كاتب لبناني يقارن بين زفة "الأسير" وتجاهل خلية حزب الله بالكويت

أقدم الكاتب اللبناني محمد سعيد الحايك، على عقد مقارنة بين حدثين كبيرين يتعلقان بالشأن اللبناني، كان أحد هذين الحدثين وقع داخل لبنان، أما الثاني فكان خارج الأراضي اللبنانية.

أما الحدث الأول فكان اعتقال الشيخ أحمد الأسير، والحدث الثاني كان الإعلان عن كشف خلية عسكرية تابعة لحزب الله في الكويت.
 
حيث نوه الكاتب الحايك في مقال له على موقع صحيفة "جنوبية" اللبناني أنه بالنسبة للحدث الأول، لم يبق مسؤول سياسي أو إعلامي إلا أدلى بدلوه للحديث عن "الإنجاز" الأمني الهائل، بينما أشار الكاتب إلى أنه "في الحدث الثاني أو الكارثة الكبرى خلية "حزب الله" الإرهابية في الكويت، غاب الجميع عن السمع، متسائلا بناء على ذلك، أيهما أشنع وأبشع جريمة الأسير، أم تفريط الحزب بكرامة وحقوق ومستقبل اللبنانيين في الداخل والخارج ؟! أيهما أقبح وأرذل جريمة الأسير أم مجازر وموبقات الحزب بحق لبنان وعلاقاته بأشقائه العرب؟!.

واعتبر الكاتب أن "المؤسستين الأمنية والإعلامية، بالنسبة لعملية توقيف الأسير، كانتا أقرب إلى مجافاة الوقائع على الأرض، في ظل المبالغات من خلال التضخيم المقصود، وغير المقصود.

ونوه الحايك إلى أن من المبالغات والتضخم المشار إليه سابقا، أن "اعتقال الإمام "الإرهابي" جاء في مقدمات غالبية نشرات الأخبار وعناوين معظم الصحف، ومقالات عشرات المحللين، لا يخرج شئنا أم أبينا عن إطار صفقة لا تخطئها العين بين الأمن العام اللبناني من جهة، وفصيل فلسطيني -قد تُعرف هويته لاحقا- من جهة ثانية".

وتابع الكاتب اللبناني إلى أنه بالعودة إلى السؤال حول ما إذا كان توقيف الأسير الحدث الأمني الأبرز، يمكن الجزم بأن "غبار توقيف الشيخ السنّي "الإرهابي" حجب أضعف الإيمان داخليا حمم زلزال إقليمي ضخم، تمثل في توقيف خلية إرهابية تابعة لـ"حزب الله" في الكويت".

ووجد الكاتب أنه "يحق للمراقب أن يسأل: هل حاولت الحكومة اللبنانية عبر وزارة الخارجية التواصل مع نظيرتها الكويتية للوقوف على ملابسات القضية ؟! وهل أرسلت الحكومة اللبنانية على الأقل كتاب اعتذار للحكومة الكويتية بعد اكتشاف خلية "حزب الله" الإرهابية، في محاولة شكلية لامتصاص الغضب الكويتي على وقع مسلسل الجرائم المتتالية التي يرتكبها الحزب "الإلهي" في أكثر من دولة خليجية وعربية ؟!".

وتابع الحايك تساؤلاته عبر مقاله "ماذا يفعل لبنان إذا بادرت الكويت غدا إلى طرد السفير اللبناني وقطع العلاقات الدبلوماسية مع بيروت؟! ماذا بإمكان لبنان أن يفعل إذا قررت الكويت طرد آلاف اللبنانيين العاملين على أراضيها؟! هل اتصل وزير الداخلية نهاد المشنوق بصديقه وفيق صفا للاستفسار عن القضية، أم إن الاستفسار ممنوع؟!.

ووجه الكاتب استفسارا لجهاز الأمن العام قائلا: هل فكّر الأمن العام أو أي من الأجهزة الأمنية الأخرى التي تتباهى بتوقيف هنا واعتقال هناك، باستدعاء أو الاتصال بأي نائب أو مسؤول في "حزب الله" لسؤاله عن "الجريمة الكويتية" بحق الحزب "المقاوم" و"الممانع"؟! هل فكّر أحد من هؤلاء بزيارة وزير "أصفر" لشرب القهوة والدردشة معه حول هذا الموضوع والاتهامات "الباطلة"؟!

وعاد الكاتب يتساءل "أيهما أكبر جريمة الأسير المُدانة والمستنكرة -بكل تأكيد ودون نقاش- بحق عناصر الجيش اللبناني، أم جريمة الحزب اليومية بحق الشعب والوطن بأسره ؟!، أيهما أشنع وأبشع جريمة الأسير، أم تفريط الحزب بكرامة وحقوق ومستقبل اللبنانيين في الداخل والخارج ؟! أيهما أقبح وأرذل جريمة الأسير أم مجازر وموبقات الحزب بحق لبنان وعلاقاته بأشقائه العرب؟!".

وختم الكاتب الحايك مقاله بمزيد من التساؤلات والمقارنات بقوله: "أيهما أسوأ جريمة الأسير، أم ذبح "حزب الله" المتواصل للسوريين في القصير وحمص وحلب ودوما وداريا ودرعا والغوطة"، معتبرا أنه "بين التطبيل والتهليل الرسمي وغير الرسمي للحدث الأول، والتغاضي والتعامي الرسمي وغير الرسمي عن الحدث الثاني، يبدو لبنان كأنه يرقص بين منطقين أو بوجه أصح يرقص بين عهرين !"، حسب تعبيره.