قال رئيس مجلس الشورى
علي لاريجاني إن
الإيرانيين "لا زالوا متمسكين بمبادرة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، التي تقضي بإجراء استفتاء عام بين كل من يعيش في أرض
فلسطين (سواء من المسلمين أو المسيحيين او اليهود) كي يقرر هؤلاء مصيرهم بأنفسهم".
وأكد لاريجاني في رده على مراسلة محطة "سي إن إن" الأمريكية كريستيان أمانبور، أن "هذا هو الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية ونحن متمسكون به"، مضيفا: "لو أرادت الدول العظمى حل هذه القضية في المنطقة، فما عليها إلا أن تؤمن بآلية ديمقراطية"، بحسب تعبيره.
وشدد لاريجاني أنه "لا تزال تعدّ أمريكا الشيطان الأكبر"، مشيرا إلى توفر الفرصة لتغيير هذه النظرة لو قررت أن تتخذ موقفا أكثر عقلانية تجاه إيران، ومعتبرا أن نظرة إيران لقضايا المنطقة هي نظرة استراتيجية وشمولية "استطاعت من خلالها أن تحول دون تقدم الإرهابيين".
واعتبر أنه "لا يوجد حل للأزمة السورية إلا سياسيا، بمشاركة كافة مكونات الشعب"، مؤكدا أن
إسرائيل تشكل تهديدا حقيقيا لدول المنطقة لامتلاكها نحو مئتي رأس نووي، بحسب تعبيره.
وقال لاريجاني إنه "لاشك أن تصرفات أمريكا السابقة ونزعتها للحرب وإثارة بعض القضايا ألحق أضرارا بالغة بالمنطقة، فالحروب التي أشعل فتيلها الرئيس الأمريكي السابق في أفغانستان، ومن بعدها العراق وحرب الـ33 يوما التي شنتها إسرائيل على لبنان بدعم من أمريكا لم تكن بالشيء الهين والبسيط الذي يمكن التغاضي عنه".
وأشار الدكتور لاريجاني، في المقابلة التي احتفت بها وكالة تسنيم الإيرانية المرقبة من الحرس الثوري الإيراني، إلى حرب الـ"ثماني سنوات" ضد ايران، قائلا إن "هناك وثائق تثبت أن الأمريكيين هم من شجعوا صدّام حسين على الحرب وقدموا الدعم له"، ما دعا الإيرانيين لتسميتها بـ"الشيطان الأكبر"، والنظرة السلبية تجاهها، مؤكدا بالقول: "لو قررت أمريكا أن تتخذ موقفا أكثر عقلانية تجاه إيران فحينها قد تتوفر الفرصة لتغيير هذه النظرة".
وحول تعاون إيران الإسلامية وحزب الله مع النظام السوري، قال لاريجاني إن "قضايا المنطقة معقدة، ولا بد أن تكون هناك نظرة عميقة لها، فلولا مساعدة إيران لسوريا في حربها ضد (الإرهاب) لكانت الحرب أخذت منحى آخر"، معتبرا أن ذلك قد يلحق بدول الجوار خسائر وأضرارا لا تعوض، وأن نظرة إيران لقضايا المنطقة نظرة استراتيجية وشمولية استطاعت من خلالها أن تحول دون تقدم الإرهابيين في المنطقة.
ووصف لاريجاني حصيلة مفاوضات فيينا التي أفضت للاتفاق النووي مع أمريكا، التي أكد على كونها "الشيطان الأكبر"، بأنها "جيدة من حيث المجموع، رغم وجود بعض النواقص"، مضيفا بالقول: "أعتقد أن الحصيلة كانت جيدة بشكل عام ومقبولة، ولابد أن تتوفر الفرصة اللازمة لتنضيج المباحثات، ويمكن خلالها دراسة النقاط الإيجابية والسلبية، وأعتقد أن النتيجة ستكون واضحة بعد شهر على أبعد تقدير".
وحول معارضة بعض نواب الكونغرس الأمريكي للاتفاق النووي قال لاريجاني: "البعض يبالغ في مواقفه في الكونغرس، ويدعي أن الاتفاق يصب في مصلحة إيران أكثر من غيرها، وهذا ليس صحيحا من الأساس"، موضحا أن أمريكا اتخذت بعض المواقف المتغطرسة في المفاوضات، لكن إيران استطاعت أن تحقق مطالبها وأن تدرج ذلك على الوثيقة".
ومضي لاريجاني بالقول إن "انطباعنا هو أن ذلك يمكن أن يكون انطلاقة لتفهم القضايا بصورة أصح، خاصة تلك التي باتت تشكل تحديا، سواء على الصعيد الإقليمي أو الدولي".