قال مبعوث
روسيا في الأمم المتحدة فيتالي تشوركين، إن موقف الولايات المتحدة من رئيس النظام السوري قد تطور خلال الأربع سنوات الأخيرة، وتغير خلف الأضواء.
ودعا المبعوث الروسي في مقابلة مع شبكة أنباء "سي بي أس"، الولايات المتحدة إلى التوقف عن لوم الآخرين، وقال إنه لا معنى لمواصلة محاولات حل الأزمة وحدها، خاصة بعد موجات الهجرة وسيطرة
تنظيم الدولة على مناطق واسعة في العراق وسوريا، مشيرا إلى أن موضوع فشل المجتمع الدولي في احتواء الأزمة الدولية سيكون في مركز ومقدمة الموضوعات التي ستناقش في الأمم المتحدة التي تحتفل بعيدها السبعين.
ويشير التقرير إلى أنه منذ بداية الأزمة السورية اتسم الموقف الدولي بالانقسام، ففي الوقت الذي أصرت فيه واشنطن على ضرورة رحيل
الأسد، أكدت فيه روسيا على مواصلة دعمه. وفي الأسبوع الماضي قال الرئيس باراك أوباما إن دعم موسكو للأسد يعد "خطأ كبيرا".
وتستدرك الشبكة بأن تشوركين يعتقد أن موقف الولايات المتحدة المعلن يختلف عن موقفها خلف الأضواء. وقال: "أعتقد أن هذا هو شيء واحد نشترك فيه الآن مع الولايات المتحدة، مع حكومة الولايات المتحدة: فهم لا يريدون انهيار حكومة الأسد، لا يريدونها أن تسقط. ويريدون قتال تنظيم الدولة بطريقة لا تضر بالحكومة السورية"، ويضيف أنهم "في الوقت ذاته لا يريدون من الحكومة السورية أن تستفيد من حملتهم (ضد تنظيم الدولة)، ولكنهم لا يريدون أن تتضرر الحكومة السورية نتيجة لأفعالهم، وهو وضع معقد".
ويلفت التقرير إلى أن تصريحات تشوركين تأتي وسط تكهنات حول الاستعدادات العسكرية التي تقوم بها روسيا داخل
سوريا، على أمل أن تكون جزءا من تحالف دولي ضد تنظيم الدولة، ما يعطيها حظوة لدى الولايات المتحدة وأوروبا دون تخليها عن دعم الأسد.
وتبين "سي بي أس" أنه عندما سئل تشوركين إن كان موقف الولايات المتحدة يقترب من الرأي الروسي حول سوريا، أجاب: "قد تقدموا كثيرا في فهم تعقيدات الموقف، وبالنسبة لي قإن من أهم مظاهر قلق الحكومة الأمريكية هو سفوط الأسد وسيطرة تنظيم الدولة على دمشق، وعندها سيلقى اللوم على الولايات المتحدة".
ويذكر التقرير، الذي ترجمته "
عربي21"، أن الولايات المتحدة قد تعاملت بشك مع النوايا الروسية في سوريا. وقالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة سامانثا باور، يوم الاثنين لشبكة أنباء "سي أن أن": "مضاعفة دعم نظام يستخدم الغاز ضد شعبه، ويرمي عليه البراميل المتفجرة، ويعذب الشعب الذي يحتج لأنه طالب بحقوقه، لن يثمر. حتى لو كنت مكيافيلي وكل ما كنت تقلق منه هو تنظيم الدولة، فأن تدعم نظاما مثل هذا دون أن تأخذ برأي غالبية الشعب السوري بأنك ستتخذ طريقا مختلفا، لن يجلب السلام، ولن ينجح في الحقيقة بهزيمة الإرهاب، التي يقول الرئيس بوتين إنها أولويته".
وتقول الشبكة إن باور حملت روسيا وحليفة الأسد الأخرى إيران مسؤولية تدهور الأوضاع، مستدركة بأن تشوركين قال إنه من العبث اللوم الآن، ويضيف: "الجميع مسؤول، من السهل أن أشير بإصبع اللوم، ولكنني أعتقد أن الوضع لم يفهم منذ البداية، وترك ليتدهور، وإلى أي مدى وصل، لا أعرف".
ويفيد التقرير بأن باور هاجمت أيضا الصين وروسيا؛ لأنهما وقفتا أمام أي فعل كان مجلس الأمن يريد اتخاذه، حتى الشجب اللطيف لاستخدام السلاح الكيماوي.
وتكشف الشبكة عن أن الولايات المتحدة ستعقد في 29 من الشهر الحالي حدثا رفيع المستوى لحفظ السلام يستضيفه الرئيس أوباما. وبصفتها رئيسة لمجلس الأمن في دورتها الشهرية، فستقوم روسيا في نهاية الشهر بعقد اجتماع في 30 أيلول/ سبتمبر حول الأمن والسلام، سيترأسه وزير الخارجية سيرغي لافروف. لافتة إلى أن الروس يريدون أن تكون حكومة الأسد موجودة في أي مفاوضات للسلام، ويقول تشوركين: "عليهم العمل مع الحكومة، ولا نقول إنه يجب عليهم الجلوس على الطاولة ذاتها مع الأسد، ولكنها الحكومة السورية، وعليهم العمل معها وهم يقاتلون على الأرض".
ويورد التقرير أن من الأمور التي أغضبت الروس، والتي كشف عنها تشوركين، الفشل في التشاور مع روسيا عندما تم تشكيل التحالف ضد تنظيم الدولة العام الماضي، والمضي في التحالف دون الأمم المتحدة.
ويقول تشوركين: "كنا مستعدين للتفكير بقرار في مجلس الأمن حول تنظيم الدولة. وقمت بعدة حوارات مع زميلتي الأمريكية التي كانت تتساءل: هل يجب استصدار قرار أم لا؟ وقد شجعتهم على استصدار قرار، لكنهم قرروا المضي دون قرار، واتخذوا قرارا من طرف واحد".
وتختم "سي بي أي" تقريرها بالإشارة إلى أنه رغم اعتراف تشوركين بعدم وجود إشارات ملموسة عن التحسن في العلاقات الأمريكية الروسية، إلا أنه متفاؤل حول إمكانية قيام علاقات أفضل.