحيزة بتصويرها ضد عناصرها.