صعدت قوات
الاحتلال من استهدافها حراس
المسجد الأقصى، والتنكيل بكل من يخطو بقدمه في ساحاته، رجالا ونساء وأطفالا، بهدف الهيمنة على المسجد، وبناء الهيكل المزعوم. بحسب تصريحات بعض الحراس لـ"
عربي21".
وقال الحارس سلمان أبو ميالة (31 عاما)، إنه تعرض وحراس آخرون، لاعتداءات مباشرة من قبل شرطة الاحتلال والمستوطنين، بعد محاولة الحراس إيقاف مستوطن حاول رفع العلم
الإسرائيلي بالقرب من قبة الصخرة المشرفة في آب/ أغسطس الماضي.
وأضاف لـ"
عربي21" أنه وزملاءه "يواجهون الاعتداءات بشكل يومي، وبوتيرة متسارعة"، مبينا أن شرطة الاحتلال دائما تهددهم بالمزيد من الاعتداءات، وتتوعدهم بالإبعاد والاعتقال.
وأكد الحارس أحمد أبو عليا (34 عاما) أنه تلقى تحذيرا "شديد اللهجة" من الاحتلال لثنيه عن التصدي للمستوطنين، وقال لـ"
عربي21": "نحن نعرف أننا سندفع ضريبة حب الأقصى من دمائنا وحرياتنا، ولن يمنعنا ذلك من الاستمرار في حراسة الأقصى، وكف أذى المستوطنين عنه".
مهمة الحراس
وبحسب رئيس قسم الحراسة الصباحية في المسجد الأقصى أشرف أبو رميلة؛ فإن مهمة الحراس، البالغ عددهم 190 حارسا، مراقبة أروقة وأبواب ومحيط الأقصى؛ لصد أي اعتداء يقوم به المستوطنون تجاه المصلين.
وأوضح لـ"
عربي21" أن "يقظة الحراس، وإيمانهم بأنهم خط الدفاع الأول عن الأقصى؛ دفعهم إلى صد العديد من محاولات اقتحام المستوطنين، وإيقاف الكثير من التجاوزات".
ونوه أبو رميلة، إلى أن شرطة الاحتلال تعمد إلى "الاعتداء بالضرب والتنكيل بالحراس أثناء قيامهم بعملهم، وذلك لمنعهم من التدخل أثناء تسهيل اقتحام المستوطنين للأقصى"، مؤكدا أن ذلك "لن يمنعهم من التصدي لمحاولات المستوطنين أداء الطقوس الدينية، أو الاعتداء على المرابطين داخله".
وقال: "تقدمنا بطلب لدائرة الأوقاف الأردنية من أجل سرعة التدخل لحماية الحراس بوصفهم موظفين رسميين لديها، لكننا لم نتلق أي رد حتى الآن".
مسؤول أردني يوضح
بدوره؛ استنكر مدير متابعة شؤون المسجد الأقصى في وزارة الأوقاف الأردنية عبدالله العبادي، ما تقوم به سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق حراس الأقصى، قائلا: "الاعتداء عليهم مرفوض، ونحن نشجبه ونستنكره، وستقوم الدولة الأردنية باتخاذ الإجراءات الممكنة بهذا الخصوص".
وأكد لـ"
عربي21" أن حراس الأقصى "موظفون أردنيون، تابعون للإدارة العامة لأوقاف
القدس، مشددا على أنه "لا يمكن قبول الاعتداء عليهم، أو إرهابهم، أو دعوتهم إلى مراكز أمن الاحتلال؛ لأنهم يقومون بأداء واجبهم".
وأضاف العبادي أن سلطات الاحتلال "البغيض" تريد أن "تؤثر" على عمل هؤلاء الحراس، مؤكدا أنهم "لن يتأثروا، ولن ينال الاحتلال من عزيمتهم".
وحول دور وزارة الأوقاف الأردنية بصفتها المسؤولة عن إدارة الأقصى فيما يحدث بحق الحراس؛ قال: "نحن في وزارة الأوقاف دورنا إداري، وليس لنا أي اتصال مع سلطات الاحتلال، فالاتصال يتم عبر وزارة الخارجية الأردنية". وأضاف: "نحن نكتب لمعالي وزير الخارجية وأجهزة الدولة الأخرى ما يجري في الأقصى، وهي بدورها تقوم بعمل اللازم".
اعتداء على الأردن
من جانبه، كشف الباحث المختص في شؤون القدس، فادي عبد الباري، أن "حملة
الاستهداف التي يشنها الاحتلال بحق عيون الأقصى (الحراس) تأتي في إطار العمل على تغييبهم عن باحاته، في الوقت الذي يحاول فيه خبراء آثار إسرائيليون تغيير بعض المعالم الإسلامية داخله، تمهيدا لوضع معالم يهودية مزيفة تشير إلى هيكلهم المزعوم".
وأضاف لـ"
عربي21": "الاحتلال يريد من الحراس أن يكون دورهم شكليا فقط، دون التدخل في مجريات الأحداث داخل الأقصى"، مشيرا إلى أن الاحتلال فرض عليهم مؤخرا؛ الابتعاد مسافة 15 مترا عن المستوطنين خلال اقتحامهم الأقصى، بالإضافة إلى منعهم من التدخل في حال تم اعتقال أحد المصلين أو المرابطين.
وذهب عبدالباري إلى أن الاعتداء على حراس الأقصى؛ هو "اعتداء على دولة الأردن؛ بما تمثله من حاضنة رسمية للمسجد الأقصى والعاملين فيه"، داعيا الحكومة الأردنية "لأخذ دورها، والعمل على لجم الاحتلال الإسرائيلي الذي يستبيح كل شيء في الأقصى".
وكان الاحتلال قد قرر الاثنين الماضي إبعاد ستة من موظفي الأقصى لمدة شهرين؛ هم: حسام سدر، وبهاء أبو صبيح، وثائر أبو سنينة؛ من لجنة الإعمار، بالإضافة إلى الحراس عرفات نجيب، وفادي عليان، وطارق أبو صبيح.