كتب رجل الأعمال القبطي نجيب
ساويرس مقالا بجريدة "الأخبار"
المصرية، الأحد، خصصه، بشكل جاذب للنظر، للإشادة بالإعلامي والكاتب الصحفي إبراهيم عيسى، وتأكيد أن "تناول الفكر الوهابي لا داعي له في هذه المرحلة".
ويقدم إبراهيم عيسى برنامج "25/30" على قناة "أون.تي.في" المملوكة لساويرس، ولا يعرف أحد كم يتقاضى عيسى من ساويرس عن هذا البرنامج، وقد خصصه للتعبير عن الأفكار المتطرفة لساويرس تجاه التيار الإسلامي، والمرجعية الإسلامية، والتهجم على مقدسات المسلمين، وإلقاء الشبهات حول الثوابت الإسلامية، فضلا عن التحريض على قتل وإبادة آلاف المصريين من المنتمين إلى التيار الإسلامي، والأحزاب والتيارات الإسلامية، بداية بالإخوان، والآن السلفيين، مرورا بأحزاب الوطن والوسط والبناء والتنمية وغيرها.
وينتهي تعاقد عيسى مع ساويرس بخصوص البرنامج مع بداية تشرين الأول/أكتوبر المقبل، ورشح أن عيسى يرغب في إنجاز مشروع إعلامي جديد خاص به، في وقت يتجه فيه ساويرس إلى التخفيف من الجرعة السياسية المقدمة عبر القناة، وزيادة حجم برامج المنوعات فيها، والتخلص من أي حرج قد يسببه له عيسى، الذي يكون في الغالب "ملكيا" أكثر من ساويرس نفسه، في نقد ما يسميه "الإرهاب الوهابي"، والأحزاب الدينية (الإسلامية)، وحتى الشريعة الإسلامية، دون أن يتطرق، إلى فساد رجال الأعمال، وتسييس الكنيسة، وانتهاكات الحريات.
وقد جاء مقال ساويرس في صحيفة "الأخبار" بعنوان: "إبراهيم عيسي وزيرا للتعليم والثقافة والإعلام"، وهن ثلاث وزارات، وليست وزارة واحدة.
وعلل ساويرس اختيار هذا العنوان بالقول إنه "أمنية أو تدبيسة (توريط) لهذا العظيم (يقصد إبراهيم عيسى)، أن يتولى منصب
وزير التعليم والثقافة والإعلام بعد فوز حزبنا إن شاء الله في الانتخابات، إذا سمح لنا أن يكون لنا رأي في التشكيل القادم.. ويا مسهل".
وعن عيسى قال ساويرس: "قرر أن يترك قناة "أون. تي. في"، خوفا علي من تبعات انتقاده لبعض الأحوال الحالية بشجاعته المعهودة فهو يرى أني لا أريد الدخول في مواجهة نظرا لتركيزي على العمل الحزبي، والتوافق الوطني، وأني أرى أن المرحلة حرجة، ولا تستحمل الخلاف، وكذلك موقفي من المملكة السعودية التي أرى أن وحدة الصف معها في هذه المرحلة الحالية لا بديل عنها، وأن تناول الفكر الوهابي لا داعي له، فإن حالة الحرب حولنا لا تحتمل إلقاء اللوم، وبذر الانقسام".
وتابع ساويرس: "هو على حق في هذا الانتقال لبعض الأخطاء صدرت من إدارة المحطة".
وكال ساويرس المديح لعيسى قائلا: "صديقي إبراهيم عيسى تخطى كل العوامل، وأصبح عملة صعبة وشخصية فريدة في ذكائها وثقافتها وموهبتها.. ظهرت عبقريتها من خلال ثراء ثقافته الدينية والتاريخية والسياسية.. فلقد تبحر في تاريخ الأديان، وخاصة الإسلام، ودرس التاريخ السياسي، فامتزجت رؤيته الحالية، وآراؤه السياسية مع فلسفته الشخصية في الحياة لكي تقدم لنا عالما في الفكر خفيف الظل لكن عميق في المعنى.. تستطيع أن تستمع إليه ساعة كاملة دون ملل أو كلل".
وتساءل ساويرس: ما سر عشقي لهذا الرجل؟ وأجاب كاشفا تاريخ علاقته بعيسى التي تمتد إلى 20 سنة مضت، وتعاونه معه ضد المشروع الفكري للإخوان المسلمين، فقال: "لقد تعرفت على إبراهيم في عام 1995 في ندوة عن التطرّف في جمعية التنوير التي أسسها مجموعة من مفكري هذا البلد، واحتضنت بعد ذلك الشهيد فرج فودة ضحية التطرّف والجهل. ثم التقيت به مرة أخرى عندما شرع في تكوين جريدة الدستور التي كانت بداية وباكورة الصحف الخاصة الناجحة لدرجة أن أصبحنا جميعا لا نستغني عنها، وشجعته عليها، إلى أن اختلفنا نتيجة قصة المنشور الإرهابي الذي تصدر الجريدة، وتضمن التهديد باغتيالي ضمن ثلاثة رجال أعمال أقباط".
وتابع رجل الأعمال القبطي: "كان رأي فيه (أي المنشور) أنه مفبرك، وأصرت الصحيفة على توسيع الموضوع، وتزامن ذلك مع خلاف مع الحكومة لكثرة الهجوم عليها، وأغلقت الدستور، واتهمت أنا من أخي وصديقي إبراهيم بأن لي دخلا في هذا، متوهما وجود قوى لدى فرد من الشعب مثلي، لا توجد أساسا إلا عند السلطة.. فأثرت هذه الواقعة على علاقتنا، وابتعدنا، إلا أني ظللت على إعجابي به، وداومت على قراءة مقالاته".
وأضاف: "لقد عدنا مرة أخرى إلى صداقتنا القديمة خاصة في زمن
الإخوان عندما تصدى إبراهيم في برنامجه لهم، وكان على رأس المهاجمين، وكاشفا لعوراتهم. كما كان له دور أساسي في التوعية بأفكارهم المغلوطة، واستئثارهم بالسلطة، وعدم احترام مبادئ الديموقراطية التي أتت بهم إلى الحكم! وقد زاد احترامي له فهو لم يعبأ بما قد يتعرض له من مخاطر ومضايقات في سبيل الحق والوطن".
واختتم ساويرس مقاله بالقول: "سيظل إبراهيم عيسى دوما صديقا ومثلا أعلى وقامة رفيعة... ومن شدة إعجابي بفكره وثقافته وتحليله لأمراض مجتمعنا من منظور مختلف قررت أن أحول قصته "مولانا" إلي فيلم سينمائي، وهي قصة تدور حول أحد شيوخ التلفزيون، ومدى تأثيره على الشعب، وعلاقته مع السلطة، وتعاونه معها، وما يدور داخله من صراع نفسي وداخلي بين صحيح الدين، وما يتم تناوله لكسب شعبية لدى المواطن البسيط".
وقال: "على الرغم من أن كل تجاربي السابقة في مجال الإنتاج السينمائي قد باءت بالفشل إلا أني متفائل جدا بنجاح هذا الفيلم لتميز كل العناصر المشاركة فيه".